saadahnews

مفهوم التنمية الاقتصادية في المشروع القرآني-الحلقة الرابعة والأخيرة

وفي السياق ذاته، يُبيِّن السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي أن الاقتصاد هو سلاح بيد الآخرين، يُوظفونه لخنق الشعوب، وإذلالها، واستعبادها، ويعتبر أن هذه مشكلة خطيرة جداً على الشعوب، ويؤكد أن الأُمَّة بحاجةٍ إلى أن تكون قوية في مواجهة التحدِّيات، والأخطار، وأن تنهض اقتصادياً، حيث يقول:
“نحن بحاجة لأن نكون أمة قوية في مواجهة التحديات والأخطار، وأن ننهض اقتصاديا”.
“أننا كأمة مسلمة بحاجة إلى أن نكون أمةً قوية في اقتصادها، أمةً تمتلك الحس الانتاجي، التركيز على الانتاج، التركيز على حسن التصرف والرشد والحكمة في التصرف فيما هناك من إمكانات وماديات”. ويُبيِّنُ السيد القائد أن الجانب الاقتصادي في الإسلام مهمٌ جداً، وتقوم عليه حياة الأُمَّة، وقوتها، ويؤكد أن الإسلام يُربي الأُمَّة لأن تكون اُمَّة مُنتِجَةً، ولديها قوة اقتصادية، حيث يقول:”أن الجانبَ الاقتصاديَ في الإسلامِ أمرٌ مهمٌ جداً تقومُ عليه الحياةُ للأمَّةِ وللناسِ وتقومُ عليهِ أيضاً قوةُ الناسِ”.
ويُضيفُ بالقول:”الإسلام كما قلنا يربينا أن نكون أمة لديها قوة اقتصادية، أمة منتجة، أمة منتجة”.

ويُشيرُ السيد القائد إلى أن رؤية الإسلام تجاه الموضوع الاقتصادي، حيث يقول: “الجانبُ الاقتصاديُ في الإسلامِ مهمٌ للغاية مهمٌ جداً وليست النظرةُ إليهِ إلى أنَّه لِلترَفِ والعَبثِ وللاستهتارِ والإهدارِ كيفَ مَا كانَ والتصرُفِ العبثي، لا، إنّما نتعاملُ من واقعِ الحكمةِ وعلى أساسٍ من المسؤوليةٍ وعلى أساسٍ من المبادئِ والقِيمِ والأخلاقِ والتشريعاتِ التي وَرَدتْ في هذا الجانب، النظرةُ العامةُ بأصلِها مطلوبٌ أنْ تكونَ نظرةً صحيحةً إلى موضوعِ المالِ وموضوعِ الاقتصادِ كيف هو في الإسلام، لأنَّ للإسلامِ رؤيتَه تجاهَ الموضوعِ الاقتصادي وموضوعِ المالِ والثروةِ، مَا الذي ينبغي أن نُحصِّلَه من وراء ذلك أن نَحصُلَ عليهِ من خلالِ ذلك، ماذا نريدُ بالثروة، ماذا نريدُ بالمال؟ ماذا نريدُ بالاقتصاد؟”.

ويُؤكِّدُ السيد القائد على وجوب أن تمتلك الأُمَّة حس الإنتاج، وحُسن التصرف، والرُشد الاقتصادي، والمالي، والتقدير للنعم الإلهية، إضافة إلى النظرة من واقع المسؤولية تجاه النعم الإلهية، والوعي الاستراتيجي تجاه أهميَّة الجانب الاقتصادي، حيث يقول:

“يجب أن نعمل لأن نمتلك حس الانتاج وكذلك حسن التصرف، الرشد الاقتصادي الرشد المالي الرشد في التصرف المادي، التقدير للنعم الإلهية، النظرة من واقع المسؤولية تجاه النعم الإلهية، الوعي الاستراتيجي تجاه أهمية الجانب الاقتصادي في أن نكون أمةً قوية وأن نكون أمةً حرة وأن نكون أمةً تستطيع النهوض على قدميها في مواجهة الأعداء في مواجهة التحديات في مواجهة الأخطار”.

ويُضيف بالقول: “الوضع الاقتصادي يحتاج إلى وعي عام، سياسات عامة، ويحتاج أيضا إلى تعاون، إلى تعاون”.

