saadahnews

سلسلة روائع الأدب اليمني.. الشاعرة أحلام إبراهيم شرف الدين

سلسلة روائع الأدب اليمني.. الشاعرة أحلام إبراهيم شرف الدين.. إعداد حسن المرتضى

(قصيدة تختال شوقًا لتراب القدس)

 

 

عرّج على قلبِ الأصالة وصلها

وانثر على الأقصى تباريح القصيدة

وانقش حروف الدمعة الثكلى

وأنات اليتامى فوق أشلاء شريدة

وافتح لروحك مسرحًا تسري به

نحو انتصار الغيب في الذكرى المجيدة

قلَب حروف بني يهودَ وهز عرش

الليل يسقط بعد أعوام عديدة

واسكب عبير الشوق فوق ترابه

ليصير يوم القدس عنوان السعيدة

وانسج حرير الصبر حرًا سندسا

نهديه للأحرار نُلبسه الوليدة

واجمع قوافي الشعر خجلى كلما

تختال في الذكرى على وجع الشهيدة

ليكون للشمس الأسيرة لونها القد

سي ممزوجًا بألوان فريدة

لتدك أوتاد الجهالة بينهم

وتصك أسماع الجبابرة العنيدة

أما أنا فالحزن يعصر مهجتي

ويذوب شوقًا في مناقبها الحميدة

ويعيش حلمًا للصلاة بأرضها

ويطوف رغم حرارة الشمس الشديدة

بلغ يهود وكلهمُ متيقنٌ

وقت الغروب نهاية الذئب الأكيدة

وغدًا يعود الفجر يعصر ليلهم

ويُطل مبتسما بأيام جديدة

………

 

في حمى الزهراء

قد جئتُ أدنو من حمى الزهراءِ
والود مكتوب بلون سمائي

يا حاجب الأنوار أبلغ زهرة
للحسن أني هاهنا برجائي

وأزح أقاويل الدجى عن حيدر
وعن البتول الطهر والعصماءِ

وعد من الرحمن مهما حرفوا
لا بد من نصر على الأعداءِ

طوبى لها ولمن تسير مسارها
أهل الكساء ضياء كل مساءِ

وأتيتُ أحمل بالضلوع مودتي
ومحبتي في لهفةٍ وثناءِ

هل تسمحين بمدحة أشفي بها
قلبي المعلل فالمديح دوائي

أنت فصول كتابتي أبوابها
منذ الغلاف وأسطر الإهداءِ

فإذا حزنتُ أراكِ سر سعادتي
في صدق صوتك راحتي وشفائي

ومتى يعد التائهون نماذجا
جوفاء كنتِ نموذجي ورخائي

كل النساء سوى طريقك هين
من مجمل الحاجات والأشياءِ

بنت الحبيب محمد نور الهدى
خير البرية سيد الشفعاء

أم الكرام حكيمة بخصالها
ونقائها أنشودة الفصحاءِ

ماذا أقول عن البتول فشأنها
بالفخر حيّر أحرف الإملاءِ

ماذا يقول المادحون وقدرها
ومقامها في ذروة العلياءِ

ماذا يقول الشعر في ذات السنا
وبما تفيد فصاحة الشعراءِ

روحي تبنت بالمدائح قربة
فيها أعانق قمة الجوزاءِ

زهراء سيدة النساء وإنها
نفس الرسول جليلة الأضواءِ

هي فاطم عن كل عيب حرة
والطهر منبتها وخير رداءِ

هي فاطم من ذا يسابق فضلها
زوج الوصي وسيد البلغاءِ

أم الحسين وأم أعلام الهدى
من نسل طه أنبل الكرماءِ

فإذا سألتَ فإنها من هاشم
مفطومة عن سيرة السفهاءِ

وإذا شككتَ فإنها في الكوثر
المحفوظ واقرأ آية الإسراءِ

وارجع إلى الإنسان تعلم سرها
وهي الصراط المستقيم إزائي

أنموذج الطهر النقي وعفة
في الطور والأحزاب في الشعراء

القدوة الحسنى وخير هدية
والعروة الوثقى بدون عناءِ

فلم تحار اليوم أقلام الألى
زعموا المديح لسذج ونساءِ

هل من تدنس بالقبائح فعلها
أنموذج يهدي إلى العلياءِ

وهل التي ترضى اليهود طريقة
تسمو بمنطقها إلى الأدباءِ

أتكون خضراء الدمن أسطورة
وهل التي كشفت ستار حياءِ

أفلا يقول الله في آياته
الغرا أتت تمشي على استحياءِ

وهل النطيحة والخليعة والتي
سقطت مع الرغبات والأهواءِ

وهل النموذج من تكون رخيصة
في شعث نعل تارة وحذاءِ

لا والذي فطر السماء بسمكها
والأرض سواها مع الأحياءِ

إن البتول هي النجاة وحسبنا
لا بد تظهر في سطور ولائي

 

