saadahnews

الطابور الخامس

مقالات | 8 أبريل | بقلم / فضل جحاف :

يشهد الشارع اليمني جدلا واسعا وتساؤلات كثيرة عن ماهية الطابور الخامس وطبيعة نشاطه …

ولا غرابة في ذلك فظهور نشاط الطابور الخامس وتداول مصطلح الطابور الخامس يصاحب نشوب الحروب والصراعات الأهلية ….ومصطلح الطابور الخامس متداول في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية …والظروف الزمنية والمكانية لنشأة الطابور الخامس كانت أثناء الحرب الإسبانية الأهلية في العام 1936 وتعبير الطابور الخامس هو ترجمة لمصلحة مأخوذ من الإسبانية القشتالية وهو Quinta colnmna ونسب الى اللواء ايميليوا  كولا القائد العام لجيش الشمال واحد قادة القوات الوطنية الزاحفة على مدريد …

حيث أورد المؤرخ الانجليزي هيو توماس عن اللواء ايميليوا مولا الذي ردعن سؤال عن اي الطوابير الأربعة التي يتكون منها جيشه سيفتتح مدريد أثناء مؤتمر صحفي مع صحفيين أجانب عام 1936 ..

فأجاب قائلا إن هذه ستكون مهمة الطابور الخامس المتواجد داخل مدريد ويعمل لصالح جيش الجنرال فرانكو ضد الحكومة الجمهورية ذات الميول الماركسية اليسارية ..

وأوضح اللواء ايميليوا مولاطبيعة الدور الذي يلعبه الطابور الخامس وخطورة توقيت بدء تحركه …

بقوله لدينا اربعه طوابير تتقدم بأتجاه مدريد أما الطابور الخامس فسوف يتحرك في الوقت المناسب

أي أن طبيعة أدوار الطابور الخامس متنوعة يتمحور نشاطها في التمهيد للغزو من الخارج والعمل على إيجاد رأي عام مؤيد للعدو الخارجي وينشط الطابور الخامس في التخريب والتجسس والتضليل ضمن خطوط الدفاع وحدود البلاد ويتم الاستعانه بالطابور الخامس الذي ينخرط فيه مجاميع من الناس من مختلف التخصصات والانتماءات ويحرص العدو على اختيار النخب وبالذات الناشطة سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا لما لها من تأثير على الناس وقدرة على التضليل والتحرك في الداخل خدمة للعدو في الخارج …وينفذون مخططاته بشكل سري أو علني بحسب ماتقتضية ظروف ووقائع الحرب الميدانية وما ينتج عنها من تغييرات لها تأثيرات سلبية تنعكس على واقع الناس وحياتهم المعيشية وتزيد من سوء الأوضاع الاقتصادية خاصة أن الحرب تكون سببا رئيسا في ضعف الإيرادات المالية للدولة وتؤدي الى ركود وتوقف في  النشاط التجاري والصناعي للقطاع الحكومي والخاص يسبب تأخير وانقطاع في صرف أجورومرتبات الموظفين وقد يضطر القطاع الخاص التجاري والصناعي الى توقيف نشاطهما وتسريح الكثير من الموظفين والعمال ….ومن الطبيعي ان هذه التأثيرات الناتجة عن الحرب تزيد من معاناة المواطنيين بشكل وتوجد حالة من التذمر والامتعاض في اوساط الناس وفي المقابل تخلق وضعا مناسبا يتحرك فيه الطابور الخامس لممارسة نشاطه التخريبي والتضليلي  في أوساط الناس وبشكل علني ويصور متعددة تسير في اتجاه التشكيك في قدرة الدولة في مواجهة العدو الخارجي وإيجاد الحلول الاقتصادية الملائمة وزرع اليأس والإحباط في نفوس المواطنيين ومن ثم المزايدة بالقضايا التي لها علاقة بالمواطنين وتقديم حلول لهذة القضايا مرتبط بتأييد العدوان الخارجي ……

والمشهد اليمني حاليا في ظل العدوان السعودي الأمريكي يشهد نشاطا واضحا للطابور الخامس في شتى المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية والحقوقية كلها تصب في خدمة العدوان السعودي الأمريكي علي اليمن ……واللافت للنظر هو التوافق والتماهي  في التصريحات والرؤى بين الطابور الخامس المتواري  خلف أقنعة حقوقية وحرية الرأي والمتحصن بالانتماءات السياسية والفكرية والمتدثرة  بدثار حرية المعتقد وحريات اخرى ..في الداخل مع المؤسسات الإعلامية التابعة للعدوان بل أن عناصر الطابور الخامس تتبنى نفس السياسة الإعلامية للعدوان وبالحرف  وتخدمها من خلال إثارة القضايا التي طرأت على الساحة اليمنية بسبب العدوان مثل تأخير صرف مرتبات موظفي الدولة وتحمل حكومة الإنقاذ السبب في ذلك وليس قرار الدنبوع هادي بنقل البنك المركزي إلى عدن وتحمل حكومة الإنقاذ أزمة المشتقات والتغطية وكأن آبار النفط والمنشآت النفطية واقعة تحت سيطرتها وليست في المحافظات الواقعة تحت سيطرة مرتزقة العدوان والتحكم في قرار تسويقهاللداخل هم النظام الإماراتي والسعودي …ويحملون مسؤلية توقف ميناء الحديدة عن استقبال السلع التجارية الأساسية …حكومة الإنقاذ والقوى السياسية الرافضة للعدوان وكأن حكومة الإنقاذ والجيش واللجان الشعبية هي من دمرت الرافعات  في ميناء الحديدة وليست طائرات العدوان ….التي قصفتها  بالقنابل من الجو …وأكملت بوراج العدوان الجريمة ومنعت واعترضت  السفن والبواخر  التجارية من الوصول إلى ميناء الحديدة الذي يشكل المنفذ التجاري لحوالي 70%  من احتياجات الشعب اليمني من المواد الأساسية ….

وختاما  مواجهة الطابور الخامس تتطلب وعيا شعبيا بخطورة نشاط الطابور الخامس وتحرك سريع وعاجل من قبل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ ومجلس النواب متمثل في إقرار قانون الطوارئ …

التعليقات مغلقة.