saadahnews

«القوة الصاروخية» : من الاستهداف الصهيو أمريكي .. الى التطور الاستراتيجي

تقارير || إعداد أ/ أحمد يحيى الديلمي:

بدخول العدوان السعودي الامريكي على اليمن عامة الثالث ، لا تزال «القوة الصاروخية» للجيش واللجان الشعبية تفرض معادلتها عبر مفاجئات نوعية ضمن خيارات استراتيجية اعلن عنها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظة الله ، لثبتت معادلة توازن رعب جديدة ،شكّلت مصدر قلق لقيادة تحالف العدوان واصابتها بهستيريا.

وقبل الخوض في تفاصيل ذلك ، لابد من التأكيد بأنه كان ثمة مخُطط اعُد من قبل لتفكيك الجيش اليمني وتدمير الصواريخ الباليستية وأنظمة الدفاع الجوي والتي كانت اهدافاً استراتيجية للسعودية ومن ورائها قوى الاستكبار “أمريكا وإسرائيل” تمهيداً لشن عدوانهم الغاشم على اليمن.

فلا يخفى على احد الجهود الكبيرة التي بذلتها “أمريكا وإسرائيل” عبر اداتها النظام السعودي منذ عام 2011م ، لتدمير منظومة الصواريخ الباليستية ومنظومة الدفاع الجوي في اليمن، وانتهاج مسلسل اغتيال القيادات العسكرية والطيارين ، عبر وكيلها الخائن لبلدة وشعبة عبد ربه هادي… إلا ان كلّ ذلك اصطدم اليوم بحقيقة استمرار المفاجئات النوعية للقوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية ، واستمرار إطلاق الصواريخ الباليستية الى العمق السعودي.

 

ومنذ تسلم الرئيس المُستقيل والخائن عبد ربه هادي، السلطة بموجب ما يسمى المبادرة الخليجية، الذي كان من اهم شروطها الخفية تدمير منظومة الدفاع الجوي ومنظومة الصواريخ الباليستية التي كانت تؤرق قوى الاستكبار ، وكذا تفكيك الجيش اليمني وهو ما تم تنفيذه تحت يافطة إعادة الهيكلة، وهي الشروط التي كُلّف هادي بتنفيذها والذي عمل بكل حرص وتفانٍ بتنفيذها بالتعاون مع حزب الإصلاح وقياداته العسكرية وعلى راسهم الخائن على محسن.

وفي مراجعة سريعة للمؤامرات والخطط الذي قام هادي وزمرتة بتنفدها في مسعى لتفكيك الجيش اليمني وتدمير منظومة الصواريخ الباليستية ومنظومة الدفاع الجوي نذكر منها:

  • بعد قرار هيكلة الجيش الصادر في 19 يناير / كانون الثاني 2012 بعدة أشهر ، حاول الخائن هادي تفكيك وتدمير منظومة الصواريخ الباليستية ،واستدعى لذلك خبراء أميركيين عملوا على نزع الرؤوس الخاصة بصواريخ “سكود” و”توشكا”، وأيضاً تفكيك منظومة الدفاع الجوي “سام”.
  • تنامت خلال الأعوام 2011 ــ 2014، ظاهرة سقوط الطائرات الحربية في سماء العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات ، حيث أدت حوادث السقوط التي إلى مقتل قرابة 16 طياراً حربياً و23 مدرباً وفنياً ، وتدمير ما يقارب 20 طائرة من نوع “سوخوي” الروسية الصنع وكذلك “ميغ ــ21″، فضلاً عن سقوط طائرة نقل عسكرية من طراز “أنتونوف” وسط سوق مزدحم في صنعاء ، وكان هناك من يبرر تلك الجرائم بخروج تلك الطائرات عن الخدمة بسبب تقادمها.
  • سقوط طائرة نقل عسكرية من طراز “أنتونوف” وسط سوق مزدحم في صنعاء
  • بالتزامن مع التدمير المنهجي للقوات الجوية، تصاعدت الاغتيالات خلال الأعوام 2012 ــ 2014 بحق منتسبي القوات الجوية من ضباط وخبراء، وامتدت إلى اختطاف خمسة من ضباط القوات الجوية المبتعثين للدراسة في أكاديمية الأسد العسكرية في حلب قبل عودتهم إلى البلاد ، كما شهدت تلك المدة عمليات انتحارية نالت افراد القوات المسلحة والأمن لعل ابرزها التفجير الانتحاري بميدان السبعين.

التفجير الانتحاري بميدان السبعين

ورغم إعلان المتحدث الرسمي باسم تحالف العدوان “عسيري” ، في منتصف ابريل 2015، تدمير الترسانة الصاروخية اليمنية بنسبة 90%، الا ان الصواريخ البالستية لا زالت تصل الى العمق السعودي وهو ما جعل المبعوث الاممي ولد الشيخ يصرح بضرورة تسليم الصواريخ البالستية كبند رئيسي لأي اتفاق قادم ، وهو ما يناقض ادعاءات “عسيري”.

فما الذي حدث ؟ وكيف انتقلت «القوة الصاروخية» من الاستهداف الصهيو أمريكي .. الى التطور الاستراتيجي للمنظومة الصاروخية

وهنا يمكن القول أنه نظراً لحنة القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في ادارة زمام المعركة في سياق الخيارات الاستراتيجية ؛ ونتيجة للأيمان الراسخ بالله القوي العزيز والمسؤولية الوطنية التي حملها ابطال القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية بإخلاص ووفاء لحماية وطنهم الغالي من دنس الغزاة  ؛فقد أثبت ابطال الجيش واللجان الشعبية انهم يمتلكون خبرات وقدرات فنية وتقنية عالية، لناحية تطوير القدرات الصاروخية ، وإدخال منظومات مختلفة منها في الميدان بمدة قصيرة ، بالرغم ضغط الحصار والمراقبة والرصد الجوي الخانق، واستطاعوا إدارة المعركة الصاروخية بحرفية  وبراعة عالية في الاستعلام وتحديد الاهداف الاستراتيجية، وفي اختيار المكان التوقيت المناسبين الذي يخدم معركته بأقسى درجات الفعالية، وفي اختيار أمكان التخزين والتخفي والاطلاق المحمية، والأهم من ذلك  في تجاوز منظومات الصواريخ المضادة للصواريخ واستطاعوا تحييد الجيل الثالث من منظومة ”باتريوت”.

