saadahnews

العدو يوسع عملياته في غزة باستهداف الأبراج السكنية العالية

أعلن الاحتلال الصهيوني رسمياً عن استراتيجية جديدة في عدوانه على قطاع غزة، تتمثل في توسيع نطاق عملياته ليشمل استهداف الأبراج والعمارات السكنية العالية.

 

 

وبحسب تقرير ملتفز لقناة المسيرة، فإن هذه الخطوة، التي جاءت بعد أسابيع من القصف المكثف جنوب وشرق وشمال المدينة، تمثل نقلة نوعية في سياسة “الأرض المحروقة” التي ينتهجها الاحتلال، بهدف إحداث دمار شامل وتهجير ما تبقى من السكان.

 

لم يمر الإعلان عن هذه الاستراتيجية الجديدة وقتاً طويلاً حتى تحوّل إلى واقع ملموس، فبعد ساعات قليلة من البيان الرسمي، شنت طائرات الاحتلال غارات جوية عنيفة استهدفت برج “مشتحى” السكني، الواقع غربي مدينة غزة. هذا البرج، المكون من 15 طابقاً، لم يكن مجرد مبنى سكني، بل كان ملجأً آمناً لعدد كبير من النازحين الذين فروا من مناطق أخرى في القطاع بحثاً عن الأمان.

 

وأسفر القصف عن دمار هائل في البرج ومحيطه، حيث تحول إلى كومة من الركام، وامتدت موجة الانفجار لتلحق أضراراً جسيمة بخيام النازحين المنتشرة في المنطقة، مما زاد من مأساة آلاف العائلات التي فقدت كل ما تملك، لتقضي ليلتها في العراء بلا مأوى.

 

وفي مشهد يعكس حجم المأساة الإنسانية، تحدثت إحدى النازحات، وهي زوجة شهيد، عن اللحظات المرعبة التي عاشتها. وصفت المرأة، التي كانت تحت البرج لحظة القصف، حالة الذعر والهلع التي سادت المكان: “الناس بتصرخ وبتجري… طلعنا بدون أغراض، بدون عفش، بدون هوية”. وأضافت الأم المكلومة، التي فقدت زوجها قبل 20 يوماً، أنها لم تتمكن من أخذ شيء سوى ابنها الذي كانت تحمله، وأنها وأطفالها خرجوا حفاة، تاركين خلفهم كل شيء، بما في ذلك خيمتهم وأغراضهم.

 

هذه الشهادة المؤثرة تسلط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي، حيث يواجه النازحون ليس فقط القصف الإسرائيلي، بل أيضاً ظروفاً معيشية لا تحتمل، من نقص في المياه والغذاء، إلى البرد القارس، وانتشار الحشرات.

 

وأشار التقرير إلى أن استهداف الأبراج السكنية ليس مجرد خطوة عسكرية، بل هو استراتيجية ممنهجة تهدف إلى جعل الحياة مستحيلة في قطاع غزة، وإجبار السكان على النزوح القسري، فبعد أن استهدف الاحتلال البنية التحتية، والمرافق الصحية، والمساجد، والمدارس، ينتقل الآن إلى تدمير آخر معاقل الأمان النسبي للمدنيين، وهي الأبراج التي كانت تؤوي مئات العائلات.

 

وأكد أن هذا التصعيد الجديد للاحتلال لا يهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية محددة، بل يسعى إلى تدمير مدينة غزة بالكامل، وإزالة كل ما هو قائم فيها، في محاولة لفرض واقع جديد يخدم مصالحه، ولكن رغم الدمار الهائل والمأساة الإنسانية، فإن صرخات النازحين وشهاداتهم تظل دليلاً على صمودهم وإيمانهم بالنصر، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وق

ف هذا العدوان.

 

التعليقات مغلقة.