saadahnews

عاصمة الصمود تودع قادتها: في مشهد مهيب، اليمن يشيّع كوكبة من شهدائه ويجدد العهد على طريق القدس

في يوم مهيب وعظيم، تحولت العاصمة صنعاء إلى ساحة للملحمة الإيمانية، حيث احتشدت الجماهير الغفيرة في ميدان السبعين منذ الصباح الباكر اليوم الاثنين، للمشاركة في مراسم تشييع شهداء الأمة، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الشهيد أحمد غالب الرهوي ورفاقه من الوزراء.

 

 

وقد عكست هذه الفعالية الجماهيرية غير المسبوقة، والتي أُقيمت في ساحة كانت تُجهز للاحتفال بالمولد النبوي، حالة من التلاحم الفريد بين الشعب اليمني وقيادته.

 

وقد بدأ التشييع بصلاة على جثامين الشهداء في جامع الشعب، لتتجه بعدها الحشود في موكب مهيب إلى ميدان السبعين، حيث سيتم مواراة الجثامين الطاهرة الثرى في روضة الشهيد صالح الصماد، وقد وصف الحاضرون المشهد بأنه يشبه إلى حد كبير اليوم الذي شُيّع فيه الرئيس الشهيد صالح الصماد، في دلالة على حجم التضحية والإصرار.

 

لقد كان الحضور الجماهيري كان في تزايد مستمر، حيث امتلأت الساحة بالكامل، كما وصلت وفود من مديريات العاصمة والمحافظات المجاورة، وحتى من المحافظات الجنوبية، التي ينتمي إليها ثلاثة أو أربعة من الشهداء.

 

لم يكن هذا التشييع مجرد مراسم وداع، بل كان إعلاناً جديداً للوفاء والالتزام بالقضية الفلسطينية، فبينما كانت الساحة تُعدّ لاستقبال الاحتفال الأكبر بالمولد النبوي، تحولت فجأة إلى ساحة لتوديع كوكبة من الوزراء الذين قضوا “على طريق القدس ذاتها”.

 

وفي هذا الصدد، أكد المشيعون أن هذه التضحيات تُعتبر “أعظم وأطهر وأكبر ثلة من الشهداء التي تقدمها حكومة رسمية على هذا الطريق”، وأنهم قضوا نيابة عن ملياري مسلم، ليرفعوا راية العروبة والإسلام والقضية الفلسطينية.

 

وأشاروا إلى أن الشعب اليمني “اختار نصرة فلسطين” و”مستعد لتقديم التضحيات” في سبيلها، كما قال الشهيد أحمد الرهوي رئيس الوزراء، وكأنه كان يستشرف هذه اللحظة، وهو ما أكده أيضاً السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطاب التعزية أمس الأحد، حيث وصف هذه التضحية بأنها “ليست خسارة”، بل هي “موقف مشرف” يتوج فيه اليمن رصيده الكبير في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

 

وأكد المشاركون في التشييع أن دماء الشهداء ستكون وقوداً لمزيد من الصمود والمقاومة، وأن الشعب اليمني، بإيمانه وحكمته، قادر على مواصلة الطريق، وأن تضحيات قادته ستكون مصابيح تُنير له درب الكرامة والانتصار.

التعليقات مغلقة.