وعلى غير ما كان يتوقعه تحالف العدوان ، فقد انقلب السحر على الساحر وانقلبت المعادلة من محاولة الاستهداف الممنهج للقوة الصاروخية الى التطور الاستراتيجي الرادع ليصبح العدو أمام معادلة توازن رعب صنعتها مفاجآت «القوة الصاروخية» ، حيث كان يأتي اسدال الستار عن الصواريخ الباليستية المُعدلة محلياً ، أو المصنوعة محلياً بيادٍ يمنيه واطلاقها صوب اهدافها بدقة عالية وفق خيارات استراتيجية مدروسة لتكون عنواناً لمعادلة الردع الجديدة.

وبالرغم من محاولات تدمير الصواريخ الباليستية التي كانت مؤرقة لأمريكا وإسرائيل والتي سعتا إلى تدميرها بشتى الطرق والوسائل ؛ فقد استمرت «القوة الصاروخية» للجيش واللجان الشعبية في تحقيق الانجازات العظيمة والمفاجئات النوعية بالرغم من الحصار الخانق التي يفرضه تحالف العدوان ، فمن محاولات الاستهداف قبيل العدوان الغاشم ، مرورا بالرد المحدود وحرب الضرورة في مواجهة العدوان ، وصولاً إلى امتلاك قدرات ومقومات الردع الاستراتيجي.

ويمكن بيان ذلك كالتالي:

  • بدأت «القوة الصاروخية» للجيش واللجان الشعبية انجازاتها النوعية بإعلانها عن المنظومة الصاروخية محلية الصنع التي كشفت عنها وأبرزها الصواريخ قصيرة المدى (النجم الثقب 1+2 ، الصرخة 1+2 ، وزلزال 1+2) التي كبدت تحالف العدوان خسائر فادحة في الارواح والعتاد.
  • في خطوة نوعية فاجت العدو المتغطرس، اعلنت «القوة الصاروخية» عن منظومة الصواريخ الباليستية المعدلة (قاهر 1) وكذلك منظومة الصواريخ الباليستية المُصنعة محلياً (زلزال3) والتي توزعت بين أهداف استراتيجية في العمق السعودي ، وبين معسكرات الغزاة والمرتزقة في الداخل ، وجميعها حققت أهدافها بدقة عالية.
  • في خطوة استراتيجية ومفاجأة نوعية ،أسدلت «القوة الصاروخية» الستار عن منظومة صواريخ بالستية جديدة ومرعبة وهي المنظومة الصاروخية بعيدة المدى “بركان 1” البالستية الذي جرى تعديلها من صاروخ نوع سكود لزيادة مداه إلى أبعد من 800 كيلو متر، وبرأس حربي مصمم لقصف القواعد العسكرية الضخمة، حيث تم استهداف قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف ، وكذلك استهداف مطار الملك عبدالعزيز في مدينة جدة .
  • لم تتوقّف إنجازات «القوة الصاروخية» للجيش واللجان الشعبية عن حدود “بركان 1″، بل عمدت إلى تطوير منظومة صواريخ “صمود” قصيرة المدى ذات فاعلية تدميرية كبيرة بمدى 37 كلم، ورأي حربي يزن 300 كجم.
  • لم تفصح «القوة الصاروخية» للجيش واللجان الشعبية عن كل ما بجعبتها، بل وصل ذلك الى التجربة الناجحة لمنظومة الصواريخ البالستية بعيدة المدى “بركان 2″، الذي يصل مداه الى ما يقارب 1200 كم والذي استهدف بنجاح قاعدة عسكرية في منطقة المزاحمية بالرياض ، وكذا استهداف قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض.
  • أعلنت «القوة الصاروخية» عن دخول صاروخ “عاصف-1” قصير المدى محلي الصنع ميدان المعركة ليضاف إلى المنظومة الصاروخية اليمنية في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي من خلال إطلاق ثلاثة صواريخ “عاصف-1” على معسكر سعودي في نجران أصابت هدفها بدقة وحققت إصابات مباشرة.
  • بمرور عامين من الصمود في وجه العدوان السعودي الأمريكي ، وفي خطوة نوعية تتلاءم مع طبيعة المعركة ، أزاحت «القوة الصاروخية» الستار عن صاروخ ” قاهر M 2 ” ، الذي يتميز بدقة الاصابة العالية ،حيث تصل دقة الاصابة من 5 الى 10 عشره امتار.
  • ” قاهر M 2 “
    ومع بدايةِ العام الثالث من عمرِ هذا العدوان الوحشي على اليمن ، اصبحت الصواريخ الباليستية تضرب الاهداف العسكرية في العمق السعودي ، وتصيب اهدافها بكل دقة ، وباتت الانظار تتجه صوب نوعية المفاجآت المقبلة التي ستحققها «القوة الصاروخية» للجيش واللجان الشعبية بأذن الله تعالى وتوفيقة ، في سياق معادلة الردع الاستراتيجية  لتكون النتيجة نصر أكيد ، وفتح مبين.

التعليقات مغلقة.