تحت شعار “هيهات منا الذلة”: حرائرُ اليمن يخرجن في 75 ساحة إحياءً لذكرى عاشوراء
إلى جانب شقيقِها الرجلِ الذي ملأ الساحاتِ على طريق الحسين، كانت المرأةُ اليمنيةُ الثائرةُ على الموعد في ذكرى عاشوراء، ملبيةً داعيَ الإيمان والعقيدة، ومستمدةً روحَ الثورة والكبرياء من زينب ورقية وخولة وباقي ثائرات كربلاء العظام.
حَيثُ شهدت العاصمة صنعاء اليوم الأحد، ومختلف المحافظات والمديريات، خلال الـ 48 الساعة الماضية، مسيرات نسوية حسينية حاشدة، في أكثر من 75 ساحة، حملت شعار “هيهات منّا الذلة”.
ومن أمانة العاصمة، حَيثُ الحشد النسائي الكربلائي الأكبر، تقاطرت الحرائر من كُـلّ المديريات إلى ساحة جامع الشعب، رافعات الرايات الحسينية الثورية التحرّرية.
وشهدت المسيرة فقرات متعددة استعرضت جوانبَ من مأساة كربلاء، ذكرى استشهاد الإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، مشيرةً على أن الحادثة لم تكن مُجَـرّد حدث تاريخي يتعلق بظروف وملابسات وقعت في مرحلة وزمن معين وإنما كان حدثًا مهمًّا للأُمَّـة ودينها، وماضيها وحاضرها ومستقبلها.
وتطرقت إلى دلالات يوم عاشوراء وأسبابها وتأثيراتها الممتدة في واقع الأُمَّــة حتى اليوم، مؤكّـدة أن اليمن سيظل متمسكًا بالقيم والمبادئ التي حملتها ثورة الإمَـام الحُسَين لنصرة الحق والسير على نهجه في الانتصار لقضايا الأُمَّــة.
التاريخ يُعيد ذاته:
في محافظة صنعاء، شهدت 22 ساحة مركزية مسيراتٍ حسينية نسوية حاشدة، في مديريات بني حشيش وهمدان وسنحان وبلاد الروس وصنعاء الجديدة ومناخة وبني مطر والحيمتين وخولان وأرحب ونهم، أكّـدت الحرائر فيها أن الإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- واجه تدجين وتحريف الطغاة لمنهج رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”.
وفي المسيرات لفتت الحرائر إلى أن التاريخ يُعيد ذاته على الجميع في معرفة منهجية الإمَـام الحُسَين وآل البيت “عليهم السلام”.
واعتبرت إحياءَ ذكرى عاشوراء محطة لاستحضار هذه الحادثة الأليمة بحق آل بيت رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم، بكل ما تحملُه من عِبَرٍ ودروس لأبناء الأُمَّــة.
وإلى محافظة ذمار، فقد خرجت الحرائر في 6 مسيرات، بمدينة ذمار، ساحة الملعب الرياضي، وفي مديريات الحداء وعنس وجهران وضوران، ليجددن العهد والولاء للإمَـام الحُسَين والسيدة زينب وباقي ثائرات كربلاء المؤمنات.
وأشَارَت كلمات وفقرات وهتافات حرائر ذمار، إلى أهميّة إحياء هذه الذكرى لاستلهام الدروس والعبر من سيرة الإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، والسير على نهجه في التضحية والفداء ومواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي.
ثورةٌ ضد الطغيان:
مسيراتٌ حسينيةٌ تطرقت إلى جوانب من مناقب الإمَـام الحُسَين ومواقفه وثورته ضد الطغيان، ودلالات هذه الذكرى في تعزيز الصمود والثبات في مواجهة أعداء الأُمَّــة ورفض مشاريع الهيمنة والوصاية والانبطاح والذل.
