saadahnews

تحوُّلٌ يمني استراتيجي: من “ولّاعة” إلى صواريخ فرط صوتية و”متعدّدة الرؤوس”

استهداف موانئ الحديدة من أقصى شمال البحر الأحمر بسلاح البحرية “لم يكن ميزةً هجومية، بقدر ما كان خيارًا اضطراريًّا.. واعترافًا بحجم المخاطر من الاقتراب”

 

 

 

 

خاص| عباس القاعدي | المسيرة نت: أحدثت القدراتُ العسكرية اليمنية “ثورةً حقيقية وغيَّرت المعادلة العسكرية بشكل جذري”، بدءًا من نظام “الولاعة” ضد الدبابات الأمريكية والسعوديّة، وُصُـولًا إلى الصواريخ الفرط صوتية والأسلحة البحرية.

 

وتُعد القدرات والأسلحة اليمنية من أبرز عناصر الردع في مواجهة الولايات المتحدة، حَيثُ حول اليمن حاملات الطائرات الأمريكية من أدَاة للهيمنة والتهديد إلى وسيلة تؤدي إلى الفشل وتعزز الإحباط؛ مما جعلها خارج الحسابات الأمريكية الرادعة تمامًا، ودفع الأمريكيين للبحث عن استراتيجيات بديلة أقلَّ تكلفةً وأكثرَ فعالية. وعلاوة على ذلك، فقد أثبتت الطائرات الشبحية والقاذفات الاستراتيجية عدم جدواها أمام منظومات الدفاع الجوي في اليمن.

 

 

 

انهيارُ حلف الهيمنة من إرهاصات زوال الكيان:

 

وفي هذا الشأن يقول الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي، العميد مجيب شمسان: “اليمن قلبت المعادلة في البر والجو والبحر”، مؤكّـدًا أن تداعيات ذلك ستكون وخيمة على كيان العدوّ الصهيوني، الذي وصفه بـ “ربيب الغرب الإمبريالي من الحلف المقدس منذ عام 1815م”، مُشيرًا إلى أن “انهيار هذا الحلف، وحلف أسبيدس الأُورُوبي” و”حلف الازدهار الأمريكي” ومنظوماتهم الدفاعية داخل أراضي فلسطين المحتلّة، يعني أن “إرهاصات زوال الكيان باتت أقرب من أي وقت مضى”؛ نظرًا لتنامي عناصر القوة اليمنية وإدراك الجميع لعوامل المشروع الصهيوني الذي يشكل خطرًا على البشرية”.

 

ويؤكّـد في حديثة لقناة” المسيرة” الفضائية، أن القوات المسلحة اليمنية “نجحت في فرض تطور أمني أفقد كيان العدوّ أهم عناصر تفوقه المتمثل في سلاح الجو، الذي يعتبر ركيزة في عقيدته العسكرية، وهذا يفقد كيان العدوّ الصهيوني هذه الميزة بفضل نتائج الردع اليمني”.

 

 

 

ردع بحري ودفاع جوي يُخشَى:

 

ويوضح شمسان، أن “معادلة الردع اليمني، تمثلت في الردع البحري ونتائج المواجهة البحرية مع الأساطيل الأمريكية، التي أجبرت حاملات الطائرات على الهروب والابتعاد عن منطقة العمليات بمسافة لا تقل عن 800 إلى 1000 كيلومتر من أقرب نقطة للسواحل اليمنية. واعتبر ذلك ردعًا بحريًّا على أقوى أسطول بحري في التاريخ والعالم”.

 

وتساءل عن إمْكَانيات كيان العدوّ الصهيوني مقابل ما يملكه الأمريكيون، مُشيرًا إلى أن كيان العدوّ الصهيوني أُجبر على استخدام الأسلحة البحرية خوفًا من تنفيذ تحذيرات المشاط بأن طائراته ستصبحُ مسخرة”. وأكّـد أن هذا كان “نتيجة عمليات سابقة تحدث عنها الأمريكيون حول تفوق القدرات الدفاعية اليمنية، لدرجة أنها أجبرت طائرات “إف-35″ على إجراء مناورات حادة لتفادي صاروخ كاد يصيبها”.

 

ويؤكّـد أن لجوء كيان العدوّ الصهيوني لاستخدام الأسلحة البحرية من شمال البحر الأحمر، عبر سفينة حربية، هو اعترافٌ بحجم المخاطر من الاقتراب، واعتراف بمدى فاعلية الردع البحري اليمني ونتائج المواجهة مع الأسطول الأمريكي”.

 

 

 

تنسيق مشترك:

 

ويؤكّـد شمسان أن هناك تنسيقًا عاليًا جِـدًّا بين القوات المسلحة اليمنية وقيادة حركات المقاومة داخل قطاع غزة، حَيثُ يتحدث كيان العدوّ الصهيوني نفسه عن توازي عدد الصواريخ المطلقة من اليمن وقطاع غزة (47 صاروخًا من كُـلّ جهة).

