saadahnews

أسلوب القرآن الكريم عندما يذكر فئات معينة، أو عندما يذكر متقين ويذكر مؤمنين ويذكر منافقين وكافرين

يقول السيد/ حسين بدر الدين الحوثي  في محاضرة  سورة البقرة الدرس 3

أول [سورة البقرة]: ذكر فيها المتقين, ذكر فيها نوعية من الكافرين, وذكر أيضاً نوعية أخرى: المنافقين. وأسلوب القرآن الكريم عندما يذكر فئات معينة، أو عندما يذكر متقين ويذكر مؤمنين ويذكر منافقين وكافرين هو في نفس الوقت يأتي بنماذج من أعمالهم، يأتي بأشياء تعبر عن مشاعرهم, وما بداخل أنفسهم, أعني: يجليِّ المنافقين, ويذكر في نفس الوقت الأشياء التي قد تكون من العوامل التي تؤدي بالإنسان إلى أن يصبح منافقا. المتقون كذلك يذكر المتقين, ويبين التقوى ما هي, ويبين أيضاً أعمال المتقين كيف هي تكون – عادة – مشاعر المتقين, ما يأتي فقط بالمتقين بالمؤمنين بالكافرين بالمنافقين, وما ندري كيف، يبيِّن، يوضح.

نتلمس في باقي السورة شيئاً من التفصيل لما جاء في أولها: المتقون ذكرهم، مثلاً جاء الحديث من خلال هذه الآيات بالشكل الذي يوحي للناس بأن الإنسان مفطور أساساً على الحرص أن يقي نفسه من أي شر، من أي ألم، من أي عذاب, وهذه نقطة هامة جداً هي قضية ملموسة لدى الناس: أن كل واحد يكون حريصاً على أن يقي نفسه.

إذاً هذه تعتبر قضية مساعدة جداً لمن يتحدث مع الناس, لمن يعمل على أن يرتقي بنفسه إلى درجة المؤمنين المتقين, وأن نعرف أن الإنسان نفسه بأنه مفطور على الحذر على أن يقي نفسه مما هو شر، من العذاب, من الأشياء التي هي ضر, هو فقط يحتاج إلى تذكير مستمر, تذكير مستمر.

فعندما تذكر الإنسان بقضية، أن فيها خطورة عليه، تقدمها بشكل واضح, تبين له طريقة الوقاية منها، هنا يوجد تجاوب في داخل نفسيته، عادة يوجد تجاوب، وهذه من الأشياء المهمة: أن هذا الدين كما قال الله عنه: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}(الروم: من الآية30) هذه تساعدنا على إزالة مفهوم – تقريباً – قد يكون نتيجة أننا لا نستقري فطرة الناس وتكون النتيجة عند هذا الشخص: [أن هؤلاء ما رضيوا يسمعوا, ولا رضيوا يفهموا ولا يريدوا الحق ولا، ولا] بالطريقة هذه يكون سريعاً إلى أنه يتوقف!.

لا، إفهم: أن الإنسان هو مفطور على أن يقي نفسه فعليك أنت أن تطور أسلوبك فتعرف كيف تخاطبه حتى يتبين له فعلاً: أن القضية الفلانية تشكل خطورة عليه، تبين له: أن عملاً معيناً أو تقصيراً في عمل معين يؤدي به إلى أن يشقى في هذه الحياة, يؤدي به إلى أن يغضب الله عليه, يؤدي به إلى أن يعذب في نار جهنم، ثم تبين له ما يشكل وقاية من هذه وباستمرار.

الإنسان بحاجة إلى التذكير المستمر, التذكير المستمر

التعليقات مغلقة.