saadahnews

الحرب السادسه لم تنسى

مقالات | 7 مايو |  بقلم / شاهين مران :

فى يوم من ايام الحرب السادسه وبعد حرب طاحنه استمرت ستة اشهر  فى مناطق تهامه وسفيان وبعض المناطق فى محيط عاصمة محافظة صعده مع السلطة الحاكمه انذاك .

طلع فجر يوم على وقع هدير الرشاشات وازيز الرصاص  التى كانت تنهال على المجاهدين  من سفوح جبل دخان  العملاق  الذى تسيطر عليه القوات السعوديه ، فأصيب المجاهدين بالحيره  وتسائل الجميع

لماذا دخلت السعوديه لمواجهتنا مباشرة ؟ وماهو السبب الذى دعاهم الى ذالك؟ وماهذه المصيبة الاخرى ؟

وكان الأمر اللافت ان الجيش السعودى فى جبل الدود وغيره من المواقع الحدوديه لم تشهد تحركا مريبا وكانت حركتهم طبيعه الى حد اننا كنا نشاهد افراد الجيش السعودى  يجوبون مواقعهم بدون سلاح

وما هى الا ساعة واحده وانكشف الامر .

تسلل للجيش اليمنى من الاراضى السعوديه بأذن وسماح من المملكه السعوديه ، فتوحد الرائى  للمجاهدين وقرروا اقتحام جبل دخان وطرد الجيش اليمني الذى اصبح خلف ظهورهم ، فكان ذالك خلال ساعات فقط وطهر الجبل تماما ولم يبقى فيه فردا احدا من الجيش اليمنى. 

فارسلت السعوديه ضباطها كمفاوضين للنزول المقاتلين من الجبل ، وفعلا نزل المقاتلون بعد ان تم الاتفاق الموقع بعدم السماح لكائنا من كان ان يعتلى الجبل لمحاربتهم من خلفهم .

وفى اليوم التالى تفاجئ المجاهدين بإطلاق الرصاص الكثيف من سفح الجبل نفسه ، فأدرك الجميع انه تواطئ ومؤامره مكشوفه وخبيثه من قبل السعوديين مع سلطات صنعاء  ، الا انه لم تمضى ساعات على تطيهر الجبل من كامل القوة المتمركزه فى جبل دخان للمرة الثانيه .

فارسلت السعوديه كالعاده من يفاوض للنزول من الجبل ، لكن هذه المره بشئ من العجرفه والاستهتار بالمقاتلين  كوصفهم بالبزارين  (اطفال) وما الى ذالك من الالفاض  النابئه .

وكان المفاجئ للظباط السعوديين عندما تكلم احد المقاتلين الشباب قائلا بلهجته البسيطه :

اذا تشتوا جبلكم هذا  لا تتحدث معنا بهذا الموضوع  اذهب الى الملك عبد الله وكلمه يتفاوض مع السيد انتم لا امان لكم  بعد ان نقضتم عهد الله وميثاقه الذى قطعتموه على انفسكم ليلة البارحه

فستشاط ذالك الظابط غضبا وهو يقول من انتم حتى يفكر الملك فىيكم وحاول صعود الجبل مع مرافقيه فاوقفه شاب اخر ونصحه بالعوده من حيث اتى  ، لكنه تجاهل  اوليئك الفتيان واستمر فى صعود الجبل .

وبينما هم كذالك كان الامداد فى حالة توزيع وجبة الغداء على افراد المجاهدين المتواجدين

فما كان من احد الجنود السعوديين الا ان  اطلق النار  على واحد من افراد المدد وارداه شهيدا على الفور

فأزداد منسوب الخيلاء فى ضباط وعساكر السعوديين   وقال الظابط

نحن لسنا الجيش اليمنى وملكنا ليس   على سلته

سنقضى عليكم جميعا يا ………..وانهال سبا حتى ظهر من فمه مايشبه الزبد

وعلى الفور رفع الامر الى القياده واطلعوها بما حدث 

فكان الرد:  دافعوا عن انفسكم  بكل قوة

وبعد ذالك قام احد المجاهدين وبيده ار بى جى

ونصح الظابط للمرة الاخيره عودوا الى اماكنكم سالمين

قبل ان نخطف ارواحكم

قامة قيامة الظابط وهم ان يطلق النار هو ومرافقيه لكن ضربة الاربيجى كانت اسرع

ولولا ان سقط الظابط ارضا لكانت فى صدره  لكنها اتجهت لحسن حضه الى طقم مسلح كان ضمن عدد من الاطقم التى تتواجد خلف العساكر السعوديين

