saadahnews

أُحجيات الانتصارات الخمسة لخواتيم العام الخامس

صفاء فايع

ما إن شارف يمن الايمان والحكمة على توديع عامه الخامس وتدشين عام سادس من العدوان على اليمن حتى أرسل رجاله وأبطاله من الجيش واللجان الشعبية رسائلهم الباليستية الختامية واحدة تلو الأخرى بشكل يعجز عن وصفها الواصفون لقوة ردعها ابتدأت بعملية البنيان المرصوص التي تكاد تكون أُحجية وضرب من ضروب الخيال لعظيم ماكان من تأييد إلهي رباني لا يستطيع إنكاره إلا من طغى الشيطان على قلوبهم فاصبحوا لا يبصرون.

مساحة 2500كيلو متر مربع تم دحر العدوان منها في نهم والجوف ومأرب وتكبيد العدو الخسائر المادية والمعنوية بل وإرجاعه إلى نقطة الصفر بعد أن كان لمايقارب الخمسة أعوام يتغنى بقادمون ياصنعاء، وقد كان حقيقة لايفصله عنها سوى بعض الكيلو مترات ومع ذلك لم يستطع الدخول طوال تلك الأعوام ،ومالم يكن في حسبانه أن يتم دحره إلى تلك المسافة البعيدة جداً من مكان حلمه.

كان أكبر ما أصاب العدو في مقتل هو كمية التحشيد، وضخامة الترسانة العسكرية التي قد جهزها في نهم لكونها المنفذ الموعود بالانتصار المزعوم(دخول صنعاء) وكانت لوية ذراعه كبيرة بإستيلاء الأنصار على غرفة عمليات محور جبهة نهم التي تحتوي على كل مخططاتهم، وإرشيف استخباراتهم والتي قد رُصفت فيها بعناية مطلقة حتى انهم صنعوا فيها مجسماً ضخماً لنهم بأكملها جبالها ووديانها وطرقها ومنخفضاتها حتى يحكموا خطتهم ويصلون إلى هدفهم ، فأصبحت كلها وبدون مشقة مكشوفة تحت مجهر الأنصار بطريقة لم يتوقعوها أن تصير أبداً ولم يعد لهم من فائدة من صنع ذلك المجسم إلا أن كان عوناً للبعض منهم لمعرفة طريق الرجعة والفرار.

تلت عملية البنيان المرصوص مباشرة عملية (فأحبط أعمالهم ) أكبر عملية أمنية منذُ شَن العدوان حربه الظالمة وعنجهيته على اليمن ،ولقد كانت بمثابة الطعنة الثانية بل الأكبر بحسب وجهة نظري والتي اعتبرها حقيقة (عملية الوجع الأكبر) وذلك لإنها بترت أيادي العدوان ومزقت ورقته التي وضعها كحلٍ أخير لتنفيذ مخططاته وتفتيت كيان شعب الإيمان والحكمة من الداخل ، وذلك بالتغلغل في المجتمع وتنفيذ عمليات أمنية وتربوية وإعلامية قذرة ،بعد أن عجزت كل مساعيه وتحطم رأسه من الضربات المتتالية على جدار الصمود الأسطوري لهذا الشعب العظيم فأحبط الله أعمالهم ،وتم القبض على كثير من خلايا عصابات الخيانة والارتزاق وماوجِد بحوزتهم من إلكترونيات لتسهيل أعمالهم الارتزاقيه ، فيما لا تزال المتابعة لمن لم يتم القبض عليهم مستمرة وحثيثة.

لم يستكمل أبناء الشعب اليمني العظيم مباركات واحتفالات الانتصارين السابقين حتى بُشروا بانتصارٍ ثالث بإسقاط طائرة مقاتلة نوع ترنيدو بريطانية الصنع في محافظة الجوف تقدّر قيمتها ب24مليون دولار،فلم يكن للعدوان من حل لتغطية فشله وانكساراته المتتالية إلا بضرب المدنيين بالطيران كماهي عادته وارتكاب مجزرة مروعة بحق الأطفال والنساء الآمنين سار ضحيتها حوالي 40 مابين شهيد وجريح جلهم من الأطفال والنساء، فما كان من الأنصار ايضاً الذين طالما حذروا جارة السوء من استهداف المواطنين الآمنين إلا أن كان ردهم رادعاً وسريعاً بـ 12 طائرة مسيرة نوع صماد3 وصاروخ(ذو الفقار )بعيد المدى جديد الصنع وصاروخين نوع قدس المجنح،
وهكذا استقبلت السعودية عملية توازن الردع الثالثة في ينبع شركة أرامكو وأماكن حساسة لم يفصح عنها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة يحي سريع بعد، استقبلوها بحالة من التخبط والرعب الذي خرج عن سيطرة حكومة مملكة العهر من خلال المواطنين الذين قاموا بتداول مقاطع الفيديو عند وصول الصواريخ وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وبالرغم من كم التهديدات والفتاوى المضحكة التي نشرتها حكومتهم لتهديد من يقوم بذلك.

انتصار خامس بإنجاز عسكري ضخم، بل بشرى تشفي صدور قومٍ مؤمنين، يزفها المتحدث الرسمي للقوات المسلحة بالإعلان عن افتتاح معرض الشهيد (المهرِّم) والتي كانت قصته ايضاً كالأُحجية وهو الذي لم يتعدَ في تعليمه المرحلة الإبتدائية ولكنه كان من السابقين الذين قال الله فيهم (ويُعَلِّمُهُم اللَّه )وكان له الفضل بل الدور الأكبر في تطوير هذه المنظومات منذ أن تفتحت مداركه لفهمها ودراستها وصنعها ربما بدأ ذلك منذ أيام الحروب الست على صعدة .

منظومات جديدة ومتطورة للدفاعات الجوية أُزيح الستار عنها متمثلة بصواريخ أرض جو ثاقب 1و2و3 وفاطر1 ، والتي كانو قد أعلنوها سابقاً بهاشتاق ( #سماء_اليمن_ليست_للنزهة )وكانت قد قامت هذه المنظومة بعملها سابقاً ولكن لم يتم الكشف عنها إلى أن تم في صباح ذلك اليوم تحييد الطيران من نهم والجوف ؛فلم يعد بيد التحالف إلا أن يندب حظه من عدم قدرته على إشفاء غليله وإطفاء نار حقده من خلال إستهداف المدنيين وإسقاط آخر آماله في محاولة إبادة هذا الشعب العظيم والاستيلاء على ثرواته ومقدراته.

انتصارات متتابعة عظيمة وجلية تكاد تكون أُحجيات لعجائز لاوجود لها حقيقة على أرض الواقع لما لها من تأييداتربانية كبيرة، لايشعر بها وبأثرها ويصدقها إلا من تشبع قلبه بالتوكل على الله والوثوق بقدرته على كل شيئ ، وستكون روايات هذه الأحداث ذات يوم من عمل العجائز الذين سيرووها لأحفادهم .
كيف لا؟ وهم قد عاشوها بكل تفاصيلها في صباهم وشبابهم ،ليظن الأحفاد حينها أنها أُحجيات تأريخية قد لاتكون إلا من قُبيل المبالغة والإثارة ،لكن اليمن ستظل على مر العصور هي مقبرة الغزاة ، والدولة العصية على الطغاة.

التعليقات مغلقة.