saadahnews

معركــة وطـــن وَ إستقلال وَ كَفَـى – علي المتميز 

صعدة نيوز | مقالات

( معركــة وطـــن و إستقلال وَ كَفَـى )

بقلم : أ. علي محمد المتميز  

جاهدا تسعی دول التحالف السعودي الامريكي علی تصوير العدوان علی اليمن انه مجرد معركة داخلية تدعمها قوی العدوان وأن هادي والمرتزقة هم من يتولون إدارة المعركة .

ما حصل ويحصل مؤخراً في مأرب يَصُّب في هذا الاطار ، وتسعی دول العدوان جاهدةً علی اقناع الرأي العام المحلي والدولي بناءً علی هذا الاساس ، غير أن الكثير من الحقائق الجلية تُفَّنِّد تلك المزاعم وتدحضها من الواقع ومن هذه الحقائق ما يلي : 
•أولاً : حجم التواجد العسكري الكبير لقوی العدوان في ساحة المعركة ، حيث دفعت الامارات مثلاً بالكثير من الجنود والعتاد بل دفعت ابناء أُمرائها المترفين وزَّجَّت بهم في المعركة ، بالرغم مما لحق بهم مؤخرا في عملية صافر النوعية .
•ثانياً : نوعية الأسلحة والعربات العسكرية المستخدمة في المعارك والتي ظهرت مؤخرا وبالرغم من ادعاء قوی العدوان لتدريبهم لعدد من المرتزقة إلا أن الرِهان عليهم يبدو ضعيفاً وليسوا محط ثقة لهذه القوی الغازية .
•ثالثاً : حجم الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالعدوان وخاصة الامارات والسعودية .
•رابعاً : تردد موضوع الخيانة العسكرية التي اعقبت عملية صافر والتي حتمت علی قوی العدوان مراجعة اهدافه وخلطت الاوراق بشكل كبير . 
وغير هذه الحقائق الكثير ، إلا أن المهم في الموضوع هـو الآلية التي يتبعها الجيش واللجان الشعبية في مواجهة هذا الغزو ، حيث اكتفی العدوان في بدايته بالغارات الجوية ، وامداد مرتزقته بالسلاح من الجو وهو مالم يحقق اي نتيجة لقوی العدوان ما اضطرها للتدخل المباشر برياً في المعركة وبهذا الحجم غير المسبوق .

ومع توسع الغزو مسنودا بحملات اعلامية كبيرة لبث البلبلة في أوساط الناس إلا أن التعامل الشعبي والرسمي مع العدوان بقي كما هو منذ بداية العدوان ، والتي تعتبر ما حصل ويحصل محاولة جديدة لاستعمار البلد والهمينة عليه وتقاسم خيراته ، من هذا المنطلق لم يجد الجيش واللجان الشعبية بِّدَّاً من مواجهة قوی الغزو في مختلف الجبهات سواءً علی الحدود مع السعودية او داخل الاراضي اليمنية كمأرب وتعز وغيرهما .

والحديث عن محاولة تصوير الحرب علی انها مع السعودية فقط وان الجيش واللجان الشعبية تحاول تصوير المعركة ضمن هذا الاطار والتي شاعت مؤخرا غير دقيقة ، حيث اعتمد من يقول بهذا علی العمليات الاخيرة التي تجري في الحدود ، غير ان الواقع يقول غير ذلك والعمليات الاخيرة في الحدود هي تأتي ضمن الرد المشروع لابناء الشعب علی الهجمات المتواصلة لقوی العدوان والتي ترتكب بحق هذا الشعب ابشع الجرائم . كما ان هذه العمليات تأتي في اطار كف الاذی من هذه المواقع التي تعتدي علی المناطق اليمنية ليل نهار .

لسنا بحاجة الی ذكر كل الاسباب هنا لان الشعب اليمني في موقع المعتدی عليه ومن حقه الرد بالمثل كما تؤكد شريعة السماء وقوانين الارض بمعنی انه من الطبيعي ان يتم السيطرة علی مواقع ومدن سعودية رداً علی الغزاة الذين احتلوا بعض مدن الجنوب اليمني فلنا كل الحق في الرد بالمثل في الجنوب السعودي ومدنه فـ ( السِّنُّ بالسِّنِّ والبادئُ أظلم )

 كما اننا لسنا بحاجة لسرد المبررات في هذا فالعدوان علی اليمن ومنذ ستة أشهر يعطي الشرعية والحق في الرد بشتی الطرق ومختلف الوسائل الممكنه ، الامر الذي يغني عن الحديث في هذا الجانب وليس الامر مقصوراً علی السعودية فحسب .. فلكل دول العدوان تصور ذلك في بلدانهم ، ومن يدري فربما يأتي ذلك ضمن الخيارات الاستراتيجية التي أعلن عنها سيد الثورة ولعل الكثير من العوامل تساعد في ذلك بنفس القدر او اكثر من الذي مَّكَّن الغزاة من احتلال مدن الجنوب ؟؟ 

كل شي وارد وبما ان العدوان لم يبقي علی فرصة لمعالجة الامور الا وافسدها فليكن الرد بهذا القدر . 

مؤخراً تراجع هادي عن المشاركة في حوار مسقط وطبعا بايعاز سعودي وامريكي وما يتردد عن امتعاظ من الجانب الامريكي من مشاركة السعودية بوفد من الضباط الصغار في محادثات مسقط الاخيرة لا يعدو كونه اشاعات حسب اعتقادي ، فالمخطط لكل شي هم الامريكان وما علی السعودية وغيرها من قوی العدوان سوی اخذ التوجيهات والتنفيذ بدون نقاش حتی . انما اتی الموقف الاخير لهادي بناء علی خطة جديدة بدأت قوی العدوان بتنفيذها في مأرب غير ان بوادر فشلها كانت اسرع ، وما ينبغي التنبه له ان الحديث عن محادثات سياسية او مفاوضات لن تدخل في اطار الجدية الا بناء علی المتغيرات التي تفرضها المعركة ومن الارض سواء في مأرب او تعز او في مدن الجنوب السعودي والتي باتت قاب قوسين اوادنی من السقوط في ايدي الجيش اليمني ولجانه الشعبية .

واخيرا فمعركة اليمانيين هي

معـركــةُ وَطــن واستقلال

ولسنا بحاجة لتوصيف أدق من هذا او اشمل منه ومتی ما أدرك الغزاة فشلهم التي باتت ملامحه جلية فهو أدعی لسقوط حلفهم وفشل اهدافهم وانكسارهم وربما زوال ممالكهم وعروشهم وما ذلك علی الله بعزيز .

التعليقات مغلقة.