saadahnews

التوجه نحو الاكتفاء الذاتي من القمح والحبوب يعزز الصمود ويحفظ السيادة التامة للوطن

مجد المداني, [١٠.٠٦.١٩ ١٨:٢٩]
التوجه نحو الاكتفاء الذاتي من القمح والحبوب يعزز الصمود ويحفظ السيادة التامة للوطن

الزراعة جبهة في وجه العدوان

د/أحمد عبدالملك: كلما كان البلد مكتفياً ذاتيا كلما كان مستقلاً سياسياً
المهندس /علي الفضيل: السعي نحو الاكتفاء الذاتي واجب حتمي وحق مشروع
الأستاذ / الحباري: نهيب بدور المزارع في تعزيز الصمود من خلال رفده للجبهات
تحقيق /حميد القطواني
ونحن نعيش حالة عدوان وحصار المراد منه سلب الشعب اليمني إرادته وسيادته وقراره وتجزئته ونهب ثرواته ومقدراته,كان لزاما علينا السعي نحو الاكتفاء الذاتي من الغذاء والحبوب بل يعتبر من الأولويات التي يجب على الحكومة والمجتمع بشكل عام التوجه نحوه والاهتمام به ,لما يمثله من سلاح استراتيجي رادع,يجعل الشعب أكثر صمودا وعزيمة وقوة ,يستطيع بذلك الاحتفاظ بسيادته وقراره ,ويجعل العدو المتغطرس يجر أذيال الخيبة والخسارة “صحيفة الثورة” سلطت الضوء على هذا الموضوع حيث التقت عدداً من الأكاديميين والمختصين.. فإلى الحصيلة:
• في البداية تحدث الدكتور أحمد عبدالملك حميد الدين أستاذ القانون بجامعة صنعاء حيث قال :الحبوب بشكل عام سلاح استراتيجي تستخدمه القوى المتصارعة ,حيث أصبحت هذه السلعة ضمن الأسلحة الاستراتيجية في الحروب الباردة بين القوى العظمى فالاهتمام بها يأتي في إطار النظر إلى أهميتها
_وأضاف قائلاً :ونحن في اليمن نعيش فترة حرب وعدوان وحصاراً شديداً ,واليمن والعالم العربي بشكل عام يظل شعباً مستهلكاً في مقابل العجز عن زراعتها وتستطيع القوى المعادية أن تجعله سلاحاً خطيراً متى ما أرادت ذلك
_ وأردف قائلاً: للتنبيه ولنعد إلى الماضي القريب نجد أن اليمن كان في حكم الاكتفاء الذاتي بل ويصدر قمحه إلى الخارج ,الأمر الذي جعل من البلد المكتفي ذاتياً ـ ان يصنف بلداً سيادياً ـ أي أن العلاقة بين الاكتفاء الذاتي من القمح والحبوب والأسلحة الإستراتيجية علاقة طردية ,كلما كان البلد مكتفياً ذاتياً في زراعة الحبوب التي يحتاجها الشعب بشكل دائم كلما كان مستقلاً سباسياً ويحتفظ بسيادة كاملة على أرضه دون تدخل من الخارج ,الأمر الذي جعل من الدول الكبرى وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية تهتم بزراعة هذه السلعة وجعلها سلاحاً لفرض سياستها في المنطقة التي ترغب في التدخل في شؤونها
ـ وأضاف : أنا اذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاملت مع الحكومة اليمنية في فترة الستينيات من القرن الماضي بخصوص هذه السلعة حيث صدرت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات كثيرة من القمح لليمن تحت عنوان مساعدة من الشعب الأمريكي للشعب اليمني وطرحت كميات كثيرة في السوق لتنافس بذلك القمح المحلي وتجعل من المفيد للمزارع اليمني أن يشتري الكيس القمح الذي تدنى سعره إلى 45 ريالاً في الوقت نفسه كان أجر العامل البسيط 50 ريالاً في اليوم ,فعمل المزارع بذلك مقارنة بين أن يعمل في حقله الذي سينتج كم كيس قمح في السنة أو أن يعمل في سوق العمالة في المدينة ,فوجد أن أجر أسبوع أو أجر شهر يساوي عمله لمدة عام كامل في حقله أو مزرعته فكانت النتيجة أن يترك المزارع حقله ويغادر قريته إلى المدينة ليعمل في سوق العمالة وأصبح من ذلك الوقت واليمن بلداً مستهلكاً ومستورداً لهذه السلعة من الحبوب .وبعدها انقطعت المساعدات لتصبح اليمن سوقاً استهلاكياً ومستورداً من أمريكا لهذه السلعة
