saadahnews

سِرُّ اتزاني والنَّهجُ قُرآني



مرام صالح مُرشد

نتأهب للاحتفاء ولإحياء ذكرى عظيمة لها مكانتها وقدسيتها في نفوس الناس أجمع بشكلٍ عام، وفي نفوس المؤمنات بشكلٍ خاص، من عَرفن قيمة وعظمة المناسبة، وصاحبة المناسبة، فلا يعي ولايعرف قدسية هذه الذكرى إلا من جسدت فاطِمةُ الزهراء في نفسها كُل مواقفها، وأقوالها، وأفعالها، وصدق إيمانها، هكذا هي من درست حياة فاطمةُ الزهراء وسارعت لتكُن هي مِن أول المقتديات، السائرات بنهجها، لتكُن حياتها مُرتّبة، مُتّزِنة، لا يعتريها الفساد ولا الإعوجاج، تواجه مشقات الحياة بكل قوة، وصلابة، وحِكمة، كما فعلت الزهراءُ الطُّهر عليها من الله ألف سلام، فلنستقبل هذه الذكرى ونحنُ على استعدادٍ كامل لِنُجدّد موقِفنا، ولنكُن نحنُ السائرات بذات النهج، الرافضات لثقافة الغرب، التي تعمل على محاربة كل مؤمنة سائرة ومقتدية بنهج سيّدة نساء العالمين.

بَلَغَتْ فاطِمةُ الزهراء بنت رسول الله (صلوات الله عليهم) ذروة الكمال الإيماني والأخلاقي، فكانت نِعم المرأة المؤمنة، ونِعم القدوة الحسنة، ونِعم الأسوة، كانت الزَّكية المرضية من أفضل نساء المؤمنين كامرأة مؤمنة يُحتَذى بها، فهذا مقام عظيم لا يؤتيه الله إلا لعظيم، وكانت العظيمة الطُّهر البتول هي من أتاها الله هذا المقام، لأنها كانت أهلاً لِحمل هذه المسؤولية بالشكل المطلوب، فقد حُظيَت بأرقى تربية، وأعلا مقام ومدرسة إيمانية، ولا غرابة فهي خريجة على يد والدها الشهم العظيم، الذي علمها الإيمان، ومكارم الأخلاق، وبهذا تميَّزت وكانت هي النموذج الأسمى والأرقى، ومن اتّبع نهجها كان هو المتميز على مستوى العالم، وليس فقط على الأمة الإسلامية، فقد فاح عِطر عفتها وكرامتها، وصارت هي القدوة التي لا تُقارَن على مَر الأزمان في الأولى والأُخرى.

تميَّزت المرأة المؤمنة بالحِشمة والعِّفة والطهارة، كما هي قدوتها، فقد سارت زينبية العصر كما سارت طُهر الزمان، فنحنُ نرى اليوم في ظِل العدوان، والثقافات الغربية الدخيلة الذي يعمل العدو بِكُل ما أوتي من قوة أن يضرب عفة المرأة اليمنية وكرامتها، وطمس هويتها الإيمانية بها، ولكن في وجود القدوة الراقية، من رسمت النهج الرسالي بأرقى صورة، لن يستطع أحد كائناً من كان المساس بعفة وطهارة المرأة اليمنية التي تتحصن بالثقافة والنهج القرآني الذي يثبت للعداء مدى ارتباطها وتمسكُها بقدوتها الزهراء، المُنيرة لِطريقها، نعم فهي بنت خاتم النبيين، وزوجٌ لقاهر المعتدين، وأمٌ للحسنين، فقد ارتقت وبهذه المكانة العظيمة كُلِّفَت وشُرِّفَت، فسلامٌ على من شرفها الله وكانت هي من تستحق الشرف، وسلامٌ على من كلفها الله فكانت لنا خيرُ سَلف.

التعليقات مغلقة.