saadahnews

مدينة نجران داخل فوهة الاعصار اليمني

12أغسطس | بقلم / صلاح القرشي:

في البداية نبارك لشعبنا اليمني العظيم وجيشنا ولجاننا الشعبية المجاهدين الأبطال هذا الانتصار وهذه الشجاعة التي تثبت صلابة وقدرة اليمنين العسكرية والذي يشهد لهم كل تاريخهم المشرف منذ اآلاف السنين.

وبينما كنت أشاهد ومن على شاشة قناة المسيرة الفضائية، المواقع العسكرية السعودية المطلة على مدينة نجران تسقط الواحد تلو الآخر والذي شمل كل المنطقة الغربية لمدينة نجران، كنت متشوق كثيرا وكنت متسمر أمام الشاشة لمشاهدة صورة الإطلالة على مدينة نجران من فوق هذه المواقع العسكرية السعودية لما لها من دلالات عسكرية وسياسية ومعنوية .

وبعدكل ما شاهدنا من حرب واشتبكات وإحراق كل الدبابات السعودية وكل آليات الجيش السعودي في عشرات المواقع العسكرية واقتحامها من قبل أبطال مجاهدي الجيش واللجان الشعبية وقتل الجنود السعوديون وفرار الآخرين.

وصلنا إلى نهاية المطاف ولاحت مدينة نجران وشاهدنا بكل فرح وشموخ وكل تعظيم لأبطالنا الشجعان رأينا الصورة الواضحة الذي يراها المقاتل اليمني من فوق هذه الجبال والمواقع وكيف إنه يطل على مدينة نجران بكل ما تحتويها من شوارع وأحياء وبنى تحتية وكل نقطة في مدينة نجران

وان بندقية وسلاح الجيش واللجان الشعبية ترصد وتسيطر عليها ناريا، بعد هذه اللقطة كبرنا وقفزنا فرحا في الهواء ورحنا نهنئ بعضنا البعض كل من كانوا إلى جانبنا يشاهدون هذا الانتصار العظيم والكبير، علما أننا كنا نكبر مع تكبيرات المجاهدين بعد كل إطلاق صاروخ موجه وإحراق كل دبابة سعودية.

لكني وأنا أشاهد هذا البث الحي الذي نشرة الإعلام الحربي اليمني البطل من على قناة المسيرة الفضائية تواردت الى عقلي بعض الملاحظات والانطباعات حول ماشاهدنا جميعا ويمكن أن ألخصها لكم في التالي وليس على سبيل الحصر.

1- مما لا شك فيه هذه المشاهد أنها تظهر هول الفارق الكبير بين القدرة والخبرة القتالية بين الجندي اليمني والجندي السعودي بشكل واسع لصالح الجندي اليمني، رغم الفارق التسليحي وما يمتلكة الجندي السعودي من احدث المعدات الحربية من دبابات ابرامز الأمريكية فخر الصناعة العسكرية الامريكية والمدرعات الامريكية والمدافع الحديثة والاسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة وغيرها والتي لا يمكن مقارنتها مع ما يتسلح به الجندي او المجاهد اليمني من سلاح الكلاشينكوف وصواريخ الكتف المضادة للدروع وقاذف البي عشرة المحمول على الكتف هذا كل ما كان يحمله المجاهد اليمني.

2-رغم التخندق في هذه الجبال المرتفعة للجيش السعودي والتغطية الجوية وما يملكة من سلاح ضخم وأجهزة اتصالات هي الأحدث في والرصد والمعلومات الاستخبارية التي توفرها الأقمار الصناعية إلا ان المقاتل اليمني استطاع وبكل شجاعة التغلب علي كل ذلك واقتحم المواقع وسيطر عليها، سبحان الله وسط ذهولنا كل من كان يشاهد هذه المشاهد الحية ، ولا أدري كيف حدث هذا ولا يجيب على هذا السؤال إلا الجنرالات العسكرية في التحليل العسكري والاستراتيجي أو لا يجيب إلا أنفسهم المجاهدين اليمنيين والقيادية العسكرية اليمنية؟؟؟؟

3 – هذه المعارك وهذه الخطط العسكرية التي استخدمها الجيش واللجان الشعبية سوف تكون شغل الشاغل في تناول المحللين العسكرين وإنها سوف تدرس مستقبلا في كل الأكاديمات والكليات العسكرية المحلية والعربية والدولية وبلا مبالغة والاستراتيجيين العسكريين يعرفون ما أقول ويتطلعون إلى اليوم الذي يدرسون هذه الخطط وهذه التكتيكات الحربية ويستفيدون من فنون الحرب للمدرسة العسكرية اليمنية.

3- لاحطنا أن الهبوط الكبير في معنويات الجيش السعودي وما يعانية الجنود السعوديون من هلع وخوف وجبن في اول قذيفة تصل لموقعهم وتحرق دباباتهم، يركضون بكل رعب طلبا للمغادرة والفرار ولا يملكون أي عقيدة عسكرية أو مؤمنين بعدالة قضيتهم.
في المقابل المجاهد اليمني والجيش اليمني مرتفعة معنوياتهم وبشكل كبير ولديهم إيمان كبير بعدالة قضيتهم ولذلك رأيناهم مندفعين وبكل شجاعة يقتحمون المواقع السعودية بدون أي خوف او وجل، وقلوبهم مملوءة بالعقيدة الإيمانية العسكرية يصرخون بعد كل طلقة وقذيفة واحتراق الدبابات السعودية(الله اكبر الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام ) مما جعلهم أكثر حماسة وشجاعة وثقة بالله وبنصره وثقة بالنفس أيضا.

