saadahnews

عامٌ على مجزرة أطفال ضحيان.. ماذا حدث بعد ذلك

أمل المطهر

عامٌ مر على تلك المجزرة المروعة التي استهدف فيها العدو السعودي الأمريكي أطفالاً صغاراً في مدينة ضحيان لم تكتمل أحلامُهم ولم تَنْمُ أجسادُهم ليتحملوا كُــلّ ما صب عليهم من حقد وغل أسود.

استهدفوا بقنبلة محرمة قطعتهم اشلاء متناثرة في الهواء.

أجساد ضعيفة غَضَّةٌ لم تكن بحاجة لذلك الحجم من الاستهداف الخبيث.

ما زالت تلك المشاهد المؤلمة عالقةً بذهني، ما زالت أصواتُ الآباءِ المفجوعين في فلذات أكبادهم تتردد على مسامعي.

(يوسف يا يوسف) صوتُ أبٍ ممزوج بحرقة وفجيعة وألم تعجز عن حملها الجبال فكيف بالقلوب التي هي من لحم ودم.

لكن ماذا بعد كُــلّ هذا الوجع؟!! وهذه المجزرة ماذا بعد ذلك هل توقفنا وظللنا نكابد أوجاعنا كما أراد لنا عدونا؟

هل انكسرنا أَو دفنا عزائمَنا مع أجساد أولئك الصغار؟

ماذا حدث بعد ذلك أيها العالم المنافق؟!!

أعتقد أن عدونا هو أكثرُ من يعلم ماذا حدث بعدها!!!

الذي حدث بعدها هو أن تلك الأشلاء الصغيرة المتناثرة في الأرجاء وتلك الدماء التي سفكت ظلما وعدوانا صارت سيولاً جارفة وحمماً متوقدة تلتهم الطغاة وتشحذ همم الرجال والنساء لاقتلاع ذلك الطغيان من جذوره بلا تهاون.

وَبحجم ذلك الوجع وَبكِبَرِ تلك الفاجعة صارت كُــلّ أرضنا متارس وكل خطوة جهاد وكل نظرة هدف وكل شهقة وزفرة وعيد وثبور.

الذي حدث أن تلك الدماء أصبحت وقودا للصواريخ تقودها تطير معها بقوة حقها متجاوزة كُــلّ دفاعاتهم وتتفجر غضبا وإنتقام.

الذي حدث أن أرواحهم حلقت في سمائهم ومع كُــلّ طائرة مسيرة ترصدهم وترميهم بحجم فاجعة الرحيل والوجع ومع تعالي ضحكاتهم البريئة التي أصبحت ترافق الغيوم.

الذي حدث أن مفاجآتنا أصبحت تزورُهم بين الحين والآخر لتذكرهم بجرمهم وتتوعدهم بالمزيد من الضربات الموجعة في عقر دارهم بكل أصرار وتحدٍّ.

هذا ما حدث وما يحدث وما سيحدث بعد مجزرة ضحيان وبعد كُــلّ المجازر التي يرتكبونها وسيرتكبونها في حق أبناء الشعب اليمني البطل.

فلن يجدوا في قاموسنا مصطلحَ الانكسار أَو مجال لليأس أبداً.

فنحن شعب لا ننام ولا يغمض لنا جفن وثأرنا ما زال معلقاً في رقابنا حتى ننتزع روح المعتدي من بين أضلاعه انتزاعا.

وهذا ما يتجرعونه الآن من ضربات المسيّر والمجنّح وما زلنا في بداية الطريق وصراخهم وعويلهم يزداد يَوماً بعد الآخر.

أما أطفال ضحيان فأصبحوا أيقونة التحدي والصمود وشموع تضيئ دربنا لنعرف كيف ومن أين نرميهم ونوجعهم وما زال لدينا مزيد.

التعليقات مغلقة.