saadahnews

المسنون على قائمة الاستهداف الصهيونية في غزة

في ظل حرب الإبادة الشاملة التي يشنها كيان العدو الصهيوني على قطاع غزة، تبرز مأساة إنسانية كبرى تستهدف فئة تعد الأكثر ضعفاً وهشاشة، “كبار السن”.

 

 

ووفقاً لتقرير متلفز لقناة المسيرة، فإن هذه الفئة لم تعد مجرد ضحايا ثانويين للقصف والدمار، بل باتوا هدفاً مباشراً لاستراتيجية “التجويع” الممنهجة التي يتبعها الاحتلال، في ظل صمت دولي مخزٍ وصل إلى حد التواطؤ.

 

ويكشف الواقع الميداني في غزة عن سياسة صهيونية تهدف إلى تصفية كبار السن بطريقتين: القتل المباشر عبر القصف العنيف، والقتل البطيء عبر التجويع والحرمان.

 

وتشير الإحصائيات الأولية إلى أن أكثر من 6000 مسن ومسنة قد قضوا نحبهم جراء القصف المباشر، بينما تواجه آلاف الحالات الأخرى مصيراً مجهولاً بسبب الحصار الخانق وانعدام أبسط مقومات الحياة.

 

ففي ظل شح المواد الغذائية وندرتها، لا يستطيع كبار السن الحصول على ما يسد رمقهم، مما أثر بشكل كارثي على صحتهم. وقد أدت قلة العناصر الغذائية إلى إصابتهم بحالات من الضعف والهزال الشديد، ليصبحوا طريحي الفراش وغير قادرين على الحركة، في وضع إنساني يتجاوز كل حدود الاحتمال. وتتفاقم الأزمة بشكل خاص في شمال قطاع غزة، حيث يواجه السكان ظروفاً تشبه المجاعة، ويعيشون على الفتات، إن وجد.

 

ومن داخل القطاع المحاصر، يروي أحد كبار السن، في شهادة مؤلمة، لقناة المسيرة، عن حجم المعاناة التي يعيشونها، موجهاً نداءً عاجلاً إلى العالم، وبخاصة إلى الدول العربية، لمد يد العون لهم.

 

ويقول المسن: “أرجو أن يقفوا معنا… أو حتى بالكلمة”، هذه الاستغاثة تعكس ليس فقط الحاجة الماسة إلى الغذاء والدواء، بل أيضاً الإحساس بالخذلان من قبل أمة بأكملها.

 

إن مأساة كبار السن في غزة هي مرآة تعكس أزمة إنسانية وأخلاقية عالمية، ففي الوقت الذي تتعرض فيه هذه الفئة الضعيفة للقتل الممنهج، يواصل المجتمع الدولي صمته، مكتفياً ببيانات الإدانة الخجولة التي لا ترقى إلى مستوى الجريمة.

 

ويعتبر هذا الصمت، وفقاً لما ورد في تقرير قناة المسيرة “تواطؤاً في جريمة القرن”، حيث لا يزال السؤال معلقاً أمام ضمير العالم: إلى متى سيتركون يواجهون الجوع والمرض والموت البطيء دون تحرك حقيقي وفاعل؟

 

ويؤكد هذا التقرير أن كبار السن في غزة هم الحلقة الأضعف في معادلة حرب وحصار لا ترحم، وأن قضيتهم هي اختبار حقيقي لإنسانية العالم.

التعليقات مغلقة.