saadahnews

إتبع إلههُ هاتفه

ريهام البهشلي

نقف اليوم في محطة سنوية من اعظم المحطات التي تُذكرنا ونذكر فيها الله عز وجل ، محطة مقدسة وعظيمة اختارها الله لنا رحمة بنا نحن البشر الذين اسرفنا على انفسنا بذنوبنا ومعاصينا وتقصيرنا ، إنه شهر رمضان التي تتروض فيه الأنفس والقلوب المريضة والغارقة في بحور الغفلة والتيه .

وعند ذكر الغفلة ، نذكر الكثير من الغافلين والتائهين في هواتفهم الذكية التي باتت جزءً لايتجزأ من حياتهم ، المليئة بالضياع في برامج وتطبيقات الهاتف ، سواءً بضياع الوقت ، أو أستعماله بالشكل الخاطئ والمحارب للدين .

كلنا لدينا هواتف لكن ياللعجب من ناس عبدوا انفسهم له واتبعوا وجعلوا من الهاتف إلهه ، يعكفون عليه ويهتمون لأمره ويلبون جميع رسائلة دون عصيان ولا كلل ولا ملل ، كل اوقاتهم بجوار ومناجاة هواتفهم التي تُعتبر الشيطان الأكبر في هذا الزمن الإلكتروني .
مابالكم تضيعون اوقاتكم في اللهو واللعب والضياع الذي ستتحسرون عليه يوم وتلعنون هواتفكم والعابكم التي انهكت قلوبكم فجعلتها قاسية ، غافلة ، لاتستوعب ولا تستمع ولاتكترث للهدى كيفما كان مصدره ونوعه .

مابالكم ايها الناس تُدعون إلى الإنفاق في سبيل اللّٰه ولو بالقرش الواحد والميسر ، فتتعذرون ولاتبالون بأهمية ذالك القرش إن أُنفق في سبيله ، ومابالي اراكم اليوم تنفقون اموالكم في سبيل هواتفكم ، وتبادرون بكل قناعة لأنفاق مالكم لشيء لايفيد ولاتنتفع منه بل أنه بذاته يضرك .

كفى غفلة يا أصحاب البرامج الفارغة والروتين الغارق في متاهات الحياة الظلامية ، لاتصدق واترك خليلك وأصدقاء السوء الذين يشدوك نحو الضياع والهلاك ، اؤلئك القرناء الذين لا ولايمكن ان تسمع منه كلمة ذكر وتذكير ، فكل آمالهم دنيوية وعقولهم وقلوبهم ممتلأةً بغبار متراكم ، وانتساب للدين لا أقل ولا أكثر .
مابالي لا اراكم تتناصحون وتنهضون وتتفاعلون مع الأحداث والوقائع وتأخذون بها العِبرة والعظة ، اين عقولكم وفطرتكم الإنسانية التي تتفاعل مع هدى الله ؟! لا تركنوا لبعضكم البعض فالكل سيفر يوم الحسرة والعذاب من اعز قرناءه واهله واحبابه .

قال الله تعالى وتحدث في كتابه الكريم عن اليهود والنصارى وسعيهم الدؤب في أن تضلوا السبيل ويخرجوكم من ملتكم بهذه الأجهزة الفتاكة لعقولكم وتفكيركم وبصيرتكم الضائعة في برامج ومواقع يهودية بأسم الدين والإسلام ، تقرأ القرآن وتتصفحه ثم تُعيده إلى مكانه لتضحك على نفسك بأنك مؤمن ونسيت أن الجنة إلا للمتقين ، ليفاجئك العذاب بغتة وانت في سبيل الضلال والتيه ، فمهلاً ياصاحب الهاتف الذكي .

التعليقات مغلقة.