السيد القائد: ثمرة الشهادة هي الحماية للناس والدفع للشر عنهم والتصدي للطغيان ومواجهة المجرمين
ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الثلاثاء، كلمة في افتتاح الذكرى السنوية للشهيد والتي تستمر على مدى أسبوع كامل بأنشطة متنوعة، حيث تحدث السيد القائد عن الشهادة وثمرتها وخطورة تفريط الأمة عن مبدأ الجهاد في سبيل والجهوزية لتقديم التضحيات.
وتوجه السيد القائد بالتحية والإعزاز والتقدير لكل أقارب الشهداء، لافتا إلى أنه يتم التركيز في هذه المناسبة على الاحتفاء بالشهداء والتقدير لعطائهم في سبيل الله وتضحياتهم العظيمة وإسهامهم الكبير في ما قدموه لأمتهم وكذلك الاستلهام من سيرتهم والترسيخ لعظمة الشهادة في سبيل الله وما تعنيه لنا كأمة مسلمة وكذلك التكريم لأسر الشهداء.
وأوضح أن الشهادة هي امتياز وتقدير عظيم جعلها الله سبحانه للذين قُتلوا في سبيله وتحركوا وفق الطريق التي رسمها. وأضاف: “في الشهادة لا خسارة مع الله أبدا، وقد وهب الله للشهداء ما هو أفضل من هذه الحياة الدنيا فحينما نتحرك في سبيل الله ونلقى الله وقد قتلنا في سبيله فنحن لم نخسر بل وهبنا الله أرقى من هذه الحياة وهي حياة هنيئة ” بل أحياء عند ربهم يرزقون” بما يعني أنها حياة حقيقية يعيشون فيها في رزق واستبشار بل إنهم يستبشرون بالذين من يلحقوا بهم من خلفهم. فلا خسارة مع الله أبدا بل الفوز العظيم.
مشيرا إلى أن المقام الرفيع الذي يحظى به الشهداء هو من المواساة لأقاربهم، ثم هي مواساة عظيمة لأقارب الشهداء، حينما يتذكرون أن شهدائهم انتقلوا إلى حياة طيبة وسعيدة أسعد من هذه الحياة وأطيب من هذه الحياة وأنهم حظوا بذلك التكريم الكبير عند الله فهذا مما يواسيهم في مصابهم ويجعلهم يفرحون لهم بأنهم فازوا بهذا الشرف العظيم وحظوا بتلك الحياة الكريمة فمن الذي سيندم أن قريبه وصل إلى هذا المقام العظيم.
وبيّن أن الشهادة هي تحفيز على الجهاد في سبيل الله باستبسال وهذا من أهم فوائد الشهادة في سبيل الله لأن هذا يحفز الآخرين على أن يجاهدوا في سبيل الله فحينما يدركون أهمية الجهاد وأهمية أن أنهم في حال أن يقتلوا في سبيل الله سيحظون بهذه الحياة الخالصة من كل المنغصات فإنهم يتحفزون للانطلاقة في سبيل الله وقد أزيحت عنهم أكثر العوائق النفسية، وحينما يؤمن الإنسان أن الشهادة هي كما ذكرها الله في القرآن والانتقال إلى حياة ونعيم عظيم حينها يتخلص من هذا العائق النفسي فينطلق في سبيل الله بإقدام وجرأة وثبات لم يعد خائفا أن يقتل في سبيل الله
ولفت إلى أن الشهادة مرتبة إيمانية راقية حين يصل الإنسان إلى الاستعداد للتضحية بنفسه في سبيل الله. وشدد على أن الشهادة في سبيل الله ليست بديلة عن ثقافة الحياة كما يروج البعض، بل هي ثقافة الحياة الحقيقية لأن هناك من يتبجح أن الشهادة يعني دفع للناس للتخلي عن الناس وأنها ثقافة الموت. الشهادة هي ثقافة الحياة الحقيقية لأن الإنسان إذا استشهد في سبيل الله هو يحظى بحياة أطيب وأرقى وأسماء وأعلى وأكرم من هذه الحياة ، ثم إن الأمة التي تتحرك بروحية الجهاد والشهادة تعتز وتدفع عن نفسها المخاطر وتتحرك بإرادة قوية واستبسال عظيم وثبات كبير فتبني نفسها حتى فيما تقدمه من الشهداء هي تحقق لنفسها الحياة بعزة وحياة كريمة وعزة إيمانية ومنعة في مواجهة الأعداء فالشهادة وقاية للأمة من الفناء مع الذل
وأكد أن الأمة التي تتحرك وهي تحمل روحية الجهاد في سبيل الله وروحية الشهادة تعتز وتدفع عن نفسها المخاطر. مضيفا أن الشهادة حياة للأمة ووقاية لها من الفناء مع الذل وبالتالي فالشهادة تقابل ثقافة التدجين للأمة التي لن تسلم من الموت والقتل.