وفي تهامة الوفاء، خرجت حرائر محافظة الحديدة في 6 ساحات في “مدينة الحديدة، ومديريات باجل والضحي والمنصورية والدريهمي وبيت الفقيه”، في مسيراتٍ أكّـدت بدورها أهميّة إحياء الذكرى واستلهام الدروس والعِبر منها؛ لما تمثله من منهجية تحرّرية للوقوف في وجه الطغاة والمستكبرين ورفض الذل والخنوع.
وحثت فقرات وكلمات المسيرات على ضرورة التأسي بسيرة وثورة الإمَـام الحُسَين، في تعزيز الصمود والثبات ومواجهة طواغيت العصر ونصرة ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة حتى دحر العدوّ الصهيوني الأمريكي.
مُرورًا من السهل التهامي إلى محافظة ريمة، خرجت حرائر المحافظة في ساحتين حاشدتين بمديريتَي الجبين وبلاد الطعام.
وقد اعتبرت كلمات وفقرات المسيرتين ذكرى عاشوراء، حدثًا مهمًا في تاريخ الأُمَّــة وجهادها ووقوفها في مواجهة قوى الكفر والعدوان والاستكبار العالمي، داعية إلى السير على درب أعلام الهدى والأمّة لتغيير واقعها.
ونوّهت إلى أن الأسبابَ التي جعلت الأُمَّــة تقتلُ عظماءها جيلًا بعد جيل هو الانحرافُ الذي حصل بعد وفاة رسول الله والتنحّي عن اتِّباع من أوصانا به رسول الله في حديث الثقلين، وفي حديث الغدير.
وإلى إب الخضراء، خرجت ثائراتُ اللواء الأخضر في أربع ساحات بمديريات مركز المحافظة محافظة “ساحة المركز الثقافي وفي مديريات القفر ويريم والسبرة”، مؤكّـدات أن الذكرى محطة مهمة لاستنهاض الأُمَّــة وتحريكها للتحرّر من جبروت أعدائها.
وقد ألقيت في المسيرات، كلمات أشَارَت إلى ضرورة استلهام الدروس والعِبَر من حياة وتضحية وشجاعة الإمَـام الحُسَين في مواجهته للظلم والطغيان، وعكسها على الواقع الذي تعيشه الأُمَّــة في مواجهة قوى الغزو والاحتلال، مؤكّـدةً أهميّة التمسك بالنهج المحمّدي، وعدم التخاذل في التصدّي لطغاة هذا العصر: أمريكا و”إسرائيل”.
وبالتزامن مع ذلك خرجت حرائرُ تعز الحالمة، ساحةً واحدةً في مديرية التعزية، قاعة المركز الثقافي (بيت الشباب والرياضة)، ربطت الحاضراتُ فيها جوانبَ من فاجعة كربلاء ومأساة الأُمَّــة في مظلومية آل بيت الرسول، وما يتعرض له الشعبُ الفلسطيني من مظلومية بجرائم في ظل صمت عربي معيب.
وتناولت كلماتُ وفقرات المسيرات دروس وعظات المدرسة الحسينية والسير على درب أعلام الأُمَّــة في تصحيح واقع الأُمَّــة وكيفية خروجها من الذل والوصاية.
وفي محافظة الجوف، التي شهدت 4 مسيرات، أكّـدت حرائر المحافظة أن الشعب اليمني يُحيي ذكرى عاشوراء بالتزامن مع موقفه الداعم والمناصر للشعب الفلسطيني في ثورته ضد المستكبرين، هو يجسد الاقتدَاء الحقيقي بالإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-.
وفي المسيرات التي احتضنتها المديريات، اعتبرت الحرائر في فقرات وكلمات المسيرات إحياء الذكرى تجسيدًا للارتباط بسيد الشهداء والمنهج الذي تحَرّك على أَسَاسه، مؤكّـدات أن الشعب اليمني اختار السير على خطى الحسين في مواجهة قوى الظلم والطغيان.
وفي ربوع محافظة حجّـة، خرجت الحرائر في 6 مسيرات بمديريات المدينة والشاهل وساحتين بالمحابشة، ومديريتَي المفتاح وكشر، مردّدات الهتافات الحسينية الثورية الصاخبة ضد قوى الاستكبار والاستعمار.
