saadahnews

سايكس بيكو .. من جديد

مقالات | 4 مايو | بقلم / فضل جحاف:

من السابق ﻷوانه التنبؤ بشكل وحجم التغييرات الجيوسياسية المنتظرة كنتائج  محتمله  للصراعات المسلحه والمستعره نيرانها حاليا في بعض الدول العربيه والتي كشفت مجريات أحداثها وخلفياتها ضلوع أمريكا وإسرائيل وحلفائهم في المنطقه وراء إشعال فتيلها وتغذيتها بهدف تغيير موازين القوى وإضعاف وتفكيك التحالفات المضادة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقه.

كخطوة أولى تسبق وتمهد لخطوات أخرى في أطار تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تقسيم سوريا واليمن والعراق الناجم عن التوافق الاستراتيجي بين أمريكا وإسرائيل والسعودية كمقدمات لمشروع التقسيم الرامي تنفيذ تغييرات جيوسياسية تعيد تشكيل المنطقة العربية وفقا لتصورات أمنية استراتيجية من أولوياته مواجهة التهديد الاستراتيجي الكامن في محور المقاومة والممانعة إيران وسوريا وحليفهما الاستراتيجي حزب الله الذي استطاع هزيمة الجيش الإسرائيلي وأجبر ه على الانسحاب من جنوب لبنان في 25 آيار 2000 م الحدث الأبرز الذي ظل يشغل حيزا كبيرا من الاهتمام والتعاطي السياسي والإعلامي في مساحات وفضاءات دوليه وإقليمية وشكل فيما بعد نقطة تحول ومنطلقا لانتصارات قلبت معادلات وأوجدت توزانات لم تشهدها المنطقة من قبل .

بأستثناء انتصار العرب في العام 1973 م الذي لم تكتمل فصوله في إسقاط قوة الردع الصهيونية التي كانت تمثل محورا مركزيا في منظومة الهيمنة الغربية في المنطقه .

إلا أن انتصار حزب الله في العام 2000م له قيمته الاستراتيجية النوعيه بأعتباره إنجازا تاريخيا غير مسبوق زعزع  تلك المنظومة وحدثا مفصليا أثبت فاعلية محور المقاومه والممانعة وكان له الأثر الأكبر في تصويب مسار الرأي العام الفلسطيني والعربي الذي أدرك انه لامجال ﻹنتزاع الحقوق واستعادتها اﻷ عن طريق خيارات المقاومة المسلحة في مواجهة الكيان الصهيوني .

وأعطى دافعا كبيرا لحركات المقاومة الفلسطنية الإسلامية والقومية لتوسيع نشاطها المقاوم وتطوير قدراتها العسكرية في مواجهة الجيش الإسرائيلي في غزة التي انسحب منها في 2005 م.

ومما لاشك فيه أن تبني معسكر الممانعة ممثلا بقطبيه إيران وسوريا لخيارات المقاومه وسياسة الممانعة في مواجهة الكيان الصهيوني والتدخلات الأمريكية في المنطقه انطلاقا من الإيمان بالثوابت والمبادئ الاسلاميه والقوميه التي تجلت في دعم إيران لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين وبشقيها الإسلامية والقومية واحتضان سوريا لها .

وهو ماجعل من إيران وسوريا شركاء في صناعة أنتصار 2000 ،2005 م في جنوب لبنان ،و غزة ..

وعزز في نفس الوقت من مواقفهما وحضورهما السياسي الإقليمي والدولي وفتح آفاق واسعه لمزيد من العلاقات بدول المنطقه والقوى والتيارات السياسيه الاسلاميه والقوميه العربيه للعمل المشترك في إطار محور المقاومه والممانعة الذي اتسع نطاق نشاطه ليشمل العراق واليمن إلى جانب لبنان وفلسطين وسوريا وإيران ….

الأمر الذي أوجد تكافؤ وتوزان سياسي وتوزع أدوار في مواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي وله مؤشرات مستقبليه خطيرة قد تحد من الدور الأمريكي وتحجم أدواته في المنطقه وتهدد المصالح المشتركه الأمريكية والإسرائيلية ولها أثرها الأمني على حلفائهم  ..