 

وبيَّن أن اليمن، التي كانت جبهة هامشية، أصبحت اليوم في مركز المواجهة وعلى رأس الحربة فيما يتعلق بالتهديدات الوجودية لكيان العدوّ الصهيوني.

 

ويوضح أن اليمن قلبت المعادلات على الأمريكيين وكيان العدوّ الصهيوني، حَيثُ كان الطيران يمثل “أهمَّ نقاط قوة كيان العدوّ، لكن تحذيرات الرئيس المشاط أرغمت كيانَ العدوّ الصهيوني على التخلي عن أهم عناصر عقيدته العسكرية وتفوقه الجوي، ومنعته من الاقترابِ من السماء اليمنية”.

 

منوِّهًا إلى أن استهداف كيان العدوّ الصهيوني لموانئ الحديدة من أقصى شمال البحر الأحمر عبر استخدام سلاح البحرية “لم يكن ميزة هجومية، بقدر ما كان خيارًا اضطراريًّا”، وهو يشهد في الوقت ذاته على فاعلية الردع اليمني الذي تجاوز الجغرافيا ليفرضَ ردعًا استراتيجيًّا على مستوى المنطقة.

 

 

 

حصار متعدد الأبعاد:

 

وتحدث شمسان عن امتداد الحصار الذي يفرضه اليمن على كيان العدوّ الصهيوني ليشمل الحصار البحري المزدوج، من ميناء أم الرشراش وُصُـولًا إلى ميناء حيفا، والحصار الجزئي والنجاح في مطار اللّد، والاتّجاه نحو فرض الحصار الكلي على المطار، وإجبار شركات الطيران على إلغاء رحلاتها، إضافة إلى الحصار السياسي والاقتصادي، عبر فرض تحذيرات على الكيانات السياسية والاقتصادية.

 

ويؤكّـد أن “الحصار المتعدد الأبعاد يزيد الضغط على كيان العدوّ الصهيوني؛ لأَنَّه لم يعد قادرًا على تقديم رواية مقنعة للجبهة الداخلية بشأن اعتراض الصواريخ، خَاصَّةً مع دخول شركات الطيران والملاحة الجوية التي تتطلب بيئة آمنة ومستقرة. وهذا الوضع ينعكس على الجبهة السياسية وشركات الطيران والكيانات الاقتصادية التي تواجه خطرًا حقيقيًّا”.

 

 

 

صواريخ متعددة الرؤوس:

 

يواجه كيان العدوّ الصهيوني –بحسب شمسان- عجزًا في تغطية مخزونه من صواريخ منظومة “حيتس”؛ بسَببِ الاستنزاف الكبير وكلفتها الباهظة (من 12 إلى 14 مليون دولار للصاروخ الواحد)، مبينًا أن سقوط شظايا القبة الحديدية على منازل المغتصبين، يدل على حالة مهترئة جِـدًّا بالنسبة لوضع كيان العدوّ الصهيوني الدفاعي.

 

ويؤكّـد أن عدم قدرة كيان العدوّ الصهيوني على تحديدِ نوع الصاروخ اليمني، ووصفه بأنه “متعدّد الرؤوس” رَغم أنه لم يُستخدم بعد، يكشفُ العجزَ الكاملَ في تحديد نوعية الصاروخ، ووصول الصاروخين إلى هدفهما وتحقيقهما للأهداف المطلوبة.

 

وفيما يتعلق بالمرحلة القادمة، أكّـد شمسان أن تحذيرات الرئيس المشاط، والتي سبقتها رسالة من رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية إلى المقاومة الفلسطينية، تؤكّـد أن “الصواريخ المتقدمة لم تُستخدم بعدُ”. وهذا يعني كارثةً كبرى لكَيانِ العدوّ الصهيوني إذَا لم تدرك الكياناتُ السياسية والقنصلية والسفارات أن التهديداتِ اليمنيةَ ليست للاستهلاك الإعلامي، وإنما للتنفيذ.

 

وختم بالتحذير من أن التعامل مع الصواريخ متعددة الرؤوس، في حال تم استخدامها، سيجعل مساحة الخطر كبيرة جِـدًّا؛ لأَنَّ قذائفها غير موجَّهة وستسقط على أماكن متعددة داخل أراضي فلسطين المحتلّة، بما في ذلك السفارات والقنصليات والشركات؛ داعيًا الكيانات المعنية إلى أخذ هذه التحذيرات على محمل الجِد؛ لأَنَّ من يتجاهَلْها سيتحملِ العواقب.

التعليقات مغلقة.