saadahnews

مفاجأة الجيش اليمني للأمريكيين

واقعاً تكلم فيه كبار ضباط الجيش الأمريكي من وزير الدفاع إلى كبار ضباط القوات البحرية، لقد كان موضوعاً ذي أهمية استراتيجية وسياسية كبيرة، ذلك ما تحدثوا عنه بأنه مفاجأة الجيش اليمني للجيش الأمريكي.. فكيف يمكن قراءة هذه المفاجأة؟

أولا: على مستوى القرار واتخاذ خيار المواجهة:

• الجرأة: يدل قرار الجيش اليمني في مواجهة القوات الأمريكية على جرأة استثنائية، خاصة في ظل التفاوت الكبير في القدرات بين الطرفين، فالجيش الأمريكي يعتبر من أهم نقاط قوته ذلك الفارق، لكن المهم أن القوات البحرية والجيش اليمني استطاعت ضرب الجيش الأمريكي في أهم نقاط قوته تلك.

• الوعي: عكس القرار اليمني الشجاع في خوض المواجهة مع القوة الأمريكية وبالتحديد ثلاثي الشر بوجود بريطانيا واسرائيل وعياً عميقاً بالظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، وإصراراً على الدفاع عن قطاع غزة.

• الحسابات الدقيقة: لابد أن تكون هناك حسابات دقيقة وراء هذا القرار، تشمل تقييم نقاط القوة والضعف لدى الجيش الأمريكي، وتحديد فرص النجاح المتاحة والتي تم استغلالها بحكمة عالية.

• الدعم الشعبي: من المؤكد أن قرار المواجهة حظي بدعم شعبي واسع، مما عزز من صمود الجيش اليمني وإصراره على المضي قدماً في المواجهة رغم مرور أشهر على المعركة والاعتداءات الأمريكية ضد اليمن.

ثانياً: على مستوى الإرادة على مواصلة المواجهة:

• الصمود: أظهر الجيش اليمني قدرة استثنائية على الصمود في وجه الاعتداءات الجوية الأمريكية، مما يدل على إرادة قوية لا تقهر.

• الثبات: تمسك الجيش اليمني بمبادئه وأهدافه، ولم ينحني للضغوط الدولية، مما يعكس ثباتًا لا مثيل له.

• التحدي: واجه الجيش اليمني التحديات بصبر وعزيمة، مما يدل على قدرته على الاستمرار في المواجهة رغم الظروف الصعبة والحصار طيلة تسع سنوات من العدوان الامريكي السعودي الاماراتي.

ثالثاً: على مستوى الأسلحة المستخدمة:

• التنوع: استخدم الجيش اليمني مزيجاً من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية، مما أربك العدو وجعله غير قادر على التنبؤ بنوايا الجيش اليمني، فقد استخدم الصواريخ البالستية على السفن الإسرائيلية والأمريكية لأول مرة بالتاريخ كما تحدث السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وحتى الخبراء الأجانب تحدثوا عن ذلك.

• الفاعلية: أثبتت بعض الأسلحة اليمنية، مثل الصواريخ البالستية والطيران المسير فعاليتها في ضرب أهداف عسكرية بحرية أمريكية، مما شكل مفاجأة كبيرة للولايات المتحدة.

• التطوير: سعى الجيش اليمني باستمرار لتطوير قدراته التسليحية، مما يدل على قدرته على مواجهة التطورات التكنولوجية في مجال الأسلحة أثناء العدوان وهذا إنجاز بحد ذاته.

رابعاً: على مستوى التكتيكات المستخدمة:

• الذكاء: اتبع الجيش اليمني تكتيكات ذكية، مثل استغلال نقاط الضعف لدى العدو الأمريكي، والاعتماد على عنصر المفاجأة، ما مكنه من تحقيق نتائج إيجابية، فقد كان يهاجم أكثر من هدف في وقت واحد وهو ما أربك الأمريكيين.

