saadahnews

مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية من الجهاد في سبيل الله

يعبر الجهاد عن حالة الصراع، وسعة الصراع وميدانه لا تنحصر في مجال القتال فقط، وإنما الصراع مع الأعداء هو أوسع من ذلك، ويشمل بذل الجهد والتحرك في كل مجال يستطيع الشخص أن يتحرك فيه، في المجالات الثقافية، والاقتصادية، والعسكرية، والسياسية، والإعلامية، ويقتضي أن يكون مؤثراً على العدو، يقول الشهيد القائد السيد/ حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”، ‏من قوله تعالى: “{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ} لماذا لم يقل: يقاتلون هنا؟ نقول فعلاً: أن الآية تتحدث عن هذا الزمن؛ لأن القرآن هو للناس وللحياة كلها، الجهاد يعبر عن حالة الصراع، وسعة الصراع وميدانه أوسع من كلمة: يقاتلون، أي سيتحرك في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه، ويقتضي العمل بإيجابية أن يكون مؤثراً على العدو فيتحرك فيه، بذل الجهد، سواءً في موضوع ثقافي، اقتصادي، عسكري، سياسي، إعلامي، في كل مجال يستطيع أن يتحرك فيه”.

وفذ سياق ذلك، يؤكد الشهيد القائد: “أن القرآن يقدم المشاريع كلها إيمانية وتوجيهات للمؤمنين مشاريع ناجحة مشاريع كبيرة مشاريع نصر. لهذا نحن نقول: إن علينا أن نتحرك بكل ما في وسعنا ونعمل كلما نرى أنه مؤثر على العدو نعمل في سبيل الله لنحقق إيماناً لدينا عندما نرجع إلى كتاب الله نقرأه ونتأمله لنعرف دينه ونعرفه سبحانه وتعالى من خلال كتابه بالشكل الذي نصل إلى درجة {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} ونعمل ما بوسعنا؛ لأنه هكذا من واجب المؤمنين وإن كان عملاً يبدو بسيطاً مثل شعار يرفعه يقاطع بضائع توجيهات للناس أن يعودوا إلى دين الله“.

ولأهمية المقاطعة الاقتصادية في مواجهة الأعداء، يؤكد الشهيد القائد بأن المقاطعة الاقتصادية تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية، حيث يقول: “… وأعتقد فعلاً رفع الشعار، والمقاطعة الاقتصادية، تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا الجهاد اشد على الأمريكيين مما لو كنا عصابات نتلقى لهم ونقتلهم فعلاً، أنا أعتقد هذا: أن أثره عليهم أشد من هذا، يؤثر عليهم بشكل كبير من الناحية المعنوية والنفسية بالشكل الذي لا يستطيعون أن يواجهوه بأي مقولة من مقولاتهم…”.

أهمية المقاطعة الاقتصادية في مواجهة الأعداء:

يركز الشهيد القائد بشكل كبير على التحريض لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية لما تمثله هذه المسالة من أهمية كبيرة جداً في مواجهة أمريكا وإسرائيل التي عماد قوتها هو إمكاناتها الاقتصادية، ويبين أن المقاطعة الاقتصادية مؤثرة جداً على الأعداء، ويعتبر بأنها غزو للعدو إلى داخل بلاده، ولشدة تأثيرها عليهم يعتبرون إعلان المقاطعة لبضائعهم حرباً عليهم.

ويبين الشهيد القائد أن هناك أشياء كثيرة في متناول الناس أن يعملونها إضافة إلى إعداد أنفسهم للمواجهة المسلحة، إذ يقول: “هذه أشياء كثيرة في متناول الناس يعملونها إضافة إلى إعداد أنفسهم للمواجهة المسلحة لأن هذه قضية أساسية لا يأمن هذا العدو طرفك بأنك لا تواجهه معنى هذا يتجرأ عليك يعرف أنك مستعد بأن تواجهه بما لديك من سلاح مهما كان بسيطاً، وفي نفس الوقت يجب أن تشتغل بالطرق الأخرى…”.

ويؤكد الشهيد القائد بأن: “المقاطعة الاقتصادية، المقاطعة للبضائع مهمة جداً ومؤثرة جداً على العدو، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده, وهم أحسوا أن القضية عندهم يعني مؤثرة جداً عليهم, لكن ما قد جرأت الحكومات العربية إلى الآن أنها تعلن المقاطعة، تتخذ قراراً بالمقاطعة, لأن الأمريكيين يعتبروها حرباً، يعتبروا إعلان المقاطعة لبضائعهم يعتبرونها حرباً؛ لشدة تأثيرها عليهم”.

