saadahnews

ماذا بعد الصُّـمُـوْد والثبات؟!

 بقلم / عبدالكريم الديلمي

بعدَ عامٍ من الصُّـمُـوْد والثبات والصبر والإيْمَـان في وجه عُـدْوَان بربري غاشم للنظام السعودي وحلفائه، عامٌ فقدنا فيه الآلاف من الأَطْـفَال والنساء والأَبْـريَاء، وودّعنا قوافل لآلاف الشهداء الأَبْـرَار، وتشرّدت بسببه مئاتُ الآلاف من الأسر باحثة عن سكن أَوْ مأوىً، وعلى الرغم من كُلّ الآلام والمعاناة، والدموع التي امتزجت بالدماء، وبالتضحيات الجسيمة، إلَّا أَن الشعبَ الـيَـمَـني الأبي قد أثبت للعالم أصالته وبأسه وصلابته، فلقد استطاع أَن ينتزع الانتصارَ تلو الانتصار من أطياف أشعة القنابل المحرمة دولياً، ومن أزيز احدث الطائرات، ومن قلوب جيوش تم حشدهم من كُلّ مكان.. التي جميعها عجزت عن تحقيق هدفٍ من أَهْـدَاف هذا العُـدْوَان السعوصهيوأَمريكي مرتزق.. وبتوفيق من الله تعالى ثم بصمودِ هذا الشعب الأصيل استطاعت لجانُه الشعبية الباسلة وجيشه البطل إلحاق الهزيمة بهذا العدو في عُقر داره، والفضل في كُلّ هذا لله سبحانه ثم لهذا الشعب الـيَـمَـني ولقيادة حكيمة.

لكننا إذَا أردنا تحقيقَ انتصارٍ كاملٍ فما أحوجنا اليوم جميعاً، شعباً وفئاتٍ وأَحْزَاباً وجماعاتٍ وقادةً، إلَى وقفة أُخْـرَى أَهَـمّ وأعظم من وقفة الصُّـمُـوْد.

 الجميعُ مطالَبون بوقفة التلاحم والتآخي ووحدة الصفّ وعدم السماح لأي فرد أَوْ فئة القيام بأي شيء يكون سبباً لفتنة أَوْ خلاف أَوْ انقسام، والتي لا قُدر الله ستكون بمثابة الفرصة الوحيدة والثمينة لهذا العُـدْوَان لينفذ من خلالها ويحقّق انتصاراً خلال شهور بل أَيَّـام عجز عنه لمدة عام رغم امتلاكه كُلّ العتاد، وستكون النتيجة ضياع كُلّ التضحيات والصُّـمُـوْد والدماء والصبر التي ستذهب هباءً منثوراً، من أجل ذلك فالواجب على كُلّ القوى السياسية والحزبية ومن بيدهم الأمر قبل التفكير في أي خلاف أَن يتقوا الله في كُلّ قطرة دم امتزجت بتراب هذا الوطن الغالي، لكل طفل وامرأة ولكل جريح وشهيد، عليهم أَن يتقوا الله لكل نبضة من نبضات قلب أم فقدت وليدَها، وفي كُلّ دمعة ذرفتها عيونُ طفل يتيم فقد أباه، على الجميع أَن يعلم أَن الغرور يعتبر من أَهَـمّ أَسْبَـاب السقوط والنكسة، وأن الخلاف والانقسام يعتبر أفتك سلاح لتفتيت أمة بكاملها، على الجميع أَن يتحمّل الأمانة بكل صدق وإيْمَـان، فالمسألة مسألة نصر شعب بأكمله، والوطن ومستقبل الأجيال فوق كُلّ خلاف أَوْ انقسام.

وإذا كان هناك أي خلاف مع أني على يقين أنها خلافات ثانوية وسطحية فنستطيع بعد تحقيق الانتصار الشامل أَن نقوم بشراء طاولة مستديرة نجتمعُ حولها ونضع كُلّ خلافاتنا عليها، وبالحكمة والمنطق والعقل سنجد الحلول المناسبة، فأية مشكلة مهما كانت بالحكمة نجد لها أَكْثَـرَ من حل.

هل وصلت رسالتي إليكم يا أولي الألباب.

التعليقات مغلقة.