saadahnews

سنة الهية بعنوان {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}

دروس من هدي القرآن الكريم

برنامج رجال الله اليومي

السيد حسين بدر الدين الحوثي

الدرس السادس عشر من دروس رمضان صـ10ـ11.

{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ المُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الغَيْبِ}(آل عمران: من الآية179) إذاً أليس في هذه ما يبين أن هناك قيمة كبيرة من خلال ما حصل؟ أي أنه فيما لو حصل هزيمة معينة تحاول تترفع عن آثارها السلبية على نفسيتك وتحاول أن تبحث عن ما فيها من ماذا؟ من آثار إيجابية قد لا تحصل إلا في أجواء كهذه قد لا تحصل إلا في أجواء كهذه في أجواء الإنتصار لا تحصل، يكونون كلهم مدعين أنهم مخلصون وكلهم مؤمنون وكلهم صادقون وكلهم ثابتون وكلهم في نفس الإتجاه وإلى آخره حالة الهزيمة يكون فيها أشياء تتجلى من خلالها لا تتجلى في أي وضعية أخرى في الغالب كما قال سابقاً: {وَلِيَعْلَمَ المُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا}(آل عمران: من الآية166- 167).

هنا يبين وكأنها سنة إلهية {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ}(آل عمران: من الآية179) لأنه يحصل ماذا؟ هنا عملية خداع وكأنهم يخادعون الله ويخادعون الذين آمنوا، تأتي مواقف معينة يظهرون فيها {حَتَّى يَمِيْزَ الْخَبِيْثَ}(آل عمران: من الآية179) هذا بالنسبة للمؤمنين كعنوان بشكل عام؛ لأنه عندما يكون أعني بالنسبة للإنسان من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله اعتبروه أسلم وقد دخل مع المؤمنين، ما هكذا يحصل؟ فمجتمع المؤمنين أي المجتمع الذي هويته هذه ومنتمي إلى هذا الإتجـاه الإيماني قد يكون في الداخل على هذا النحو: {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيْزَ الْخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ}(آل عمران: من الآية179) قد يدخل ناس خبثاء، أو يخبثون من بعد وإيجابياتها هامة إيجابياتها بالنسبة لهم هم الفئة هذه الخبيثة يظهر من جانبهم أشياء يحصل تبكيت لهم، يحصل توبيخ لهم، يحصل حذر عند المؤمنين الصادقين منهم، وللمستقبل في المسيرة يكونون عارفين تماماً من خلال التمييز عارفين تماماً من يعتمد عليه ومن لا يعتمد عليه.

هذا توجيه إلى أنه كيف يستفيد الناس من خلال الإيجابيات قدم كثيراً من الأشياء قد تعتبر إيجابيات، بأنك تعتبرها دروساً لا تحصل إلا في حالة كهذه، مثل ما الطبيب نفسه أليس هو يستفيد أثناء العمل من المرضى عندما يأتي عنده أمراض يستفيد معرفة للأسباب وللأمراض كيف تتطور وكيف تكون أسبابها وكيف تنتهي إليه.

{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ}(آل عمران: من الآية179) ليكون الإنسان عارفاً لذلك الشخص الفلاني هو طيب والشخص الفلاني خبيث {وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِيْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ}(آل عمران: من الآية179) قد يجتبي من رسله من يطلعه على الغيب فيعرف الأشخاص، لكن الأحداث نفسها هي تساعد على تميز الخبيث من الطيب، وهذه لها إيجابية هامة جداً لأنه بالنسبة للمجتمع من خلال أحداث معينة يتبين منهم الخبثاء فيهم فيكونون هناك معروفين فلا يعودون يتأثرون بهم، هو يعرف الطرف الذي مثلاً يقوم بتوجيه الناس، وقيادتهم، يعرف هو في نفس الوقت كيف يكون توجيهه بالشكل الذي يبعد الناس عن أن يكونوا كأولئك أو أن يتأثروا بمثل تلك النوعية، وهذه نفسها قد تجدها في الإسلام بشكل عام، وقائم على أساس أنه غير قابل للإختراق، فمن اخترقوا في الصورة لأنهم قالوا: [لا إله إلا الله محمد رسول الله] ودخل، ما كان ممكن أي واحد يقولها؟ هناك حالة سيتبين فيها ويتميز الخبيث من الطيب، إذاً فلن يكون في موقع قرار حتى يكون مؤثراً، وهو في الساحة من خلال أحداث معينة سيتغربل الناس فيعرفون أن ذلك خبيث فيكونون أبعد ما يكون عن التأثر به.

{وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِيْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوْا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوْا وَتَتَّقُوْا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيْمٌ}(آل عمران: من الآية179)  إن حصل إخبار من جانب رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عن أشخاص معينين فيجب أن تؤمن؛ لأنه قد يخبرنا عن أشخاص كيف ستكون نهايتهم أو كيف سيكون واقعهم أو كيف واقعهم في نفس الوقت، فيجب أن يكون إيمان بهذا وإن بدا لك وكأن ذلك الشخص بعيد في نفس الحالة الراهنة في واقعه الآن.

يتناول هنا أيضاً جهة من بخلوا بالإنفاق في سبيل الله، ويبين أهمية الإنفاق في سبيل الله، هاجم المنافقين والكافرين أيضاً الذين بخلوا بالإنفاق في سبيل الله، ما أنفقوا في سبيل الله ويبين أهمية الإنفاق في سبيل الله وأنها قضية هامة جداً {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُم}(آل عمران: من الآية 180) وأن بخلهم كان هو خير لهم {بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}(آل عمران: من الآية 180) هو الذي سيرث الكل فيجعل ما بخلوا به من الأموال – كما يقال – طوق من نار أو أطواق من نار يطوقون بها يوم القيامة؛ لأنه في حالة هزيمة معينة وهناك أشخاص مثلاً ما أنفقوا سيقولون: [رأيتم لو أنفقنا كانت ستضيع أموالنا وتكون بدون فائدة هم هؤلاء انهزموا] لا، إن عليهم أن ينفقوا وما عليهم من النتائج كيف ستكون، ينفقون.

لاحظ كيف جعل من هذه الغزوة مدرسة متكاملة من تلك المعركة معركة [أحد] كم حولها من معلومات من توجيهات من أشياء عجيبة وواسعة.

التعليقات مغلقة.