4- كما لاحظنا أن الطيران الحربي السعودي يغير ويقصف مواقعه العسكرية بمجرد سقوطها وأثناء فرار جيشه ولا أدري هل كانوا يقصفون كل ما تحتويه هذه المواقع أو يقصف جنوده أنفسهم لكي يمنعهم أن لا يتركوا المواقع ويفرون وهذا ما أعتقد.

5- جميعنا كنا مندهشين مما كان يتمتع به المقاتل اليمني والمصور اليمني التابع للإعلام الحربي من هدوء وثبات وشجاعة وبحيث شاهدنا كل المشاهد الحية بدون اي ارتباك او فوضى، تم إخراج وتصوير هذا العمل بكل احترافية ومهنية كبيرة، وهذا يدل على امتلاك الجيش اليمني واللجان الشعبية للإمكانيات رصد واستطلاع في غاية القوة والحرفية وبحيث كنا نشاهدهم يصورون الجنود السعوديين في مواقعهم ومن مسافة قريبة والجيش السعودي غافل عن كل ما يدور حوله ، وهذا تطور كبير في الأساليب الذي يتبعها الجيش واللجان الشعبية.

5- صورة مدينة نجران الذي شاهدناها والذي التقطها المقاتل اليمني من آخر نقطة وصلت إليها قدم المقاتل اليمني و تلك الإطلالة تعني أن مدينة نجران من الناحية السياسية هي في قبضة الجيش واللجان الشعبية وهكذا تصرف على طاولة المفاوضات ،أما من الناحية العسكرية فميدان القتال والمعارك بين الجيش واللجان الشعبية وبين الجيش السعودي أصبحت نفسها مدينة نجران وأن أسلحة الجيش اليمني والمجاهدين تطالها وتقع في مرمى نيرانها.

6- يعتبر هذا نجاح باهر وكبير للجيش واللجان الشعبية في احداث خرق كبير في التوازن العسكري والتمركز على الأرض بينما فشلت قوات التحالف وجيوش مرتزقتها في إحداث خرق كبير مثل هذا في كل الجبهات سوى في جبهة نهم أو المندب أو حرض وميدي أو تعز أو جبهة مارب والجوف وهم من كانوا يتوعدون بعد فشل المفاوضات وتشكيل المجلس السياسي الأعلى واللذين كانوا يصرون على إحداث خرق وتقدم من أجل منع أي دولة التعاون مع سلطة صنعاء الجديدة.

لكنهم فشلوا بينما الجيش اليمني واللجان الشعبية استطاع أن يغير في الخريطة العسكرية الميدانية لصالحها في ما وراء الحدود وهذة بالضرورة ستنعكس على الميدان السياسي وسوف تدفع الدول الى الاقتناع اكثر بالتعاون مع السلطة الجديده في صنعاء ومهما حاولت السعودية من منع أعضاء مجلس النواب من العودة الى صنعاء بإقفال المجال الجوي اليمني.

7- هذا الانتصار يعتبر رسالة سياسية وعسكرية للتحالف ولكل الدول الكبرى والأمم المتحدة تفيد أن الجيش اليمني واللجان الشعبية قادر على اجتياح وإسقاط كل جنوب المملكة الى الطائف وما بعد بعد بعد الطائف إذا لم يوقف العدوان والحصار على اليمن وانسحاب قوات الاحتلال من الجنوب اليمني.

8- إن بث هذه المشاهد الحية لإسقاط. واقتحام المواقع العسكرية السعودية في كل المنطقة الغربية لنجران من قبل الجيش واللجان الشعبية ومشاهدتها من كل شعوب العالم وخاصة عرب نجد والحجاز سوف تكون مزلزلة عليهم وسوف تضعف كثيرا الجبهة الداخلية السعودية في كل المجالات المعنوية والنفسية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وسوف تنعدم ثقة الشعب السعودي بجيشه وحكومته والاسرة السعودية هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى كل ما تم بثه اليوم سوف ينال من سمعة السعودية وأسرتها ومكانتها لدى الدول العربية والأجنبية وسوف تخسر كثيرا في هذا الجانب على كل المستويات.

وهي التي كانت تتطلع لأن تكون القائدة والدولة القوية للمحور الأمريكي في المنطقة العربية وكان جزءا من أهداف هذه الحرب الذي شنتها على اليمن الا لكي تستعرض قوتها وتثبت أنها هي الأجدر في قيادة المنطقة العربية طبعا لصالح النفوذ والمصالح الصهيونية والأمريكي.

ومن ناحية ثالثة هذا الانتصار سيزيد من توحد الجبهة الداخلية اليمنية حول قيادتها وسوف تكون أكثر صلابة وأكثر ارتفاعا في المعنويات رغم كل ما مر من حرب وعدوان علي الشعب اليمني العظيم.

في الأخير نسجل اعتزازنا وفخرنا الكبيرين بجيشنا ولجاننا الشعبية ونبارك لهم هذا النصر والتقدم ولكل شعبنا اليمني العظيم وللقيادة اليمنية التي تقود الحرب والوطن بكل اقتدار وتمكن وإيمان.

التعليقات مغلقة.