saadahnews

ماذا يحدث في لبنان ؟

بقلم /صفاء فايع

انتفضت لبنان في ثورة ما يسمى بالربيع العربي وخرجت في تظاهرات وحالات غضب وسخط على الحكومة لفترة زمنية محددة لكن ثورتها سُرقت منها وتوجهت التوجه غير الصحيح ، حالها كحال باقي الثورات في مختلف البلدان العربية آنذاك ، فما الذي جعل الربيع يعود إليه ؟!
وهل هو ربيع أم خريف وشتاء قارس ؟!

الذي ينظر للأمور جيداً سيلاحظ أن هناك أيادي آثمة تقف خلف كل هذه الفوضى والشغب الذي ليس لصالح اللبنانيين أبدا ً، فقبل أيام اشتعلت النيران في غابات ببيروت ولولا رحمة الله ولطفه الذي أنزل المطر لإخمادها لكانت حصدت الكثير من الأرواح ولهدمت الكثير من البنية التحتية .

وعندما تم التحرك لمعرفة من وراء تلك الحادثة إذ أنه كان من الواضح أنها بفعل فاعل تبين حينه أنها طائرة إسرائيلية قذفت شرر النار بين الأشجار لتلتهب وتشتعل نيرانها ، وعادت هي بسلام .

وماهو إلا يوم فقط وخرج الشعب اللبناني لينتفض ويرفض قرارات الحكومة بفرض الضرائب في كل شيء حتى في الانترنت وفي التطبيق المجاني واتساب بالتحديد ، من ينظر للأمر من هذه الزاوية سيقول مطالبهم محقة ومن حقهم أن يحاسبوا ويعاقبوا الفاسدين في بلدهم .

لكن هناك رائحة عفنة وكريهة تتسرب إلى أنوف الكثير من المتابعين يكاد يجزم من يشتمها أنها السعودية بدعم من الصهيونية وفرنسا هي من تحرك الأوضاع في لبنان ، فرنسا المحتل القديم للبنان والتي مازالت تحاول أن يكون لها قرارات بداخل هذا البلد ، أما الصهيونية فهي من مرغ حزب الله أنفها في الوحل والسعودية لاشك أن لها اليد الطولى ، فالجميع يعرف بأنها مدمرة الشعوب وربيبة الصهيونية فمواقف حزب الله وقوة السيد حسن نصر الله لاتروق لها ابداً وخاصة أن حزب الله فاز بأغلب المقاعد في الانتخابات الأخيرة وصارت قوته في الدولة ضاربة .

سعد الحريري رئيس الوزراء الجميع يعلم مواقفه المنبطحة للاحتلال وتسليمه المطلق للسعودية وتأخير جلسة الأمس التي كان من الممكن أن تحل ولو بعض القضايا ، جاءت بخطة مدروسة من أسياده لتأجيج الشارع اللبناني أكثر ويُتوقع أن يقوم بتقديم استقالته وينضم إلى الثوار إن لم يكن قد فعلها حتى كتابة هذا الكلام ، وذلك للضغط على حزب الله وكأنه المتسبب في هذه الأزمة في لبنان ، ولو نلاحظ فمن خرجوا إلى الساحات أيضاً نجدهم بالشكل الأكبر أصحاب الحريري ومن في خطه .

صحيح أن الأوضاع المعيشية في لبنان مرهقة لكاهل المواطن البسيط وخاصة في ظل تدهور العملة المحلية واكتساح الدولار للسوق اللبنانية ، لكن خروج الشعب بحالات عنف وشغب قد جعل الوضع متأزماً أكثر ودهور من قيمة العملة المحلية أكثر مما كانت عليه ،لقد كان الأجدر بكل الأطياف التي تمسك الحكم في لبنان أن تصل إلى حل عادل يحاسب فيه الفاسدين بعيداً عن أي تدخلات وبعيداً عن التنفيذ لسياسات خارجية لاتخدم إلا مصالحها.

التعليقات مغلقة.