 

رياض المعجزات

 

(علو في الحياة وفي المماتِ
لحق أنت إحدى المعجزات)

كأن ثراك روض من جنان
ولوح في السطور المنجياتِ

تعال انظر إلى السنوات سبعا
كراما بعد أخرى يابساتِ

وقل للشمس تشرق بعد عسر
أحاط بنا الغروب بلا فواتِ

فلا صبح رأينا بعد زيد
وكان الليل بعدك ليس آتِ

أراد لك العدو المكر لما
نعتك الأرض بالسبع اللغاتِ

وشاء الله للإسلام نصرا
بُعثت من السجون المظلماتِ

وصرتَ منارة الأحرار جمعا
مزارا مفعما بالطيباتِ

فنحن اليوم ذو بأس شديد
كما قال الحديد بمورياتِ

فزيد أنت حين لفظتَ ظلما
وأنت محمد في المكرماتِ

حسين كنت في نهج وحكم
ومظلوم ومحمود الصفاتِ

وليث في الحروب وأنت سِلم
وسيف باتر شر الطغاةِ

كريم شامخ حر بليغ
وعدل عالم قاضي القضاةِ

حللتَ قلوبنا ونزلتَ سهلا
كرَوح للملائك ناشطاتِ

لبسنا العز ثوبا حيدريا
أفقنا بعد آهات السباتِ

ومن نور المسيرة صار قومي
جموعا كلهم بعد الشتاتِ

وظللنا الغمام سحاب نصر
صمود شامخ بعد الثباتِ

وجاء النصر من حدب وصوب
كأن الفتح أذعن للثقاتِ

أيرضى الله فرعونا وليا
ويحكمنا العراة مع الحفاةِ؟!!!

صرخنا (الله أكبر) دون ذعر
سجود الروح يمعن في الصلاةِ

وكم رعدت فرائص قوم عاد
وأعمل في ثمود الصافناتِ

أنوح أنت حين أتيتَ فردا
وصرتَ سفينة رغم الغزاةِ

وموسى في عصاه تزيل سحرا
وتلقف من تشاء من الطغاةِ

فكيف بنا أنمدح طور سينا
ونكتب في الجبال الراسياتِ!!!

ذكرتك سيدي في كل عام
كما روحي سرت في الثائراتِ

ذكرتك سيدي حيا شهيدا
ولو لعبت يهوذا في رفاتي

وحين مُنعتُ من حج عظيم
حججتُ إليكَ من كل الجهاتِ

فما أدري إليك سريتُ طوعا
وما أمعنتُ في سر الفراتِ

ولكني علمتُ بأن طه
أقامكَ بعده في المعجزاتِ

 

 

بشذى النبي فأشعلوا الأنوارا

 

 

مسك الختام يعطر الأقطارا

بشذى النبي فأشعلوا الأنوارا

هذا النبي الطهر هذا المصطفى

وابن الأكارم واسألوا الأحبارا

فالكون من وهج النبوة مشرق

والليل أسفر صبحه استبشارا

وتزينت حلل السماء مهابة

والنجم نحو الفرقدين أشارا

والطير سبح في الغصون تحية

والبحر ينطق جملة وحوارا

اليوم ميلاد البرية كلها

كشف الإله بنهجه الأستارا

وإذا فؤادي ذاب في ترتيله

فسبحتُ في فيض العلا استغفارا

وسمعتُ أحمد صادحا بجوانحي

فتلوت من آياته أذكارا

عجبا لمن وصفوا الحبيب سويعة

ومضوا لساعات مع جيفارا

أنعم بها من بدعة قدسية

تردي العدو وترهب الكفارا

نظروا إليه كأن من أنواره

درر العقول تسابق الأنظارا

من لي بوصف محمد في قدره

والله شرف أمره وأنارا

قم يا رسول الله إن غمامة

سوداء تغزل في المكان ستارا

وأزح غطاء الظلم عن أكتافنا

أنزل عليهم صيحة وحجارا

وضعوا أصابعهم إذا حدثتهم

وتمردوا واستكبروا استكبارا

وعلا كتاب الله فوق رؤوسهم

يستلهم التاريخ والأخبارا

فإذا النبي يزيد ذكرا بيننا

وبه نزين في الربى الأشعارا

وتوافدت في فلك نوح أمة

فأذن لها يا سيدي الإبحارا

لم يدر سلمان الخطيئة سرهم

ولكم تساءل فيهم واحتارا

سبحانك اللهم كيف فضحتهم

صار الكبار أذلة وصغارا

صاروخنا الزلزال زلزل خبثهم

وأصاب شيطانا لهم جبارا

حملوا من الدين الحنيف غلافه

مثل الحمار يحمّل الأسفارا

فالله أسأل أن يعيد محمدا

وبه يعيد النصر والأنصارا

التعليقات مغلقة.