saadahnews

خبيرة بريطانيّة: الحرب الإسرائيليّة الإيرانيّة ستُلقي بالشرق الأوسط في أكبر صدامٍ تدميرًا بالتاريخ الحديث وتجُرّ واشنطن وموسكو وتل أبيب آخر ما تحتاجه إليها

تقارير | 28 مايو | صعدة نيوز :

زهير أندراوس:

▪رأى موقع (the conversation)، في دراسةٍ أعدّتها سيدا عني وقار، (Syeda Annie Waqar‏)، وهي محاضرة في قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة ويست مينستر أنّه يُمكن لحربٍ إسرائيليّةٍ- إيرانيّةٍ أنْ تلقي بالشرق الأوسط في واحدةٍ من أكثر مصادماتها تدميرًا في التاريخ الحديث، والتي يمكن أنْ تستقطب قوى العالم، وتجرّ في الولايات المتحدة، الحليفة الإستراتيجيّة للدولة العبريّة، وروسيا، أقوى حليف لسورية، وبالتالي، استراتيجيًا لإيران، ومع ذلك ، لم يختار أيّ منهما حتى الآن المزيد من التصعيد. لماذا؟
وأضافت، “بينما تصادمت إسرائيل علانية مع جيرانها العرب من قبل، لم تنخرط في مواجهةٍ عسكريّةٍ مباشرةٍ مع إيران، حيث أجبرتها الحرب مع العراق على إعطاء الأولوية لسياسة خارجية أكثر دفاعية، إذْ تُشارك في نزاعاتٍ أخرى، وعادة ما تُفضّل القيام بذلك عن طريق وكلاء بدلاّ من العمل العسكري المباشر”.

▪ونتيجة لذلك، أوضحت، وإلى الحدّ الذي تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا كبيرًا اليوم، فإنّها قلقة بشكلٍ خاصٍّ من تورط إيران في صراعات أخرى في الشرق الأوسط، فقد قاتلت أكثر من مرة مع حزب الله في لبنان، وعلى الرغم من أنّ الصراع في اليمن هو، من نواحٍ كثيرةٍ، حربًا بالوكالة بين إيران والسعودية، يمكن للقوات المدعومة من إيران أنْ تستخدم الأراضي اليمنيّة لضرب أهدافٍ إسرائيليّةٍ، بحسب الخبيرة.
ولكن، ساقت قائلةً، إنّه حتى إذا اندلع الصراع على واحدة من هذه الجبهات، فستكون هناك عملية حساب أخرى يجب أخذها في الاعتبار: الأصول العسكرية المختلفة للبلدين، مُشدّدّةً على أنّ الجزء الأكبر من مخزون الأسلحة الإيرانيّ يتم تصنيعه وتطويره محليًا، لكن في السنوات الأخيرة، بدأت إيران أيضًا بشراء أسلحة وخبرات فنية من الدول المناوئة للغرب: الصين وروسيا ، وربمّا من كوريا الشمالية، والقصد أسلحة نوويّة، على حدّ قولها.
أمّا قوة إسرائيل الرئيسيّة، بحسبها، فتكمن في قوتها العسكريّة الاستثنائيّة، زاعمةً أنّ منظومات الدفاع التي تملكها دقيقةٍ للغاية، ويُمكنها سحق أكثر من 90 بالمائة من الصواريخ المعادية في الجو، ولفت إلى أنّ امتلاك إسرائيل للطائرة الأمريكيّة F35 يمنحه تفوقًا لا مثيل له، إضافةً إلى أنّ أمريكا ستدعمها حتى العام 2028 بمبلغ 3.8 مليار دولار سنويًا.

▪ومع ذلك، أضافت، فإنّ إسرائيل أيضًا أقل ثقة من عواقب الصراع مع إيران، فهي لا تزال غير قادرة على إصلاح السياج السياسيّ والدبلوماسيّ مع العديد من جيرانها العرب، مهما كانت قوتها الإستراتيجيّة والتكنولوجية، كما أنّها تعيش في بيئةٍ مُعاديةٍ، وهي عرضة للهجوم على جميع الجبهات تقريبًا، وبالتالي جزمت الباحثة فإنّ حربًا كبيرةً مع قوّةٍ مسلحةٍ أخرى هي آخر ما تحتاجه.
وشدّدّت على أنّ إحدى الميزات التي تتمتع بها إيران هي مجموعة من الوكلاء والحلفاء من غير الدول، والتي تسمح لها بتخطيط قوةٍ قاسيةٍ أقرب إلى إسرائيل ممّا تريد إرسال قوات نظامية: لديها حليف قيّم، حماس، التي تسيطر على غزة، وفي لبنان، يمكن أنْ يكون حزب الله مستعدًا للمساعدة إذا لزم الأمر، كما يُمكن لطهران استغلال الانشقاقات السنية- الشيعيّة في جميع أنحاء الشرق الأوسط لتأمين دعم الجيوش المتطوعين الشيعة، بحسب قولها، مُوضحةً أنّه “منذ سقوط صدام، كانت إيران مؤثرةً بشكلٍ كبيرٍ في العراق، الذي يُناضل من أجل إقامة نظام سياسي يمكنه استيعاب الشيعة والأكراد والسنة”.
ولكن حتى مع وجود كل هذا التأثير تحت تصرفها، فإنّ إيران تُفضّل بوضوح عدم تصعيد الصراع العسكريّ مع إسرائيل، بغضّ النظر عن التداعيات العسكريّة، فإن القيام بذلك من شأنه أنْ يهدر الدعم الأخلاقيّ والدبلوماسيّ الذي حصلت عليه منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النوويّ.
ولفتت إلى أنّه حتى الآن، كلا الطرفين يتوخى الحذر، وفي غضون ذلك ، لا يزال النقاش الداخليّ الإيرانيّ حول ما إذا كان الرد وكيف يظل مستمرًا، مع الإصرار بالتقدم الذي يصر على أنّ الاتفاق النوويّ يجب أنْ يكون محميًا، في حين أنّ مواطنيها المتشددين يُفضّلون موقفًا أكثر تصادميًا، والحكومة في طهران لم تقرر بعد الطريق الذي يجب أنْ تسلكه.

▪وخلُصت إلى القول إنّه بصرف الطرف عمّا سيحدث في المستقبل القريب، تبقى إسرائيل وإيران عدوين مثيرين، كلاهما مدججين بالسلاح ومقيدين في فوضى من المصالح الجيوسياسية، ولو نشبت الحرب بينهما، فإنّها ستلحق ضررًا خطيرًا الواحدة بالأخرى، ولن يُحقّق أيّ منهما النصر المتين، ولعلّ إدراك كليهما لحقيقة الوضع، هو العائق الأساسي والأهم في طريق كارثة حقيقيّةٍ، بحسب تعبيرها.

 

التعليقات مغلقة.