saadahnews

41 مسيرة شعبية حاشدة في صعدة لدعم غزة وتحدي الاستباحة الصهيونية

 

شهدت محافظة صعدة، صباح اليوم الجمعة، توافد شعبي غير مسبوق للمواطنين من أجل المشاركة في المسيرات الحاشدة التي احتضنتها الساحة المركزية و41 ساحة أخرى في مختلف المديريات، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، تحت شعار “وفاء للشهداء .. لن نتراجع في إسناد غزة مهما كانت التضحيات”.

 

 

وبحسب مراسل قناة المسيرة في صعدة، علي الشرقبي، فإن هذه المسيرات تأتي استجابة لدعوة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وتأكيدًا على الوفاء للشهداء، بالإضافة إلى إعلان الجهوزية الكاملة لمساندة أبناء غزة في ظل القصف الصهيوني المستمر ومحاولات التهجير القسري.

 

وتتميز المشاركة الشعبية هذه المرة بأنها تعكس مستوى عالٍ من الوعي والإصرار، حيث والمواطنون المشاركون في مسيرات اليوم، الذين سبق لهم المشاركة في مسيرات مليونية الأسبوع الماضي بمناسبة المولد النبوي الشريف، يدركون أهمية الخروج في هذا التوقيت الحرج الذي يسعى فيه العدو الصهيوني وداعمته الولايات المتحدة إلى نشر ثقافة الاستباحة في المنطقة.

 

وأشار الشرقبي إلى أن الساحات في صعدة شهدت حضورًا من مختلف شرائح المجتمع، من كبار السن إلى الشباب والأطفال، وحتى الجرحى والمعاقين، مما يؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية جامعة لكل اليمنيين.

 

وأكد المشاركون في مسيرات صعدة، أنهم لا يكتفون بالمساندة اللفظية، بل هم على استعداد للانضمام إلى مراكز التدريب والتعبئة لخوض أي معركة تتطلبها المرحلة، وأن صوتهم في المسيرات هو مكمل للصواريخ والطائرات المسيّرة التي تستهدف العدو.

 

واعتبروا أن هذه المسيرات هي تحدٍ مباشر لسياسة الاستباحة التي يحاول العدو فرضها على الأمة، مشيرين إلى أن الخروج في هذه المظاهرات هو جزء من هويتهم الإيمانية والثقافة القرآنية التي ترفض الهيمنة والظلم، مبينين أن هذا الإصرار على التضامن يأتي من شعور عميق بالغيرة على أبناء الأمة الذين يتعرضون للقتل دون رد، موضحين أن الشعب اليمني، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها، لا يزال يولي القضية الفلسطينية أهمية قصوى، ويعتبرها قضيته المركزية التي لا يمكن التخلي عنها.

 

وردد المشاركون هتافات وشعارات أكدت أن الشعب اليمني لن يرضخ لأي ضغوط أو تهديدات، وسيبقى على عهده مع فلسطين مهما طال الزمن، كما أشارت إلى محاولات الكيان الصيهوني والولايات المتحدة فرض الاستباحة على الأمة، مبينة أن هذه المسيرات هي رد عملي على هذه المحاولات، وإعلان بأن اليمن لن يقبل بهذا المنهج، وانتقدت الهتافات الأنظمة العربية الخانعة التي تكتفي بالمشاهدة بينما تُذبح غزة.

 

وفي المسيرة، استمع أبناء صعدة، إلى كلمة قصيرة لشهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي، قدم فيها رؤيته حول مفهوم “الجهاد”، مركزًا على أهميته ودلالاته في الإسلام، ومواجهًا ما يراه من محاولات لتشويه هذا المفهوم.

 

وأفاد الشهيد القائد أن العرب قبل الإسلام كانوا يعيشون حالة من التناحر والصراعات القبلية العبثية، وأن الإسلام جاء ليحوّل هذا النزاع إلى صراع مقدس وله هدف سامٍ، حيث سمي هذا التحول بـ”جهاد”، الذي ليس مجرد قتال، بل هو صراع موجه لنشر الحق والخير في العالم، وفي هذا السياق، لم يعد القتال وسيلة للتفاخر القبلي، بل أصبح وسيلة للارتقاء الروحي والتقرب من الله.

 

ولفت إلى مفهوم الجهاد المقدس، مبيناً أن الجهاد ليس مرادفًا للإرهاب، بل هو كلمة شريفة ومقدسة، وهو جزء لا يتجزأ من الدين الإسلامي، ومفتاح للجنة، بل هو ذروة الحب والذوبان في محبة الله، رابطاً بين حب الله للعباد وبين قيامهم بالجهاد، معتبراً ذلك فضلاً من الله يمنحه لمن يشاء.

 

في السياق جدد بيان صادر عن مسيرات صعدة “وفاء للشهداء” .. لن نتراجع في إسناد غزة مهما كانت التضحيات”، التأكيد على موقف الشعب اليمني الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

 

وأوضح البيان أن المشاركة في المسيرات المليونية هي استجابة دينية وطاعة لله، وتُعد “أعظم معركة” يخوضها الشعب اليمني، لدعم القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، ومواجهة “أبشع مجرمي العالم”، اليهود والنصارى، مبيناً أن التراجع عن هذا الواجب هو تراجع عن الدين، وقبول للاستعباد والإذلال.

 

ووجه رسالة إلى أهالي غزة، بأن الشعب اليمني لن يتركهم مهما كانت التضحيات، وأن ثمن المواقف العظيمة هو الدماء، ولكن عاقبتها “النصر الموعود والفتح المبين”، محذراً من أن عاقبة التفريط هو الذل والهوان، وأن التاريخ سيشهد على ذلك.

 

وأشار البيان إلى أن الأمة الإسلامية أمة واحدة وجسد واحد، ويرفض واقع التقسيم والتفتيت الذي يفرضه الأعداء، موضحاً أن أي عدوان أو استباحة في أي بلد إسلامي هو استهداف للجميع، وأن أي شهيد يسقط هو “شهيد منَّا”، وأن هذا الموقف يعلن التضامن الشامل مع الأمة بأسرها.

 

وأشاد بالعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود لتطوير قدراتها من أجل ردع الصهاينة الأنجاس وردع الأعداء الأمريكان، مبيناً أن المعركة كبيرة لكن الثقة بالله والتوكل عليه سيحققان المعجزات.

التعليقات مغلقة.