saadahnews

ذكرى استشهاد أعظم عظماء الأمة .

براءة الجمل

انها ذكرى مؤلمة حقاً ذكرى رحيل خير رجال الأمة ،ذكرى استشهاد أحب الناس إلى رسول الله _صلوات الله عليه وعلى آله _ ذكرى اسشهاد الإمام علي بن أبي طالب _رضوان الله عليه
في ليلة 19 من رمضان رحل من الدنيا مودعاً للحياة الفانية وفرحاً بالحياة الأبدية.

ذكرى رحيل أعظم العظماء وهل نحن نعي تمامًا ماذا يعني أنه أعظم العظماء ؟!
قبل أن أبدأ بحديثي عن علي المرتضى لابد أن أرفع أسمى تعازينا للأمة الإسلامية بأكملها بذكرى أسشهاد نور الهدى وخير التقى الإمام علي بن أبي طالب رضوان الله عليه .

وأنه حقاً بمنزلة هارون من موسى أنه لانبي بعد رسول الله ، قال رسول الله صلوات الله عليه وآله : ( يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى أنهُ لانبي بعدي )

فلنعي جيدًا ولنفهم تمامًا مكانة الإمام علي في الإسلام وتبليغ الإسلام وأقامة الدين المحمدي
أولًا
الإمام علي عليه السلام تربى على يد خير خلق لله تعالى تربى على تربيةً إيمانية متكاملة وكيف لاتكون متكاملة وهو من تكفل بتربيته الخُلق العظيم القدوة الحسنة ” فهو رسول الله صلوات ربي عليه وآله ” وقد تحدث الإمام علي عن هذة المسألة فقال: ( عليه السلام):(وقد علمتم موضعي من” رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم “بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجرة وأنا ولد )
فالنبي أخذه لديه منذ طفولته ، فكان الإمام علي يقتدي برسول الله ويتبع أخلاق رسول الله ويتأثر بأخلاق وتعامل رسول الله ،وحين جاءت الرساله المحمدية فهو الإمام علي أول من آمن بالرسالة وصدق رسول الله وناصره في تبليغ الرساله ، وقد قال رسول الله صلوات الله عليه وآله : (أقام الدين بمال خديجة وسيف علي )

كرار غـير فرار:

الإمام علي عليه السلام قدم من أروع البطولات وقاتل أشد القتال للنشر الدين المحمدي الإصيل حتى أصبح قبلة الأحرار وقائد البطال وقـد لمع بروعه بصوت جبرائيل عليه السلام وهو يعرج إلى السماء وهو يقول :”ما فتى الا علي وما سيف الا ذو الفقار ”
نعم هو قاتل الكفر والفجرة فهـو من قال عنه رسول الله صلوات الله وآله :(برز الإيمان كله للشرك كله)
يقول رسول الله صلوات الله عليه وآله 🙁 علي إمام البررة، قاتل الكفر والفجرة، منصور من نصرة، مخذول من خذله )
ويقول رسول الله في يوم خيبر : << لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسول كرار غير فرار يفتح الله على يدة >> .

الإمام علي النموذج الإيماني:

فهو أول من آمن برسول الله وأول من صلى بعد رسول الله، الإمام علي رجل الشجاعة والقوة الصلبة ، فكانت علاقته بالله قوية وعظيمة وقلب ذو الرأفة والخوف والخشية من الله وعيناه ذو الدمع المدرار بالخضوع لله تعالى فسلام ربي عليه ، آنذاك أصر معاوية على ضرار بن أمية أن يتكلم ماراى من الإمام علي ! فيقول ضرار بن أمية :

<<أما ولابد، فكان والله بعيد المدى شديد القوى ،يقول فصلا، ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطلق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ،ويأنس بالليل ووحشته ، وكان والله غزيز الدمعه ، طويل الفكرة ، يعجبه من اللباس ماخشن ،ومن الطعام ماجشب وكان فينا كأحدنا ، يدنينا أذا أتيناه ويجيبنا إذا سألناه ،ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا ، لانكاد نكلمة هيبة له يعظم أهل الدين ، ويقرب المساكين ،لايطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله، فأشهد بالله لقد رأيته ذات ليله وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومة وقد مثل قائماً في محرابه قابضاً على لحيته يتملل تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ، وكأني اسمعه يقول :”يادنيا غري غيري ابي تعرضت أم ليَّ تسوقت؟ هيهات هيهات ….قد آبيتك ثلاث لارجعتي لي فيك فعمرك قصير وعيشك حقير ، وخطرك كبير ،>> .

ومن مثل الإمام علي ؟ ومن هو باب الإسلام غير علي ؟ لا أحـد فهو باب الأسلام في فتحه حين قال رسول الله :(أنا مدينة العلم وعليً بابها فمن أراد المدينه فليأتها من بابها) وتغلقت باب الإسلام في التولي وصدق الولاء .

وأي عظمة نلتها ياعلي فحبك من الإيمان وبغضك من النفاق وقال رسول الله قائلاً:(ياعلي مايحب الا مؤمن وما يبغضك الا منافق ) .

فسلام الله عليه ، فكان علي رجل الإسلام والدين فقتل على يد أشقى الأشقياء ، على يد بن ملجم الملعون .
لكن كان الإمام علي في لحظاته الإخيرة في هذة الدنيا الفانية في محرابه المقدس في عبوديته لله تعالى فحين أذاق طعم الشهادة ردد قائلاً: فزت ورب الكعبة .

الإمام علي هو تكملة الدين هو النموذج الراقي في الإسلام ، فهو أبو السبطين ، فهو زوج الزهراء هو ابن عم رسول الله ووصيه وباب مدينة علمه ،هو حيدرة، هو علي المرتضى ،هو الوصي المجتبى .

فكان الإعداء من بعد وفاة رسول الله يتآمرون بقتله ويقومون بمحاربته ، وسقيفة بني ساعدة تشهد ذلك.

فأستشهاد لإمام علي عليه السلام خسارة عظيمة على الإمة أنها خسارة عظيمة ،
فأصبحت الإمة في شقاء وعناء .

التعليقات مغلقة.