 وقتلت كل من عليه والتهمت النيران باقى الاطقم المسلحه  وهرع الباقون  هربا جريا على الاقدام تاركين ورأئهم اسلحتهم ، وقائدهم الذى يعانى ويكابد الأهوال بين ايدى بعض الفتية المقاتلين

كان المنظر مرعبا بغير ماتوقعه ذالك الظابط ومجموعته

وقال بصوت  خافت ومرتجف نحن اخوة مسلمون وجيران

فقام اليه احدهم وقال له وهذا الذى قتلتموه اليس مسلما قال بلى

لكن   الله  يلعن الشيطان  اللى يئلب  اولاد يعقوب على اخيهم يوسف

فقال له الم نسلم لكم الجبل البارحه  بعد ان وقعنا معكم اتفاقا وعهد ان لا نضركم ولا تضرونا قال نعم  لكن هذى اوامر الشياطين اللى فى الرياض

قال له اذهب  الى اولادك لقد عفونا عنك فلم يصدق ذالك الكرم

الذى اشعره بالحياة من جديد

وذهب وهو يتعثر  من شدة الرعاش الذى كان فى قدميه

وماهى الا لحظات حتى ازدحمت كل المواقع السعوديه بلاطقم والمدرعات  وخصوصا فى جبل الدود الاستراتيجى المطل على مناطق سيطرة المجاهدين 

وفى المقابل على جهة الحصامة  سيطرة القوات السعوديه على  مزارع لاحد المواطنين وحدث اشتباك بسيط واستشهد احد افراد المجاهدين المارين فى تلك المنطقه

وتحرك الطيران الذى كان يصم الاذان على مسافات منخفظه جدا

حينها كان المجاهدين لايمتلكون الا اعداد بسيطه من الاسلحه الخفيفه وقليل جدا من القذائف المتوسطه التى كانوا غنموها من الجيش اليمنى

كانت الحالة الماديه صفرا  اللهم الا ما تجود به ايادى الخيرين من ابناء محافظة صعده  الذين كانوا يبيعون خيرة اموالهم وما يمتلكون للتعاون مع المجاهدين ،

وكان المجاهدون بأعداد قليله بحيث يستطيع القائد او مشرف الجبهه ان يعرفهم باسمائهم واحدا واحدا

وكان الجميع من سكان المناطق المطلة على الحدود والمقاتلين يتسائلون كيف سنواجه حربا مع السعوديه الغنيه بعد حرب طويله اكلت الاخضر واليابس مع الجيش اليمنى  ونحن على تلك الحاله من الحصار المطبق  والتكتيم الاعلامى الرهيب 

فكان الجواب من سفح جبل الدود  المطل حين دوة صرخة المجاهدين من هناك معلنة

انه حان الجهاد وحان وقت الحشود والتعاون المضاعف فتوالت المجاميع وانتشر المجاهدين فى كثير من مواقع العدوان فسيطروا وشردوا ونكلوا بجيش السعودية المعتدى فى الجابرى والرميح والغاويه وحتى الى عمق مدينة الخوبه وغيرها  من المواقع

فى حين كانت المعركة على اشدها والتى لم تنقطع مع الجيش اليمنى فى المنزاله وصعده وسفيان

وفرجت الامور اكثر بكثير مما كنا عليه من حاله شديده ونحن نحارب الجيش اليمنى لوحده

وخرج المجاهدين انذاك من تلك الحرب منصورين مرفوعى الرؤس

ورفعت الهامة اليمنيه عاليا بين شعوب العالم وافتخر الجميع من ابناء الشعب اليمنى رغم وجود السلطة التى كثفة من عملياتها العسكريه اثناء تلك الحرب السعودية الظالمه

وهذا الذى يجب ان لا يذهب من البال وان يؤخذ بعين الاعتبار فى اى مواجهه مهما كانت قويه وعنيفه مهما كان حجمها  وتوقيتها من الداخل او الخارج .

فلسنا الا سببا للنصر ونحن خلف قيادة حكيمة استمدت حكمتها من الله الذى هو قائد المعركة ان صح التعبير وهو الجبار على السماوات والارض  له الملك وهو على كل شئ قدير .

التعليقات مغلقة.