وفي خضمِّ ذلك، يؤكد السيد القائد أن الاقتصاد في الإسلام، هو وسيلة، وليس غاية، حيث إن الإسلام يجعل من الاقتصاد وسيلة مُهمة لتحقيق غاياتٍ مُهمة، في إصلاح واقع الأُمَّة، وبناء اقتصاد قوي يُحقق لها الاستقلال، والاكتفاء الذاتي، والقوة، لتكون اُمَّة مُنتِجَةً، وقويةً، على المستوى الاقتصادي، ولا تعتمد في معيشتها، وغذائها، واحتياجاتها الأساسية على أعدائها، يقول:

“الاقتصادُ في الإسلامِ وسيلةٌ وليس غايةً، الفرقُ بينَ نظرتِنا كَمسلمين ـ مِن خلالِ الرؤيةِ القرآنيةِ من خلالِ الثقافةِ القرآنيةِ من خلالِ التشريعاتِ الإسلاميةِ ـ والنظرةِ الماديةِ عندَ القوى الرأسماليةِ والاشتراكيةِ أنَّ الإسلامَ يَجعلُ من الاقتصادِ وسيلةً وليسَ غايةً، ووسيلةً مُهمةً لتحقيقِ غاياتٍ مُهمة، عِندما نقولُ وسيلةً هذا لا يُقلّلُ مِن أهميتِه في الإسلامِ إنّما هو وسيلةٌ لتحقيقِ غاياتٍ مُهمةٍ، ومَضبوطٌ بتشريعاتٍ وتوجيهاتٍ مِن اللهِ سبحانه وتعالى، هذه الالتزاماتُ الماليةُ التي نُصلِحُ بها واقعَنا المُجتمعيَ ونَبني بها اقتصاداً قوياً يُحقِقُ لنا الاستقلالَ والاكتفاءَ الذاتيَ والقوةَ، وحتى نكونَ أمَّةً مُنتِجَةً وأمَّةً قويةً على المستوى الاقتصادي لا تَعتمدُ في اقتصادِها وفي معيشتِها وفي غذائِها وفي احتياجاتِها الأساسيةِ على أعدائِها، لا بُدَّ أن ننطلقَ من هذا المنظورِ الإسلامي بِعينِ المسؤوليةِ وعلى أساسٍ من المبادئِ والتشريعاتِ الإلهيةِ”.

ويُضيف بالقول:

“اليوم ما الذي نعانيه من الرأسمالية في العالم؟ الرأسمالية في العالم جعلت الحصول على المال غاية وهدف رئيسي، ثم قالت: [الغاية تبرر الوسيلة]؛ وبالتالي فتحت المجال لكل الأساليب المحرمة والوسائل المحرمة في الحصول على المال بأي طريقة، مهما كانت تلك الطريقة محرمة أو ظالمة، في الإسلام هذا محرم، هذا محرم، يأتي الإسلام ليعطي أهميةً قصوى للجانب الاقتصادي”.

وفي خضمِّ ذلك، يتطرق الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى مجالات بناء أمَّةٍ قويةٍ في الجانب الاقتصادي، حيث يقول:

“عندما نتصور مثلاً أمة تكون قوية, ما كلمة أمة تعني حاجة واحدة, تتصور قوة واحدة, أليست هكذا؟ تنزل إلى تفاصيل القوى, تقول: يجب أن يكون هناك زراعة, يكون هناك تعليم, يكون هناك صناعة, يكون هناك مراكز علمية, ومراكز أبحاث…”.
“حاجيات الإنسان واسعة من جانب المسؤولية التي ربطك القرآن بها, تفرض عليك أن تتحرك في كلّ هذه المجالات, أن تصنِّع, أن تزرع, أن تعمل على أن يكون لديك خبراء, أن يكون لديك مهندسين, أن تهتم ببناء أمة متكاملة”.
“أليس القرآن هدى إلى هذه؟ يكون عندك خبراء يشتغلون في كلّ المجالات، ويبدعون, ومعاهد, معاهد بحث, دراسات, تمويل للبحث من أجل ماذا؟ أنك تريد أن لا يسبقك الآخرون إلى شيئ, تكون أنت من تملك الخبرة؟ من تملك الصناعة, من تملك الاكتفاء في زراعة, في غيرها, وتجد في كل واحدة من هذه تلقى الله فيها، عندما يتحركون في أي مجال من المجالات يتلمس التأييد الإلهي، يتلمس البركة الإلهية، يتلمس البُشرى التي قال هنا: {وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} يتلمس أيضا مظاهر معرفة الله، مظاهر قدرته، مظاهر رحمته، مظاهر رعايته، مظاهر تدبيره… الخ.”.

الهوامش:

السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، مديح القرآن، الدرس الرابع.
السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، مديح القرآن، الدرس الأول.
السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة العاشرة، 1440هـ.
السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة الحادية عشرة، 1440هـ.
السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، سلسلة المحاضرات الرمضانية، المحاضرة الحادية والعشرون، 1440هـ.
*#مركز_الشهيد_الصماد_للدراسات_والبحوث

التعليقات مغلقة.