كما أن هذه المؤشرات وتأثيراتها أضحت بواعث قلق وخوف أمريكية واسرائيلية ظهرت مفاعيلها في التوافق الاستراتيجي بين أمريكا وإسرائيل والسعودية وتحولت إلى عامل أساسي لبلورة التصورات الأمنية الاستراتيجية السالفة الذكر والتي أعدت لمواجهة التهديدات والأخطار …

ومايجري في سوريا واليمن والعراق هو استنزاف لمحور المقاومة والممانعة بحروب لا نهاية لها إلا بالقضاء عليه كونه يعتبر العقبة الحقيقة في وجه المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقه وفي سياق مشروع التقسيم الذي لاحت اول خطوات تنفيذه في الظهور في سوريا واليمن والعراق .واتضح حجم الدور الإسرائيلي والسعودي المحوري وكذلك طبيعة علاقتهما من خلال العمل على استمرار القتال في سوريا واليمن والمشاركة فيه ..كضرورة حيوية وحتى وجودية لبقاء الكيانين الصهيوني ،والسعودي .

وهو ما أكدته اللقاءات المتلاحقة بين الصهاينة والسعوديين وكذلك تقاطع المصالح بينهما والتوافق في المواقف السياسية حيال مايجري في سوريا والتي تنبئ عن تعاون إسرائيلي سعودي …وتنسيق على إسقاط النظام السوري وتوزيع أدوار ..وما ورد على لسان الوزير الإسرائيلي بدون حقيبة (تساحي هانغبي )المقرب من رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو يؤكد التماهي والانسجام بين إسرائيل والسعودية ..الممول بالمال والداعم بالسلاح للتنظيمات والجماعات التكفيرية التي تقاتل النظام السوري

حيث قال ( انا نبارك القوى التي تعمل بالنيابة عنا أي عن إسرائيل (من يطلق عليهم صفة الثوار السورين )

وشدد على أن النظام السوري دعم التنظيمات الفلسطينية في حربها ( الإرهابية ) ضد إسرائيل ويرى

(تساحي هانغبي ) أن سقوط النظام السوري سيؤدي إلى انهيار المدماك الأساسي في محور المقاومة والممانعة والذي تهديدا فعليا لإسرائيل التي لم تستطيع نسيان دور سوريا كحاضنة لمحور المقاومة والممانعة في تحويل شمال إسرائيل إلى أكبر خطر استراتيجي في وجهها .

كما أن المصلحة الاستراتيجية تحتم إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد كما قال رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال ( عاموس بدلين ) انها خطوة تؤدي إلى أضعاف إيران وستقطع التواصل الإقليمي بين إيران وجنوب لبنان وسوف يتوقف دعم حركات المقاومة بالسلاح في كلا من لبنان وسوريا

وهي الذريعة التي تتذرع بها إسرائيل في شن غارات جوية على سوريا مؤخرا بينما أن حقيقة تلك الغارات هي نوع الضغط والدعم العسكري للتنظيمات والجماعات التكفيرية التي تكبدت هزائم كبيرة على ايدي الجيش السوري وحزب الله وعانت من انكسارات متلاحقة بفعل تدخل سلاح الجو الروسي ….وتزامن ذلك مع قيام الإعلام الأمريكي والإسرائيلي والإعلام العربي الحليف بش حملات إعلامية محرضة على قتال النظام السوري وحزب الله مستخدمة صيغا إعلامية مشحونة بالطائفية والمذهبية والعرقية سعيا منها في إيجاد انقسام في المجتمع السوري على أسس طائفية ومذهبية وعرقية تمهيدا لتقسيم سوريا جغرافيا وسياسيا بأعتبارها المدافع عن نظام الدولة القومية في الشرق الأوسط وتقسيمها له تأثير كبير على نظام الدوله السيادية في المنطقه ويزيد من عوامل التفوق والقوة الإسرائيلية في المواجهة العربية الإسرائيلية ويعزز من نزعات الاستقلال للأقليات ويحقق لإسرائيل أهدافها …المستقبلية ..

وعلى مايبدو أن المنطقة العربية دخلت في مرحلة مخاض متعسرة تسبق استنساخ سايكس بيكو جديدة تعيد رسم خارطة الوطن العربي بأيدي أمريكية ،إسرائيلية وبتمويل سعودي وو

وأخيرا سنكمل قراءة مجريات تنفيذها في اليمن ….لاحقا ….

التعليقات مغلقة.