وأكّـدت كلمات وفقرات المسيرات، ثبات الإمَـام الحُسَين على الحق والوقوف في وجه الطغاة والظالمين وإصلاح الاعوجاج الذي حَـلّ بالأمة الإسلامية.
وأشَارَت إلى أن الشعب اليمني يمثل الخط الحسيني بوقوفه إلى جانب مظلومية غزة، التي تتعرض اليوم لأبشع الجرائم من قبل العدوان الصهيوني.
للخروج من دائرة التفريط علينا التمسك بأعلام الأُمَّــة:
وفي صعدة الثورة، ومنبع المشروع القرآني التحرّري، خرجت حرائر المحافظة في 9 ساحات حسينية في مديريات “صعدة والصفراء وساقين ورازح وحيدان ومجز”، أكّـدن فيها أن من أعظم الدروس والعبر من ذكرى استشهاد الإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، الخروج من دائرة التفريط بأعلام الأُمَّــة والتمسك بهم وبنهجهم الصحيح.
ولفتت فقرات وكلمات المسيرات، إلى أن التقصير من قبل أبناء الأُمَّــة في ذلك الوقت، ساهم في قتل الإمَـام الحُسَين.
وأوضحت أن واقع الأُمَّــة اليوم شبيه بخذلان الإمَـام الحُسَين في يوم عاشوراء واستشهاده من قبل طغاة عصره، في إشارة إلى ما يكابده الشعب الفلسطيني المظلوم.
ومن صعدة الثورة إلى محافظة المحويت وجبالها الشاهقة، حَيثُ خرجت حرائر المحافظة في مسيرتين حاشدتين بالمدينة ومديرية شبام كوكبان، استعرضت أبرز المحطات والمواقف في حياة الإمَـام الحُسَين وخروجه ضد طغيان وجبروت بني أمية الذين حرّفوا الدين وشوَّهوا منهجه وتكبّروا وتجبروا على أبناء الأُمَّــة.
وأكّـدت الكلمات والفقرات أن الإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- قدّم روحه فداء للدين ودفاعًا عن المستضعفين ونصرة للقرآن الكريم الذي مزقه طغاة بني أمية، مندّدة بالتخاذل العربي والإسلامي إزاء استمرار الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، مؤكّـدةً أهميّة إحياء هذه الذكرى للتعبير عن الموقف المبدئي ضد الظلم والظالمين في كُـلّ زمان ومكان والتمسك بنهج الإمَـام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- والاعتزاز في مقارعة الظلم.
وإلى محافظة البيضاء الأبية، احتشدت حرائر المحافظة إلى ساحة مدرسة بلقيس بمدينة رداع، في مسيرة حاشدة، أكّـدت مواصلة السير في ثورة المؤمنين المستضعفين ضد المستكبرين والطغاة.
واستعرضت المسيرة جوانبَ من الاختلالات التي أصابت الأُمَّــة الإسلامية ومحاولات أعدائها للنيل من رموزها وقادتها ومقدساتها، مؤكّـدةً أن سبب انحراف الأُمَّــة الإسلامية عن الدين الصحيح هو ابتعادها عن رسول الله وآل بيته.
ولفتت إلى أن أيةَ قوة في العالم لن تستطيع إثناء أهل اليمن عن تمسكهم بمبادئ ونهج الرسول الكريم وآل بيته عليهم السلام.
إلى ذلك خرجت حرائر محافظة عمران، بـ3 مسيراتٍ نسوية حسينية حاشدة، حثت على مواصلة الصمود والسير على نهج الإمَـام الحُسَين في التضحية والفداء والصبر لمواجهة أعداء الأُمَّــة ونصرة الشعب الفلسطيني.
وأشَارَت حرائر محافظة عمران إلى أن استشهاد سبط رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم” فاجعة حلَّت بالأمة الإسلامية، غير أنها مَثَّلَت محطةً مهمةً تستنهضُ الأُمَّــة وتنتشلُها من جبروت أعدائها.
التعليقات مغلقة.