• المرونة: أظهر الجيش اليمني قدرة عالية على التكيف مع الظروف المتغيرة، وتعديل خططه وفقًا لتطورات المعركة وهذه المرونة مكنت الجيش اليمني من إرباك العدو الأمريكي.

• التنسيق: برز التنسيق بين مختلف وحدات الجيش اليمني، مما ساهم في تحقيق أهداف محددة بكفاءة وفاعلية عالية وخاصة بين القوات الصاروخية والطيران المسير والقوات البحرية.

فقد أظهر الجيش اليمني قدرة استثنائية على المقاومة والصمود في وجه عدو قوي وماكر وعدواني، مما يشكل مفاجأة كبيرة للولايات المتحدة.

 ونجح الجيش في استخدام تكتيكات ذكية وأسلحة متنوعة، مما مكنه من تحقيق نتائج إيجابية في معركته ضد عدوان القوات الأمريكية.

ويمكن القول إن الجيش اليمني حقق أمور هامة أدت إلى نتائج هامة في جانب العدو الأمريكي منها:

• في الجانب النفسي:

١-انهيار المعنويات: واجهت القوات الأمريكية انهياراً في المعنويات نتيجة الخسائر التي تكبدتها، مما أثر على قدرتها القتالية سواء في ضرب السفن العسكرية أو السفن المدنية التي يدعي حمايتها.

٢-فقدان الثقة: فقدت الولايات المتحدة الثقة بقدرتها على تحقيق نصر سريع وحاسم في اليمن، الأمر الذي دفعها إلى إعادة تقييم استراتيجيتها في المنطقة.

• في الجانب الإعلامي:

١-حرب إعلامية: نجح الجيش اليمني في استخدام الإعلام بشكل فعال لنشر روايته وتعبئة الرأي العام لصالحه سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي.

٢-فضح الممارسات الأمريكية: كشفت وسائل الإعلام اليمنية عن الممارسات اللاإنسانية للقوات الأمريكية، مما أضر بصورة الولايات المتحدة على الساحة الدولية، وأصبح التعاطف مع قطاع غزة من قبل دول العالم هو الواقع المعلن.

على المستوى الدولي:

١-إدانات دولية: أدت مفاجأة الجيش اليمني إلى إدانات دولية واسعة للعدوان الأمريكي على اليمن وخاصة من روسيا والصين وغيرهما.

٢-ضغوط على الولايات المتحدة: واجهت الولايات المتحدة ضغوطاً دولية متزايدة لوقف عدوانها على اليمن والطلب منها بوقف المجازر في قطاع غزة من قبل العدو الإسرائيلي.

ومن أهم ما أبرزه العدوان على اليمن وجود دور للقيادة، حيث تقدم دور القيادة اليمنية في توحيد الجهود وتوجيه المقاومة ضد العدو الأمريكي بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-.

أيضاً أظهر الحدث وجود أبطال عسكريين قدموا تضحيات كبيرة في سبيل الله منهم من استشهد بسبب العدوان الأمريكي.

ويمكن القول بأن الأهمية الاستراتيجية في كل ما حدث تتلخص في الآتي:

١- أنها كشفت نقاط الضعف لدى العدو: سلط هذا الموضوع الضوء على نقاط ضعف القوات الأمريكية وعدم قدرتها على التكيف مع أساليب قتال جديدة.

٢- أنها غيرت قواعد اللعبة: أدى هذا الموضوع إلى تغيير قواعد اللعبة في الصراع باليمن، وأثر على ميزان القوى في المنطقة، بحيث أصبح اليمن أحد أهم اللاعبين في البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي.

٣- أنها قامت بإلهام الشعوب: ألهم هذا الموضوع شعوباً أخرى تسعى للنضال ضد القوى الاستعمارية، وأن اليمن الذي اعتبر ضعيفاً استطاع مقاومة المستكبرين وعلى رأسهم الأمريكي.

*استاذ علم الاجتماع السياسي المشارك جامعة صنعاء

التعليقات مغلقة.