أكثر من ٧٠ شهيدا خلال يوم واحد في قصف صهيوني متواصل على غزة
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة مع دخولها العام الثاني، وتُصعِّد من وتيرة عدوانها بشكل غير مسبوق على المدنيين والأحياء السكنية.
ونفّذ العدو الإسرائيلي خلال 24 ساعة أكثر من 90 غارة جوية وقصفًا مدفعيًا استهدف مناطق مكتظة بالمدنيين، مما أسفر عن ارتقاء 70 شهيدًا، معظمهم من النساء والأطفال، في مشهدٍ يضاعف حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في القطاع المحاصر.
وعلى صعيد متصل، قالت مراسلة المسيرة دعاء روقة إن العدو استهدف مخيمات النازحين في مختلف مناطق قطاع غزة، حيث تركز القصف بشكل خاص على مدينة غزة التي سُجِّل فيها ارتقاء 47 شهيدًا خلال ساعات قليلة، في قصفٍ طال منازل المدنيين ومناطق تؤوي نازحين فرّوا من مناطق القتال السابقة.
وأفادت روقة بأن الاحتلال استهدف مناطق وسط قطاع غزة، بما في ذلك نقطة توزيع مساعدات في وادي غزة، مما أسفر عن استشهاد اثنين وإصابة سبعة بجروح متفاوتة، كما استُهدفت خيام النازحين شرق خان يونس بقنابل أُلقيت من طائرات مسيّرة، أدت إلى وقوع إصابات جديدة بين السكان، بينهم أطفال.
ولم تكتفِ آلة العدوان الصهيونية باستهداف الأحياء المدنية والمراكز الصحية، بل امتد قصفها ليطال المؤسسات التعليمية والدينية، فقد دُمِّرت جامعة الأزهر بالكامل، في خطوة تؤكد إصرار الاحتلال على ضرب البنية التحتية لكل ما تبقى من مظاهر الحياة في القطاع.
ونفّذ طيران العدو غارات عنيفة على أحياء الصبرة والمغربي والمفترقات الحيوية في مدينة غزة، وقصفت المدفعية الصهيونية مخيم البريج وسط القطاع، في تكرار مستمر لمشاهد الإبادة الجماعية التي لم تتوقف منذ أكتوبر 2023.
ووفق إحصائية محدثة لوزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد الشهداء منذ بداية العدوان حتى صباح اليوم 67,074 شهيدًا، إضافة إلى 169,430 جريحًا، وأكثر من 9,000 مفقود، ولا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إليهم بسبب تواصل القصف وانهيار البنية التحتية.
وبيّنت الوزارة أن من بين الضحايا ما يزيد على 20,000 طفل و12,500 امرأة، بينهم نحو 8,990 أمًّا، فيما استُشهد أكثر من 1,000 طفل رضيع، منهم 450 وُلدوا خلال الحرب واستُشهدوا بعد أيام أو أسابيع فقط من ولادتهم، في مشهدٍ يُلخّص استهداف الاحتلال للفئات الأضعف بشكل مباشر.
وتسببت المجاعة الناتجة عن الحصار المطبق والقصف الممنهج لمنشآت المياه والغذاء في استشهاد 459 فلسطينيًا حتى اليوم، بينهم 154 طفلًا، وفي ظل غياب المساعدات الكافية، تحوّلت نقاط توزيع المعونات إلى “مصائد موت”، إذ قصفت قوات الاحتلال أكثر من موقع خلال عمليات تسليم الغذاء والماء.
وارتقى 1,670 من الطواقم الطبية، و139 من فرق الدفاع المدني، و248 صحفيًا، و173 من موظفي البلديات، إضافة إلى 780 من أفراد الشرطة المكلّفين بتأمين المساعدات الإنسانية، كما استُشهد 860 رياضيًا من منتسبي المؤسسات الشبابية والرياضية التي دمّرها الاحتلال.
وتشير المعطيات الرسمية إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت أكثر من 15,000 مجزرة مباشرة، استهدفت خلالها أكثر من 14,000 عائلة، بينها نحو 2,700 عائلة أُبيدت بالكامل، ومُسحت أسماؤها من السجل المدني.
ووفقًا لتقارير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة والجهات الأممية، فقد تم تدمير 88% من مباني القطاع، حيث تُقدَّر الخسائر الاقتصادية المباشرة بأكثر من 62 مليار دولار، كما دُمِّرت 163 مؤسسة تعليمية كليًا، و369 جزئيًا، و833 مسجدًا كليًا، و167 مسجدًا جزئيًا، إضافة إلى تدمير 19 مقبرة.
يُذكر أن الاحتلال الصهيوني يسيطر حاليًا على 77% من مساحة قطاع غزة، عبر الاجتياح البري والتمركز العسكري، مما زاد من مأساة النزوح القسري لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون بلا مأوى، ولا ماء، ولا كهرباء، وسط تفشّي الأوبئة والمجاعة
التعليقات مغلقة.