saadahnews

في غزة والضفة… المولد النبوي احتفال تحت القصف وتأكيد على عهد المقاومة

في وقت يحتفل فيه المسلمون حول العالم بذكرى المولد النبوي الشريف، تعيش فلسطين لحظاتها الخاصة مع هذه الذكرى، حيث تتحول المناسبة من مظاهر الفرح التقليدية إلى محطة للتجديد الروحي والصمود في وجه القهر والعدوان.

 

 

 

 

ففي قطاع غزة، حيث لا تزال أصوات القصف وأشلاء المنازل المدمرة تملأ المشهد، يحرص الفلسطينيون على إحياء ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسم، رغم الجراح والمآسي، من بين ركام البيوت وخيام النزوح، ترتفع أصوات الأناشيد والابتهالات، وتُرفع الأعلام الخضراء، إيذانًا بأن حب النبي لا يمكن قهره، وأن رسالته ما زالت حية في قلوب أبناء الأرض المباركة

في مخيم جباليا شمال القطاع، اجتمع الأهالي في مشهد مفعم بالإيمان والصبر، مزينين أزقة المخيم بما توفر من زينة بسيطة وألوان بهيجة، ليجسدوا قيم المناسبة من عزة وكرامة في مواجهة ألدّ أعداء الإسلام. وبين أنقاض المنازل وأصوات الطائرات، تصدح أصوات الأطفال بقصائد ومدائح نبوية، وقلوبهم الصغيرة تنبض بذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

 

أما في النصيرات، حيث خيام النزوح ومدارس الإيواء، فتتوافد العائلات، حاملين معهم ما استطاعوا من مظاهر البهجة، ليخلقوا من القليل عالمًا من النور. وفي دير البلح، يحوّل النازحون من الألم شعلة أمل، يضيئون بإنشادهم ليل الغربة، ويعلنون أن التمسك بالإيمان هو السبيل إلى الثبات والانتصار.

 

 

 

وفي الضفة الغربية، ورغم التصعيد المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتقالات واقتحامات متواصلة، يُحيي الفلسطينيون الذكرى في ظل واقع لا يقل قسوة. من طولكرم إلى نابلس والقدس، ترفع الأكف بالدعاء، وتعلو الأصوات بالصلاة على النبي، في مشهد يختلط فيه الحزن بالأمل، والدموع بالتكبير.

 

وفي قلب القدس، وتحديدًا في باحات المسجد الأقصى المبارك، تفوح الأجواء بعبق الذكرى، حيث يتوافد المصلّون رغم القيود والحواجز، في تجديد للولاء لصاحب الرسالة الخالدة، وتأكيد على أن نبوءته ستظل منارة تهتدي بها الأجيال، وأن وعد الآخرة آت لا محالة.

 

في هذا السياق أكد الأكاديمي الدكتور عماد أبو الحسن من الضفة الغربية، أن الشعب الفلسطيني يجد في ذكرى مولد النبي محمد صلوات الله عليه وعلى أله وسلم، دافعًا متجددًا للصمود والثبات على الحق، ويستلهم من سيرة النبي ما يعزز تمسكه بالكرامة والعزة. وأشار الدكتور إلى أن تجربة النبي في مواجهة غدر اليهود في المدينة المنورة، لا تزال حاضرة في وجدان الفلسطينيين، حيث التاريخ يعيد نفسه بأشكال مختلفة.

 

وفي حديثة  أبو الحسن: “القرآن الكريم رسم لنا بدقة ملامح العلاقة مع اليهود، الذين نقضوا العهود مع النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وكان جزاؤهم الحاسم بعد أن غدروا بالأمة. واليوم، يعيد الاحتلال الإسرائيلي ذات المشهد، عبر سياسات الإبادة والتهجير والتجويع، وكأن الزمن لم يتغير”.

 

وشدد الدكتور على أن ذكرى المولد النبوي ليست مجرد احتفال، بل محطة روحية تعيد التأكيد على أن النصر حتمي، وأن وعد الله لا يتخلف، “فالعاقبة للمتقين، والنور الذي جاء به محمد صلى الله عليه وعلى أله وسلم، سيظل مشعًا في قلوب أحرار العالم”.

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.