المقاطعة الاقتصادية من أبرز الأسلحة: ‏

تعد المقاطعة الاقتصادية من أبرز الاسلحة التي يمكن أن يستخدمها أبناء الأمة في مواجهة أعدائهم من الناحية الاقتصادية، حيث يتطلب ذلك ترسيخ السخط لدى أبناء الأمة ليكون دافع قوي لهم للقيام بالمقاطعة الاقتصادية لمنتجات العدو، يقول الشهيد القائد: “ألسنا نسمع تهديد أمريكا؟ ومن المحتمل جدا أن تضرب السعودية, وتستولي على الحرمين كما استولوا على القدس.. فهل نحن منتظرون حتى يعملوا عملهم هذا ثم حينها سنصيح ونقول شيئا؟! ربما لو صرخ المسلمون من الآن – فيما أعتقد – لو صرخ المسلمون من الآن وارتفعت شعارات السخط التي توحي بسخطهم على أمريكا وإسرائيل من الآن لتوقفت أمريكا, وتوقفت إسرائيل عن أن ينفذوا الخطة التي يريدونها سواء ضد الحرمين, أو ضد أي شعب آخر.

توقف الناس عن شراء البضائع الأمريكية والإسرائيلية:

بالرغم من الإمكانيات الهائلة لدى أمريكا وإسرائيل، يؤكد الشهيد القائد بأن لدى العرب سلاح فعال يتمثل في إيقاف تصدير النفط، ومقاطعة أمريكا اقتصادياً والذي يعتبر واجب عليهم، حيث يوضح ذلك بالقول: “مثلما بين نقول أنه كل هذه الإمكانيات الهائلة لدى أمريكا، لدى العرب حل يوقفها كلها, يتوقفوا من تصدير النفط, ويقاطعوا أمريكا اقتصادياً, تتوقف كلها هذه, تتوقف. إذاً ما هذا سلاح في أيديهم؟ سلاح في أيديهم, هذا السلاح يعتبر واجب عليهم, مفروض, مفروض”.

ويؤكد ذلك بالقول: “إذا توقف النفط, وتوقف الناس عن شراء البضائع الأمريكية والإسرائيلية, في الأخير تراها تتوقف, تراها تتوقف كلها؛ لأن الالتزامات المالية تكبر جداً جداً كلما علت التقنية في استخدام الأشياء, تكون الخسارات كبيرة جداً كلما علت التقنية, وما هي كلها تقوم على جهودها الذاتية من أوليات إلى آخر شيء هي عليه, فهم مربوطين بالعرب, مربوطين بالبلاد العربية”.

ويبين الشهيد القائد أن العرب لو قاطعوها أمريكا اقتصاديا وسحبوا أموالهم من بنوكها لانهارت، يقول: “يوجد فهم مغلوط لمسألة التكافؤ, يعني يتصور أن القضية هي قضية مثلاً حديد, عند العرب قوة أخرى تعطل تلك القوة, ما تحتاج لها ربما خبرات نهائياً؛ لأن هذه سنة إلهية, لا يسمح للعدو أن يكبر دون أن يكون فيه نقاط ضعف كبيرة. أمريكا عندها تكنولوجيا متقدمة جداً, عندها سلاح متطور, عندها جيش كبير, عندها عتاد عسكري كثير جداً. لكن لو أن العرب قاطعوها اقتصاديا, وقطعوا النفط ـ هذا العمل هل فيه تكنولوجيا؟ أو فيه شيء؟ ـ لانهارت, لو سحبوا أموالهم من بنوكها لانهارت أمريكا.  أيضاً إذا هناك فهم لما هو التكافؤ, المسلمون ملزمون إلى أن يطوروا أنفسهم على أرقى مستوى, أن يعدو كل القوة, لكن وقوة واحدة يجب أن تكون لديهم دائماً, ومسيطرة على مشاعرهم.

مسالة التوازن, مسألة التوازن هذا نفسه, أن تفهم سنن أخرى, لا تأتي تقارن بين نفسك بأن ما عندك إلا بندق, أو عندك حاجة بسيطة والآخر عنده طائرة, وعنده كذا, فتقول متى ما قد عندي طائرات ودبابات, وعندي كذا, وعندي كذا … الخ, فسأعمل كذا, ما هو قد يقول الناس هكذا؟.

لا, إفهم في الواقع بأنه هذا العدو الكبير يوجد ثغرات لديه, يوجد نقاط ضعف رهيبة جداً, يوجد وسائل في متناولك أن تعملها تؤثر عليه, وأنت في مواجهته أنك فعلاً تؤثر عليه فعلاً, خاصة في الزمن هذا, الحرب في الزمن هذا وإن بدت أرهب هي أسهل هي أسهل, ووسائل مواجهة العدو كثيرة, ومتنوعة, في متناول الناس أن يعملوا الكثير منها, ففي يديك وسائل تعيقه عن استخدام السلاح الكبير ذلك. إذاً هذا توازن أليس توازن؟ هنا التدخل إلهي, التدخل الإلهي هو يعمل عملاً كبيراً جداً, أو العمل كله يأتي من خلال التدخل الإلهي.

لكن متى يكون التدخل الإلهي؟ ليس فقط تأتي تقرأ ألف {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَد}, أن تتحرك فعلاً, تتحرك فعلاً, تفكر, تنظم, تعد كلما لديك من قوة, تغرق ذهنيتك في الموضوع. التدخل الإلهي قد يجعل الشيء من جانبك له تأثير بالنسبة للعدو, يجعل وجودك إشكالية ترعب العدو ولو كيان صغير, ترعب العدو, يصبح العدو نفسه تكون قراراته بالشكل الذي لا يرى بأن من مصلحته أن يضربك, هذا تدخل إلهي يأتي يعيقه عن أشياء؛ لأن الله هو مهيمن على الناس جميعاً, هو ضرب أمثلة عن هذا في القرآن”.

