saadahnews

قراءة في مبادرة قائد الثورة

الطاف المناري

في ظلِ حربٍ عبثية كبيرة ، وحصار خانق ، وقضايا شائكة في الساحةِ المحلية ، وفي ظل إنشغالِ العالم بفايروس كورونا ؛ يُطلُ القائدُ العلم المجاهد السيد / عبدالملك الحوثي في خطابٍ تأريخي جعل العالم ينسى كورونا وينشغل بتحليل خطابه في ذكرى اليوم الوطني لصمود الشعبِ اليمني.

ماجاء في خطاب قائد الثورة مهم ولكن المُلفت والأهم هي تلك المبادرة التي أطلقها سماحته بإطلاق طيار و4 ضباط من الجيش السعودي مقابل إطلاق المجاهدين من حركةِ حماس الفلسطينية الذي تم إعتقالهم قبل أشهر.
أولئك الضباط لم تتظمن أسماؤهم إتفاقية أستوكهولم ، فقد وقعوا في قبضةِ الجيش اليمني في الأحداثِ الأخيرة .

جاءتْ تِلك المبادرة من المبدأ الإيماني والإنساني الذي يحمله السيد القائد تِجاه الشعب الفلسطيني وقد أَذهلْ الجميع ! .
فالمتوقع منه هو أن يُخرجهمْ مُقابل أن يُخرجْ الجيش السعودي قيادات من الجيش اليمني وليس من حركة حماس.

من لايعرف الشعب اليمني؛ ظل في حيرةٍ من أمرهِ وجعل يتساءل كيف لشعبٍ محاصر ؛ حياته كلها كرب ؛ أن يسعى لمناصرةِ أخوانٍ له في الدينِ والقضيةِ مناصرة فعلية ؟!
كيف خطرت لقائده تلك الفكرة وهو يواجه حرباً كونية على بلدهِ وشعبه؟!

تلك المبادرة لم تخطر على بال أحد ، وقد أدخلت الذعر الى قلوب الصهاينة والأمريكان فهم لم يتوقعوا أن تُطلق مبادرةٌ كهذه من شعب يَقتُلون كل شيء على أرضه ، لم يكن ْ بحسبانهم أن هناك من يهتم لأمر قيادة الجهاد في فلسطين من العرب ، لقد ظنوا أنهم قد إستطاعوا حرف الأمة واليمن خاصة عن مايحدث في فلسطين المحتلة .

إن مبادرة قائد الثورة وجهة عدة رسائل لدول الشر وكذلك لدول العربية والإسلامية ومن تلك الرسائل : 1_ أن ماجرى ويجري في اليمن لن يكون مانعاً ولا معيقاً لا للقيادة ولا لا الشعب في نصرةِ القضيةِ المحورية للأمة وهي قضية فلسطين المحتلة.

2_ أنه يجب على العربِ والمسلمين الذي لطالما تَبَاكُوا على فلسطين أن يتحركوا ويكون لهم موقف من تلك الأعمال التي تقومُ بها السعودية ضد قيادة وشعب فلسطين ، فَسَجن من وجهَ رصاصته الى عدو الأمة دليل كافي على أن السعودية مع أمريكا ضد شعوب المنطقة وأنها السبب الرئيسي في تمادي المحتل في أرض فلسطين.

3_ الرسالة التي أراد السيد القائد إيصالها لدول الشر هي : أن قضية فلسطين لاتخص الشعب الفلسطيني فقط بل إنها قضية الجميع ، وأن ما يخططون في المنطقة له لسنا غافلين عنه ، وأي شيء ممكن أن نقدمه في دعم الشعب الفلسطيني لن نتوانى في تقديمه بل سنجعل له الأولوية في التنفيذ .
4_ رسالة أخرى أراد قائد الثورة أن يفضح بها السعودية وكل من يعمل على تغطية الحقائق العسكرية عن الشعوب وهي : أن الجيش اليمني بفضل الله قد أصبح يمتلك قدراتٌ عسكرية متطورة جداً فقد أصبح يسقط الطائرة دون أن يُقتَل طيارُها ، وأراد أيضاً أن يخبر الجميع أن لدى الحكومة اليمنية عسكريين وضباط رفعِـيّن المستوى مسجونين لديهم ؛ ليصعق بذلك دول التحالف ويجعلوهم في دوامة مع شعوبهم وأسيادهم .

ولكن يبقى السؤال كيف ستتعاطى السعودية مع تلك المبادرة ؟
وهل ستحرص على جنودٍ قدموا أرواحهم خدمة لها ولولية نعمتها أمريكا ؟ أم أنها لن تبالي بهم وبمصيرهم كما تفعل بمرتزقتها ؟

تسؤلات قد يمكننا أن نعلم إجابتها من خلال معرفتنا بسياسة أمريكا والسعودية ، وهي أنها لن تقبلها ولن تعيرها أي إهتمام ما دام القابع في السجن هو عدو سيدها ترامب .

ولكن تلك المبادرة ستنال أهتمام أمريكا بالتأكيد وستقض مضجعها وتدخلها في دوامة التفكير ،فكيف لدولة تفتقر الى أبسط مقومات العيش أن تطلق مبادرة بهذا المستوى!!

كيف لأمريكا أن تهدأ وهي ترى المجاهدين العرب متحدين متكاتفين صادقين مع بعض مخلصين لشعوبهم ؟

إنها مبادرة تحمل الكثير من القيم الإنسانية الأصيلة الذي يتحلى بها اليمن قيادة وشعبا ، تلك المبادرة تجلت من خلالها عظمة القائد والمشروع القرآني الذي يحمله .

التعليقات مغلقة.