حرب الـ 12 يومًا: ترامب يعترف بفشل تحالفه.. والعدوّ الإسرائيلي ينزف خسائر وتعويضات
انتهت واحدةٌ من أكثر الجولات سخونةً في تاريخ المواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتحالف الشر الأمريكي الإسرائيلي، حَيثُ خاضت طهران حربًا غير متكافئة، لكنها خرجت منها أكثر صلابةً وردعًا من ذي قبل.
الجمهورية الإسلامية لم تكتفِ بالرد؛ بل خاضت حربًا فعلية، وسجلت حضورًا عسكريًّا وسياسيًّا إعلاميًّا غير مسبوق في قلب جبهات التحدي.
في المقابل، انكشفت منظومة الكذب الغربي، وظهرت تصدعاتها في أروقة القرار الأمريكي و”الإسرائيلي” على السواء.
في قلب المشهد، برزت صحوة إعلامية رغم محاولات التعتيم، حَيثُ أكّـدت صحيفة “نيويورك تايمز” في عددها الصادر اليوم أن “الضربات الأمريكية الإسرائيلية المشتركة على المواقع النووية الإيرانية لم تُسفر عن نتائج تُذكَر، وأقصى ما حقّقته هو تأخير البرنامج النووي لبضعةِ أشهر فقط”.
تسريبات أثارت عاصفة من الغضب في البيت الأبيض، دفعت بالرئيس الأمريكي ترامب إلى شنّ هجوم لاذع على وسائل إعلام بلاده، واصفًا إياها بـ”الكاذبة” ومتهِمًا إياها بالتشكيك في نتائج الضربات، ومتوعِّدًا بتقليص حجم مشاركة المعلومات السرية مع الكونغرس.
ترمب لم يتمكّن من إخفاء الحقيقة؛ فاعترف بـ “شجاعة إيران ضد إسرائيل”، و–بما يشبه التنصل من المسؤولية– أضاف أن “حليفتنا ‘إسرائيل’ تضررت بشدة في الأيّام الأخيرة”، ليختتم بتصريح رمادي: “قد نتواصل مع الإيرانيين الأسبوع المقبل”، فيما بدا تراجعًا استراتيجيًّا عن لهجة التصعيد السابقة.
وتسارعت المواقف الرسمية داخل الإدارة الأمريكية لتدارك فضيحة التسريبات؛ فنقلت “فوكس نيوز” عن متحدثة البيت الأبيض أن “مسرِّبَ التقرير الاستخباري بشأن نتائج قصف إيران يجب أن يُسجن”؛ ما يعكس حجم الإرباك داخل إدارة ترامب، واختلال توازنها أمام واقع لم يعد بالإمْكَان حجبه.
وعلى الجانب “الإسرائيلي”؛ زعم رئيس أركان العدوّ بأن “المشروع النووي الإيراني تلقى ضربةً قاصمة”، وبدت تصريحاته أقرب لمحاولة حفظ ماء الوجه أمام جمهور مذهول، خَاصَّة بعد اعترافات ميدانية متواترة بحجم الخسائر.
في المقابل، كان الموقف الإيراني أكثر ثقة وثباتًا؛ فقد أكّـد اللواء محمد باكبور، القائد العام للقوات البرية في الحرس الثوري، أن “العدوّ إذَا ارتكب أي خطأ فسنرد عليه كما فعلنا خلال الأيّام الـ12 الماضية”، مُضيفًا أن “أيدي المقاتلين على الزناد والرد سيكون حاسمًا وموجعًا”.
تهديدٌ لم يكن دعائيًا؛ بل أتى مدعومًا بوقائع ميدانية لم ينجلِ غُبارها بعدُ؛ وسائل إعلام إيرانية عن مسؤولين محذرين من “ردٍّ مدمّـر” في حال تكرار الاعتداءات، رسالة بدت مزدوجة، (تأديب المعتدي، وإبراز قدرات).
دبلوماسيًّا، أكّـد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن طهران “أنهت المعركة غير المتكافئة لصالحها، بما يعزز موقعها الإقليمي والدولي”، في وقت أعلن وزير الخارجية الأمريكي “روبيرت روبيو” رغبة بلاده في “محادثات مباشرة مع إيران”، وهي لهجة تعكس تراجُعًا سياسيًّا إثر فشل عسكري طري.
صهيونيًّا؛ بدت الصورة قاتمة، صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت عن مسؤول في حكومة العدوّ أن “مع كُـلّ قصفٍ إيراني يصلنا أربعة آلاف طلب تعويض”، مشيرةً إلى أن “عدد الطلبات بلغ 40 ألفًا منذ بداية الحرب”.
مع توقعات بارتفاع العدد إلى 45 ألفًا -وفق الصحيفة- فإنَّ “أكثر من 30 ألف شقة تضررت أَو دمّـرت”، وحجم الأضرار المادية “مذهل للغاية”.
أرقام أكّـدها أَيْـضًا صندوقُ التعويضات الإسرائيلي، الذي أعلن تلقّيه أكثر من 41 ألف مطالبة، وأن أكثر من 32 ألفًا منها تتعلق بأضرار في المباني.
صحيفة “جلوبس” الاقتصادية العبرية بدورها؛ أكّـدت أن كُـلَّ صاروخ إيراني سقط في “إسرائيل” أَدَّى في المتوسط إلى 4000 مطالبة تعويض، وتم إجلاء 18 ألف مستوطن من منازلهم خلال عشرة أَيَّـام فقط من الحرب.
الأضرار البيئية أَيْـضًا لم تكن قليلة؛ إذ أشَارَت الصحيفة إلى موجات انفجار هائلة خلفت تلوثًا كَبيرًا وخسائر بنيوية في عدد من المدن الكبرى.
هكذا بدا المشهد الساعات الـ 24 الأخيرة، أنهت جولة من جولات المواجهة، كشفت أن إيران أثبتت أن الصبر الاستراتيجي والقوة النوعية والقرار السيادي يمكنها أن تصنع توازن ردع، وتعيد رسم الجغرافيا السياسية، حتى وسط النار.
التعليقات مغلقة.