saadahnews

صحيفة “المسيرة” في استطلاع لآراء عدد من أطباء الأطفال في العاصمة صنعاء حول انتشار أمراض الأطفال

| هاني أحمد علي:

يعدُّ القطاعُ الصحي في اليمن من أكبر القطاعات الحيوية والخدمية تضرراً جراء قصف العدوان للمئات من المستشفيات والمراكز الصحية في عموم مديريات الجمهورية، بالإضافة إلى الحصار الخانق الذي تسبب في انعدام الأدوية الضرورية لإنقاذ حياة الناس، لا سيما ذوي الأمراض المزمنة كالفشل الكلوي والقلب والسرطان وغيرها من الأمراض التي تصيب الأطفال وتودي بأرواحهم لم تكن لها أي وجود من قبل.

وما زاد من معاناة الشعب اليمني هو الانتشارُ المتسارعُ للكثير من الأمراض والأوبئة المنقرضة والتي عاودت الظهور مرة أخرى في اليمن كالحصبة والجدري والكوليرا والسل، وكل ذلك جراء العديد من العوامل أبرزها العامل الاقتصادي والفقر الذي تسبب به العدوان ومرتزِقته في حكومة الفارّ هادي بعد نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن وحرمان الملايين من الموظفين من الحصول على رواتبهم الشهرية منذ 3 سنوات، كما أن هناك عاملاً مهماً لعودة تلك الأمراض والأوبئة الفتاكة وهو الأسلحة البيولوجية والصواريخ والقنابل العنقودية المحرَّمة التي أطلقها تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على الشعب اليمني والتي تُقدر بأكثرَ من نصف مليون صاروخ وقنبلة بحسب إحصائيات رسمية لوزارة الدفاع.

وفي هذا الصدد التقت صحيفة “المسيرة” خلال استطلاعها الميداني بعدد من أطباء الأطفال للحديث عن ظاهرة انتشار الأمراض والأوبئة بشكل مخيف في أوساط الأطفال، فإلى المحصلة:

 

استمرار العدوان والحصار جعل اليمنيين عرضة للأمراض والأوبئة الفتاكة

أكد الدكتور محمد شجاع الدين -طبيب الأطفال في مركز العلفي الطبي بمديرية التحرير-، أن الحالات المرضية في أوساط الأطفال تزداد يوماً بعد يوم منها ما يكون خطيراً ومنها ما يكون عادياً.

ولفت الدكتورُ شجاع الدين في تصريح لصحيفة “المسيرة” إلى أن عيادته تستقبل يومياً ما يقارب 50 – 60 حالةً مرضية للأطفال وهذا رقم كبير جداً لم يسبق له مثيل، مبيناً أن استمرارَ العدوان والحصار على اليمن فاقم من الوضع الصحي وجعل المواطنين جميعاً عرضةً للأمراض والأوبئة الفتاكة.

ولم يستبعدِ الطبيبُ شجاع الدين أن يكون السببُ في انتشار الأمراض بشكل مخيف لدى الأطفال هو كمية الأسلحة التي صبها العدوان على هذا البلد منذ أربع سنوات وأثرت سلباً على صحة الناس، بالإضافة إلى الوضع المعيشي المتدهور والمتدني للأسرة اليمنية بعد أن حرمت من مصادر دخلها جراء قطع الرواتب ونقل البنك من العاصمة صنعاء إلى عدن، الأمر الذي جعل تلك الأسر تصرف النظر عن صحة أبنائها والتركيز فقط على لقمة العيش.

 

عودة الأمراض المنقرضة للظهور مرة أخرى

من جانبه أوضح الدكتور سعيد القرشي -طبيب الأطفال بمجمع معين الطبي في مديرية معين بأمانة العاصمة-، أن هناك حالات وفاة كثيرة في صفوف الأطفال نظراً لوصول تلك الحالات إلى المراكز الصحية في حالات خطيرة ومتقدمة وكذا تساهل الأهالي في البداية، مبيناً أن المركز يستقبل يومياً حالات جديدة لأمراض الكوليرا التي يشهد انتشارا كبيراً في العاصمة صنعاء.

وأشار الدكتور القرشي في تصريح لصحيفة “المسيرة” إلى أن مركز معين يستقبل يومياً العشراتِ من الأطفال المرضى وهذا رقم كبير مقارنة بالسابق، مؤكداً أن العدوانَ السعودي يتحمل المسئولية الكاملة لانتشار هذه الأمراض والأوبئة التي عادت مرة أخرى للظهور بعد أن كانت منقرضةً جراء استمرار القصف وتدمير البنية التحتية والمستشفيات والمراكز الصحية وتشديد الحصار على كُــلّ المنافذ البرية والبحرية والجوية ومنع دخول الأدوية الضرورية إلى اليمن.

ودعا طبيبُ الأطفال في مركز معين الطبي، المنظماتِ الدولية العاملة في مجال الصحة لا سيما منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود إلى بذل المزيد من الجهود في سبيل إنقاذ حياة الأطفال، وتزويد جميع المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية بالأدوية الضرورية والهامة للأطفال؛ كون الكثير من العائلات اليمنية باتت عاجزةً عن شراء الأدوية لإنقاذ حياة أطفالها؛ بسببِ الحالة الاقتصادية الصعبة التي وصل إليها الشعبُ اليمني.

التعليقات مغلقة.