موجات الغضب الصاروخية الإيرانية تنهال على مواقع العدوّ الصهيوني
مجدّدًا تتكرّر العمليات الصاروخية الإيرانية على كيان العدوّ الإسرائيلي، حَيثُ شهدت الأراضي المحتلّة، خلال الساعات الـ 24 الماضية، إطلاق موجات من الصواريخ والمسيّرات استهدفت بشكلٍ رئيسي القلب والوسط، وتحديدًا مناطق يافا “تل أبيب الكبرى” ومدينة “هرتسيليا”.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن الموجة التاسعة من الصواريخ والمسيرات الانقضاضية أصابت مناطقَ مهمة وحساسة، وارتبطت بشكلٍ واضح بالمراقبة المُستمرّة التي تقومُ بها إيران لاستهداف الكيان.
وفقًا لخبراءَ عسكريين؛ فإن العمليات الجديدة تأتي مدروسةً وموجَّهةً بشكلٍ كبير ومختلفة لما كانت عليه منذ بداية المواجهة؛ إذ تركَّزت على مناطقَ حساسة مثل “مَجْمَع وزارة الحرب ومؤسّسات الحكم”، ومركَزَين استخباريين رئيسيَّين هما: “أمان” و”الموساد”.
بالإضافة إلى استهداف مدن منها “بيتيح تكفاه، بني براك، وريشون لتسيون، ورمات غان”، وكان لمدينة “هرتسيليا” القريبة من يافا، النصيب الأكبر من الاستهداف.
وتعتبر “هرتسيليا” ذات أهميّة خَاصَّة؛ كونها مرتبطة بمؤتمر “هرتسيليا”، وهو مؤتمر سنوي يُعقَدُ فيها، ويضم مركَز الأبحاث والسياسات الخاص بالمؤتمر، والذي يعد من أهمِّ مراكز الأبحاث السياسية والأمنية التي تعتمد عليها حكومةُ العدوّ الإسرائيلي في وضع خططِها السياسية والأمنية على مستوى الكيان.
وتأسَّس المركَزُ في عام 1994م، ولديه أكثرُ من ألف عالم وباحث أكاديمي، وأكثر من 8000 من الطلاب المسجلين حَـاليًّا، بما في ذلك 2000 طالب أجنبي من 86 بلدًا من جميع أنحاء العالم، ويُصنَّفُ المؤسّسةُ الأكاديمية الأنجحُ في (إسرائيل) وخارج الولايات المتحدة.
وإلى شمالي يافا المحتلّة، حَيثُ أعلنت مصادرُ دفاعية إيرانية عن رصدها مصرعَ عدد كبير من الضباط والقادة الكبار في أجهزة الاستخبارات التابعة للكيان الصهيوني، إثر الهجوم الصاروخي الذي نفّذه الحرسُ الثوري صباح اليوم على مراكزَ أمنية واستخباراتية.
وأكّـدت سقوطَ عدد كبير من ضباط وضباط الصف في تلك الأجهزة، بينهم شخصياتٌ رفيعة المستوى في هرم القيادة الأمنية والاستخبارية لكيان العدوّ.
كما وصلت الموجةُ العاشرةُ إلى أجزاء متفرقة؛ إذ أظهرت الصورُ ومقاطعُ متداولة، انقطاعَ حركة خطوط نقل مهمة كانت تمر عبر وسط الكيان، خَاصَّةً من “تل أبيب الكبرى”، مثل خط رقم 20 وخط رقم 4، التي تربط المدينة بمناطق الشمال، بما في ذلك “قيسارية”، وتمر عبر مناطق سكنية مهمة مثل “بني براك”، حَيثُ يُعتقد أن المجرم نتنياهو يقيمُ فيها.
وأشَارَت تقارير عبرية إلى أن حوادثَ وحرائقَ متعددة ترافقت مع العمليات، بالإضافة إلى إصاباتٍ في وسائل النقل الأَسَاسية؛ ما يعكسُ الإصرارَ الإيراني على استهداف البنى التحتية الحيوية.
وألمحت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن الصواريخ الإيرانية أصابت شيئًا مرتبطًا بالجيش أو الاستخبارات في محطة الحافلات داخل “هرتسيليا” في فلسطين المحتلة اليوم، لكنها تقول إنها لا تستطيعُ إعطاءَ أية تفاصيل بسبب “الرقابة الإسرائيلية”.
وذكرت التقارير أنهُ تم استهدافُ خطوط النقل المهمة، وبات هناك تركُّزٌ كبير في مناطقَ تقع ضمن “تل أبيب الكبرى ومطار اللُّد”، المطار الأهم بالنسبة للكيان على صعيد ربطه بالخارج، الذي بات متوقفًا تمامًا عن العمل لليوم الخامس تواليًّا.
خطوط وشبكات النقل والمسارات الأَسَاسية تضررت، وباتت جميعها تتكتل في الوسط، ومنها الخطوط التي تتفرَّع باتّجاه الشمال لا سِـيَّـما “نهاريا وعكا وحيفا”، وَأَيْـضًا إلى الجنوب من “عسقلان” وُصُـولًا إلى أقصى الجنوب في “بئر السبع”، وسط تكتمٍ شديد، حدَّ التقارير العبرية.
وفرض جيش العدوّ حظرَ النشر على كُـلّ المناطق المستهدَفة، وطلب من المستوطنين الصهاينة عدمَ التصوير أَو نشر الصور والمشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي؛ للحفاظ على سرية العمليات، حَــدَّ زعمِه.
ومع ذلك، تم الكشفُ اليوم عن توقُّفٍ كامل لمحطة التوزيع الرئيسية في حيفا، التي تتولى توزيع النفط والغاز الطبيعي داخليًّا وخارجيًّا؛ إذ خرجت عن الخدمة نتيجةَ الاستهداف مساء الاثنين؛ ما يؤثّر على إمدَادات الطاقة داخل الكيان.
ومع استمرار العمليات، من المتوقع أن يتم الكشف عن أهداف إضافية تمت إصابتها، ومع تزايد أهميّة توقيت هذه العمليات التي تأتي في ظل ظروف أمنية متوترة، تُظهِرُ إيران مدى قدرتها على استهداف البنى التحتية الحيوية للعدو بشكلٍ مدروس ومنسق.
جديرٌ بالذكر أن كيان العدوّ الصهيوني، وفي ظل رقابة إعلامية مشدّدة وحظر صارم على تداول المعلومات، يمنعُ نشر أية تفاصيل تتعلق بمواقع الاستهداف وحجم الخسائر أَو أسماء القتلى، ولا يزال يفرضُ تعتيمًا كاملًا على نتائج هذه العمليات.
التعليقات مغلقة.