ويجدد التأكيد بالقول: “نقول: أن الناس يستطيعون أن يعملوا ضد أمريكا, يعملوا ضد أمريكا بشكل مكشوف, سيكونون أسلم الناس عن أمريكا, أبعد الناس عن أن تضربهم أمريكا. هذه قضية تبدو غريبة, أليست غريبة؟ لماذا؟ لأن الأمريكيين يتبنون طريقة هم يريدون أن لا يكشفوا أنفسهم عدوانيين للشعوب كمعتدين, يحتاجوا يعملوا مبررات من هذه, ما هم يحتاجوا يعملوا أشياء؟ طيب أنت تستطيع أن تكون بالشكل الذي لا يستطيع يعمل ضدك شيئاً, أو يعمل ضدك شيئاً يكون بالشكل الذي , مثلاً تهمة معينة تكون بالشكل الذي هي غير مقبولة, هي غير مؤثرة, لا على جماعاتك, ولا على محيطك, ما تكون مقبولة.

فأنت تجد أنه في الوقت الذي تراه كبيراً أنه عنده ثغرات كبيرة تجعل تفكيره بالشكل الذي لا يعد يستخدم تلك الحاجة الكبيرة ضدك، لا يستخدمها ضدك. وأنت في الطريق تعدُّ كلما حصل عندك إمكانيات، تصنع تحصل على أسلحة متطورة، اعمل كل ما باستطاعتك, اعمل كلما بوسعك, هذا شيء لا بد منه.

لكن يقعد واحد, يقعدوا هنا, ويقولوا: نريد توازن, أي أن يكون عندنا تكنولوجيا مثلما يوجد عند أمريكا نفسها, يكون عندنا من الأسلحة مثلما عند أمريكا نفسها! هذا ليس مقياساً, ليس مقياساً أساساً, لا واقعاً, ولا ضمن السنة الإلهية, ليس مقياساً؛ لأنه معلوم عند العرب الآن, وهم يعرفون بأن لديهم سلاح النفط, والمقاطعة الاقتصادية بالشكل الذي يوقف كل هذه القطع التي تحركها أمريكا.

لأن تكنولوجيا أمريكا التي نراها متطورة يترتب عليها التزامات مالية كبيرة, يكون أي ضعف اقتصادي يؤثر عليها, يقولون حتى تحريك هذا السلاح النووي أنه مكلف جداً, تخزينه, وإخراجه من داخل مخازنه, يعني الحركة حتى للتي تكون جاهز, مثل رؤؤس, أو قطع, يقولون: بأنه هو مكلف جداً, ليست قضية سهلة, ليست مثل عندما تأتي تأخذ لك قذيفة من هذه القذايف العادية, وتحملها, يحتاج إلى أشياء يقولون مكلفة جداً مسألة التخزين, وتجهيزه مكلف جداً.

ثم في الأخير تجد أنه بحاجة إلى المال في حركته هذه, والمال مصدره من عندك كسوق استهلاكية, والنفط الذي أنت مهيمن عليه. فلاحظ من باب التوازن هذا, ما العرب عندهم هذا السلاح سلاح النفط, وسلاح المقاطعة الاقتصادية؟ سيوقف أمريكا عن قراراتها هذه كلها؟ لم يتحرك الأمريكيون إلا بعد ما حاولوا في العرب يعملوا اتفاقيات معهم أن النفط لا يستخدم كسلاح, أولاً يجمدوا سلاحنا هم!.

ولأن عندنا حكاماً من النوعية هذه, قابلين, مفرقين, الكثير منهم قد يكونون متواطئين مع الأمريكيين, لا يستخدم النفط كسلاح! الأمريكي هو يشهد بأن النفط مؤثر عليه لو تحاول تستخدمه كسلاح, أولاً يوقف سلاحك. إذاً لاحظ بأنه هو كان ينظر إليك بأن عندك سلاح أرقى مما عنده, سلاح يوقف سلاحه نهائياً, يقعده, بل قد يؤدي إلى انهياره هو كدولة, ككيان.  القرآن كل ما فيها لكن يبعدها, يبعدها نهائياً, ولا يترك للناس أي عذر”.

الهوامش:

  • السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، في ظلال دعاء مكارم الأخلاق، الدرس الثاني.
  • السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، مديح القران، الدرس الثالث.
  • السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، مديح القرآن، الدرس الرابع.
  • السيد حسين بدر الدين الحوثي، دروس من هدي القرآن الكريم، سورة المائدة، الدرس الأول.
  • السيد حسين بدر الدين الحوثي، من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، الدرس العشرون، سورة النساء، 1424هـ،2003م.‏
  • السيد حسين بدر الدين الحوثي، من هدي القرآن الكريم، سلسلة دروس شهر رمضان المبارك، سورة المائدة، الدرس الثاني ‏والعشرون، ‏‏1424هـ،2003م.‏

 

التعليقات مغلقة.