saadahnews

إذا لم تطبع مع الكيان الصهيوني فلا مكان لك في الإمارات.. الطيار التونسي أنموذجاً!

ضجت المواقع الإخباريّة العربيّة بقضيّة الطيار ذي الأصول التونسيّة، والذي تمّ طرده من شركة طيران الإمارات وتجميد عمله كقائد للطائرة بسبب رفضه القيام برحلة إلى الأراضي الفلسطينيّة التي يحتلها العدو الصهيونيّ الغاصب، وكشفت وسائل إعلام تونسية محليّة، قبل أيام، أنّ شركة الطيران الإماراتيّة قامت بتجميد نشاط قائد الطائرة التونسيّ بسبب رفضه المشاركة في رحلة إلى تل أبيب، وهذا ما أكّده الطيار نفسه في تدوينة على فيسبوك قبل أن يغلق حسابه بسبب ضغوط من الشركة عقب منشوره الأخير.

على ما يبدو، لا تود الإمارات أن يعكر أي شيء صفو خيانتها وعمالتها مع عدو العرب والمسلمين الأخطر، ورغم تأكّيد صحيفة “الشارع المغاربيّ” التونسيّة أنّ الطيار التونسيّ، منعم الطابع، يعمل قائد طائرة في شركة طيران الإمارات وتمّ تجميد نشاطه بسبب رفضه المشاركة في رحلة إلى تل أبيب، زعمت شركة “طيران الإمارات” أنّ تلك المعلومات عارية عن الصحة، وادعت في تغريدة على موقع تويتر أنّها لم توظّف طياراً يحمل هذا الاسم، وأنّ كل المعلومات على مواقع التواصل لا أساس لها من الصحة.

وبناء على ما ذكر، تبعث الإمارات رسالة واضحة إلى العمالة الأجنبيّة في البلاد إضافة إلى السياح والتجار والزائرين العرب، مفادها أنّك إما أن تكون راضيّاً عن سياسة خنوع أبناء زايد ومتماشيّاً معها ومُطأطأ الرأس بما يخصها، وإما أن تواجه مصير الطيار التونسيّ الذي ربما قدم عوناً للإمارات أكثر مما قدم عوناً لبلاده، لكنه وبكبسة زر كما يقال، انتهى وجوده في دولة التطبيع التي شرعت أبواب الخيانة في الوطن العربيّ على مصراعيها عام 2020.

وفي الوقت الذي أكّد فيه الطيار أنّه ليس نادماً على قراره الرافض للمشاركة في رحلة إلى مطار العدو المجرم، تسبب “منعم الطابع” بفضيحة أخلاقيّة ليس لها مثيل للإمارات، والتي ستحوله إلى “لجنة تأديب” حكامها بأشد الحاجة لأن يمثلوا أمامها وليس الطيار التونسيّ الذي دافع عن أفكاره وأخلاقه وإنسانيّته.

وفي هذا الخصوص، دعا مواطنون وناشطون تونسيون، وزارة خارجية بلادهم للتحرك والوقوف على مصير الطيار، بعدما تم إغلاق حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقى هذا الخبر انتشار واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعيّ، وتناقلت رسالة الطيار التونسيّ مع ربطها بمواقف أخرى له قيل إنها كانت ضمن صفحته على فيسبوك وفي مقدمة تلك المواقف تضامنه مع القضية الفلسطينيّة، فيما قال ناشطون آخرون، أنّ الطيار ضحّى بلقمة عيشه من أجل مبدأ أخلاقيّ وقضية وطنيّة وقوميّة مقدسة هي فلسطين، معربين عن ضرورة التضامن معه وعدم تركه تحت رحمة سلطات أبو ظبي التي وصفوها بـ “عراب الخيانة” في العالم العربيّ.

يشار إلى أنّ، دولة الإمارات التي تصف نفسها بالعربيّة كانت أول دولة تدخل حظيرة التطبيع الأمريكيّة مع الكيان الصهيونيّ المعتدي في موجة خيانة شملت حتى اليوم البحرين والسودان والمغرب، وقد وقعت أبو ظبي والمنامة على اتفاق التطبيع مع تل أبيب في 15 أيلول 2020، في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وبناء على ذلك بدأت شركة الطيران الإماراتيّة بتسيير رحلات بين دبي وتل أبيب، بعد أن وقع الكيان الصهيوني والإمارات على اتفاق للإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول.

وفي ظل الضغوط التي تمارسها سلطات الإمارات على المواطنين العرب، تحولت البلاد إلى حاضن رئيس للصهاينة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وفي وقت سابق بيّن الإعلام العبريّ، أنّه مع دخول اتفاق التطبيع بين الكيان والإمارات حيز التنفيذ، فرّ مجرمون إسرائيليون بعضهم مطلوب في قضايا قتل وتهريب مخدرات إلى دبي واندمجوا فيها، قبل وقت قصير من إصدار شرطة الاحتلال أوامر توقيف بحقهم، وأكّد ضابط إسرائيليّ كبير أن بعض المجرمين الذين فروا إلى دبي كانوا ضالعين في تهريب 750 كيلوغراماً من مخدر الكوكايين من غواتيمالا، جرى ضبطها من قبل في ميناء أسدود، وكذلك تهريب 3.2 أطنان كوكايين كان يفترض نقلها من بلجيكا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

واستكمالاً لسلسلة الخطايا التي ارتكبتها أبو ظبي بحق فلسطين، كشفت صحيفة لوموند الفرنسيّة أواخر الشهر المنصرم، عن سعي الإمارات لإنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وذلك في إطار التنسيق مع الكيان الصهيونيّ، وفي تقرير لها نشرته الأربعاء الماضي، قالت الصحيفة إنّ الإمارات تدرس خطة عمل تهدف إلى إنهاء عمل الوكالة الأمميّة مبرزة العلاقات المتطورة والنشاطات المتبادلة بين كل من أبوظبي وتل أبيب.

ولا يخفى على أحد أن أبو ظبي شرعت أبوابها للصهاينة ومنعت مواطني دول عربيّة عدة من دخول أراضيها، وتمادت في خيانتها لدرجة مطالبة نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، بضم الكيان الصهيونيّ الغاصب إلى “جامعة الدول العربيّة “وتحويلها إلى “جامعة الشرق الأوسط”، ما أشار بوضوح إلى طموحات النظام الحاكم في بلاده ومساعيه لإجلاس العدو الغاشم، سارق الأرض وقاتل الأطفال ومشرد الملايين بالقرب من الفلسطينيين أصحاب الحق والقضيّة العادلة.

وما ينبغي ذكره أنّ وزارة الخارجية التونسيّة نفت في وقت سابق ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكيّة، حول انضمام تونس للدول المطبعة، عبر توقيع اتفاقية استسلام مع العدو الغاشم، مؤكدة تمسكها بحقوق الشعب الفلسطينيّ، فيما كشف وزير تونسيّ سابق عن مطالبة العدو لتونس بتعويضات ضخمة تفوق ميزانية البلاد عن أملاك اليهود الذين غادروا البلاد بين عامي 1967 و1973.

 

الوقت التحليلي

التعليقات مغلقة.