خطورة التخلي عن ثقافة الشهادة
وتطرق السيد إلى خطورة التخلي عن ثقافة الشهادة ، موضحا أن هناك مراحل تخلت فيها الأمة عن الجهاد في سبيل الله وترسخت فيها كراهية الشهادة، لكن النتيجة أن تعرضت الأمة للنكبات وخسرت الملايين من أبنائها في حالة الاستسلام. وأضاف: “حدثت فجائع كبرى في تاريخ الأمة، من المراحل الماضية إلى مرحلة الاستعمار وصولا إلى المرحلة الراهنة، حيث قدمت الأمة الكثير والكثير من القتلى في غير قتال وفي غير موقف.
وأشار إلى أن الأمريكيين اعترفوا في هذا العام بأنهم قتلوا على مدى العشرين عاما الماضية ما يقارب 3 ملايين، معظمهم من أبناء هذه الأمة ممن قتلوهم وهم في غير موقف
وأوضح أن الشهادة تقابل ثقافة التدجين الذي نتيجته الفناء لغير ثمرة، وبديل عن تقديم القرابين والتضحيات في خدمة أعداء الأمة. وأضاف: “نشاهد في حركات التكفيريين أو غيرهم من القوى والتشكيلات التي تنطلق وقد غيرت بوصلة عدائها إلى حيث يريد الأمريكي والإسرائيلي”. مؤكدا أن الشهادة في سبيل الله هي استثمار للرحيل المحتوم في واقع البشر وهي مرتبطة بموقف وقضية يتحرك الشهيد على أساسها
وأكد أن ثمرة الشهادة هي الحماية للناس والدفع للشر عنهم والتصدي للطغيان ومواجهة المجرمين.
وبيّن أن أهل الباطل والظلم والطغيان يتحركون بأهداف شيطانية وممارسات إجرامية بمثل ما تفعله أمريكا وإسرائيل ومن يرتبط بهم. موضحا أن أهداف الأعداء ترمي لاستعباد الناس من دون الله لنهب ثروات الأوطان واحتلالها وإخضاع المجتمعات واستغلالها.
الشهداء أصحاب قضية
وأوضح السيد أن الشهداء هم أصحاب قضية حق وموقف حق، وقد ارتقى عطاؤهم وعَظُم إسهامهم لأنهم تحركوا بروحية الشهادة في سبيل الله وتحرروا من كل القيود التي تكبّل غيرهم. لافتا إلى أن كثير من الناس قد لا ينطلق في كثير من المواقف خوفا من الشهادة، ولذلك إسهامهم محدود وسقفهم هابط جدا لكن الذين حملوا روحية الشهادة كانوا هم الأكثر إسهاما والأعظم عطاء حين تحركوا في المواقف المهمة والمصيرية. مؤكدا أن الشهداء حضروا في الميدان بشكل فاعل يجسّد القيم الإسلامية والإيمانية على أرقى مستوى .
وقال السيد: “الشهداء فخر لأمتهم، وهم نماذج ملهمة وقدوة راقية، ووصاياهم وسيرهم ومواقفهم دروس لهذه الأمة وللأجيال من بعدهم، الشهداء يقدمون دروسا في القيم العظيمة والثبات والوفاء، إضافة إلى ما تحقق بشكل مباشر من انتصارات وعزّ لأمتهم بعطائهم وجهودهم وتضحيتهم”. وأضاف: “المجتمعات الحرة والعزيزة روحها المعنوية عالية، إرادتها فولاذية، لا تنكسر من المخاوف، بينما المجتمعات الخائفة المتهيبة من الشهادة هي أمة تستسلم لأعدائها وتنكسر إرادتها”.
وأكد أن المجتمعات التي تعيش حالة الذل والإرجاف والتهويل والخوف الشديد، تُكبل نفسها وتقيّد نفسها لأعدائها، ولا تسلم بذلك، بل تعرض نفسها للمخاطر الأكبر، والتاريخ شاهد على هذا. موضحا أن كثير من المجتمعات دفعت الثمن الباهظ في ظل استسلامها وخنوعها لما تهيبت من الشهادة والتحرك الجاد ضد أعدائها لما يحميها من شرهم وطغيانهم وإجرامهم. مؤكدا أن البناء الإيماني لأنه مرتبط بالله يبني الأمة لتكون بالمستوى العظيم من الروح المعنوية العالية والشجاعة والصلابة والثبات والقوة في مواجهة التحديات والمخاطر
وأوضح أن الثمرة للتضحية في سبيل الله تتمثل في عاجل الدنيا بالنصر والعز والتمكين، وما يكتبه في الآخرة النصر الحقيقي والنعيم العظيم والسعادة الأبدية وعندما تتحرك أمة أو مجتمع معين في سبيل الله ويصدق ويضحي فإن الله ينصره ويمده بتأييده ولا يخذله والواقع يشهد بأن مسيرتنا القرآنية زادت بمعونة الله عزا وتمكينا ونصرا أمام الأعداء الذين كانوا يأملون كسر إرادتها وهناك شواهد في واقع المؤمنين والمجاهدين تحظى بانتصارات عظيمة من الله تعالى وهناك نماذج كثيرة في عصرنا وعلى مدى التاريخ.
التعليقات مغلقة.