saadahnews

أربعة أعوام من الاجرام والوحشية

منذ يوم السادس والعشرين من مارس 2015م وحتى اليوم هي مدة كانت مليئة بالأحداث الجسام والعظام التي كانت كفيلة بكشف كل الأقنعة وإماطتها كلياً عن وجوه كثير من الدول والدويلات والمنظمات والمؤسسات الدولية وغيرها لتكشف أن الشعب اليمني أرضاً وإنساناً يواجه عدوناً كونياً شاركت فيه كل دول ودويلات وكيانات العالم وعلى رأسها الأمريكي والصهيوني والبريطاني والفرنسي وأدواتهم السعودي والاماراتي بما يمتلكون من عصابات وشركات وتنظيمات إجرامية رسمية وتجارية منها القاعدة وداعش والجنجويد وبلاك ووتر وغيرها.

تعطش قوى العدوان لإراقة دماء الشعب اليمني:

مشاهد أقسى من أن يتحملها عقل بشري، أشلاء متناثرة، جثث متفحمّة، وأجساد تحت الركام، تلك مشاهد يَندى لها الجبين اعتاد الجميع على مشاهدتها اما في مسرح الجرائم أو خلف شاشات التلفزة.

ويسجل العدوان على الشعب اليمني أرقاماً قياسية في الإجرام والوحشية والحقد الذي من الواضح أنه سليل ذلك الحقد الذي كان يشعر به أثرياء مكة من المشركين تجاه فقراء مكة وضعفاها من المسلمين، فالمجازر الوحشية التي ترتكبها قوى العدوان تتجاوز البراعة الفائقة في تنفيذ المهام الإجرامية، فلم يُعد ما يجري حالياً في اليمن حربًا عادية تشبه الحروب التي حصلت عبر التاريخ، بل أضحت حرب إبادة شاملة لشعب اليمن الذي يرفض الخنوع والذلة.

مّرت أربعة أعوام وما تزال أمريكا وإسرائيل وأدواتها النظام السعوي والاماراتي مستمرين في مؤامرة إبادة الشعب اليمني حتى لو لم يبق في اليمن إنسان واحد، وبعد ذلك الكم الهائل من الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبوها، مازالت تنتاب أدوات أمريكا رغبة جامحة في شفاء الغليل واراقة المزيد من دماء أبناء شعب ثار ضد الظلم والطغيان ويرفض الاستسلام، ذلك لأن بقاء مواطن يمني واحد على قيد الحياة يشكل خطراً عليهم وكفيل بأن يقض مضاجعهم.

وفي صورة تجسد التعطش لإراقة دماء الشعب اليمني، فإن عملية تحديد الأهداف للطيران تميل إلى اختيار الأهداف التي توقع أكبر عدد ممكن من الضحايا من المدنيين العُزل والذي يعكس التعطش لإراقة الدماء في كل مكان بلا استثناء، في الاحياء السكنية والمدارس والمستشفيات، ودور العبادة، وصالات الفرح والعزاء، والطرق وفي انتهاكات صارخة للقانون الانساني الدولي واتفاقيات حماية المدنيين ضربت قوى العدوان الأمريكي السعودي بكل تلك القرارات والمواثيق والمعاهدات الدولية عرض الحائط – ونفذ طيرانه قصفا مباشرا على تجمعات سكانية واسواق تجارية ومنشئات خدمية ومساجد وصالات عزاء وقاعات أفراح (احتفالات اعراس) وغيرها من الاعيان المدنية المكتظة بالمدنيين، وعمدَ إلَـى تدمير آلاف المنازل وهدمها على ساكنيها، وكذلك هدم كلّ مقومات الحياة من مدارس، ومصانع ومستشفياتٍ، ومساجدَ، ومتاحفَ، وحدائقَ، وجسورٍ، وطرقات، وموانئ، ومخازن غذائية ومنشآت حكومية، وغير حكومية، ومعالمَ دينية، وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل استهدف الماءَ والغذاء والدواء وكل المواد الأَسَـاسية الخدمية.

صمت المخزي وسقوط الأخلاقي!!

أربعة أعوام من العدوان على اليمن كفيلة بان تكشف للعالم أجمع فظاعة الصمت المخزي والسقوط الأخلاقي المدوي للمنظومة القيمية والاخلاقية والإنسانية، فلم يسبق للقانون الدولي الإنساني أن انتهك كما هو حاصل خلال هذه المدة في الوقت الذي تمعن فيه قوى العدوان بارتكاب جرائم ومجازر وحشية بحق المدنيين من أبناء الشعب اليمني، وإظهار ازدرائهم الكامل للقانون الدولي، وضربوا كافة الدعوات الحقوقية لمنظمات حقوق الانسان بوقف جرائمهم ومجازرهم الوحشية في اليمن عرض الحائط، ولا غرابة في ذلك لاسيما وأنهم يتلقون دعم وتسليح أمريكي وأوروبي بل ومشاركة في ارتكاب الجرائم.

اليمن مقبرة الغزاة:

كان يعتقد تحالُف العدوان أن الشـعـب الـيَـمَـني سيستسلم في الأُسْبـوع الأول أَو الثاني أَو ربما في الشهر الأول أَو الثاني من العُـدوان، لكن الشعب اليمني سجل صموداً أُسطُورياً تجلى، وما يزال، يوماً بعد يوم، ربما هو الأعظم في تأريخه، والذي أذهل العالَمَ بوقوفِه ومواجهتِه لأَكْبَـر تحالف عُـدْوَاني اجمعت فيه أَكثَـر من ثلاثين دولة، وأثبت الشعـب الـيَـمَـني طيلةَ هذه الفترة التي مرّ بها أنه شعب عزيز وصامد يستمد قوتَه، وعزمه، وإباءَه من اعتماده على الله، وأنه يمن الأَنْصَـار والأوس والخزرج، يمن الحكمة والإيمان

أربعة أعوام من العدوان الأمريكي الصهيوخليجي الغاشم كانت أعجوبة هذا الزمان في صمود أهل اليمن في وجه العدوان الكوني الذين لم يهزموا عبر التاريخ بل كانت ارضهم المباركة مقبرة للغراة والمتحلين ومنذ الوهلة الاولى من عدوانهم الغاشم كانت قوى الاستكبار وقرن الشيطان ومن سار معهم تضن  أن اليمن قد ركع وخضع لهم ولكن وجدوا انفسهم انه دنى قليلاً لكي يربط خيوط حذائه العسكري استعداداً لمعركة النفس الطويل وانه لا ولن يخضع أو يركع فهم كما وصفهم الله عز وجل في محكم كتابة (نحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ).

وها هو اليمن الذي يمتاز على غيره من البلدان باستعصاء تاريخي على الغزاة، فرغم السماء المكتظة بطائرات العدوان، ما يزال شعب اليمن العظيم مستمراً في ارسال أبناءه إلى جبهات القتال، أولئك الحفاة الذين يشفون قلوب المؤمنين، ويسطّرون أروع الملاحم البطولية، ويلقنون جنود العدو الهزائم النكراء، ويلحقون الخسائر البشرية والمادية بالغزاة ومرتزقتهم الذين يفرون أمامهم ويولولون الادبار.

 

 

التعليقات مغلقة.