ولم يقف الأمر عند مجرد المشكلة الاقتصادية بل استخدمت هذه السلعة الاستراتيجية كوسيلة ضغط على البلدان المستهلكة المستوردة لتمرير سياسة القوى المصدرة
ـواختتم حديثه :فعلى اليمن اليوم وهو يمر بحصار اقتصادي وعدوان أن يتخذ من زراعة الحبوب رداً على هذا الحصار لكي يستمر الصمود ويحتفظ اليمن بسيادته وثباته الذي أذهل العالم .
•وعن الدور الذي ستقوم به وزارة الزراعة والري في هذا الجانب تحدث وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع تنمية الإنتاج الزراعي المهندس / علي عبد الكريم الفضيل قائلا:
ونحن في مستهل الحديث عن دور القطاع الزراعي في مواجهة العدوان السعو-أمريكي- صهيوني ، فإن ذلك يقودنا نحو الحديث عن الأمن الغذائي وحق بلادنا في أن تفكر بتحقيق حد أدنى أو حد متوسط من الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية الأساسية كالحبوب والبقوليات التي لا ننتج منها حالياً إلا نسب متواضعة من احتياجاتنا مقارنة بما ننتجه من محاصيل الخضار والفواكه . وسعينا نحو رفع نسب الاكتفاء الذاتي من محاصيل الحبوب يعتبر حق مشروع في ظروف السلام والاستقرار ، أمَا ونحن في مواجهة عدوان غاشم فسعينا نحو رفع نسب الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية الأساسية يصبح واجباً حتمياً إضافة إلى كونه حقاً مشروعاً .
مبررات غير مقبولة
وعن إمكانية زراعة القمح في بلادنا قال المهندس / علي عبد الكريم الفضيل :
-يقال إن بلادنا ملتزمة أمام المنظمات الدولية بعدم إنتاج القمح ، مبررين ذلك أن بلادنا شحيحة بالمياه ، وأن تكاليف إنتاج القمح أكثر من تكاليف القمح المستورد . وهذه حقائق استغلتها المنظمات الدولية التي لا يعنيها تحرر البلدان من الهيمنة والنفوذ الخارجي ، وكل ما يعنيها هو توافق سياساتها مع سياسات ومصالح الدول الكبرى المهيمنة على الأسواق العالمية . صحيح أن اليمن شحيحة بالمياه ، وصحيح أن تكاليف الإنتاج حالياً للمنتج الزراعي اليمني أكثر من تكاليف استيراد مثيله الخارجي ، إلا أن منع اليمن من إنتاج القمح ليس الحل الوحيد للحفاظ على المياه الجوفية لليمن ، كما أن منع اليمن من إنتاج القمح ليس حلاً لرفع القدرة الشرائية للمواطن اليمني ، وليس حلاً لتمكين المزارع اليمني من تخفيض تكاليف الإنتاج .
طموحات ثورية
كانت هناك طموحات كبيرة أمام القطاع الزراعي لرفع نسب الإنتاج بل يعتبر من الواجبات عليه أن يرفع نسب الإنتاج إلى مستويات أعلى مما هي عليه حالياً ، ولكن التدخلات الخارجية والفساد حال دون ذلك الأمر الذي وضع بلادنا من بلد منتج إلى بلد مستهلك يعتمد في غذائه وكسائه على الخارج ,ولهذا السبب وغيره من الأسباب قامت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي أولت بدورها القطاع الزراعي أهمية كبيرة وذلك بإنشاء المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب حيث إن هذه المؤسسة قد قطعت شوطا لابأس به منذ إنشائها ، واتخذت جملة من الخطوات التي ستعمل على رفع نسبة إنتاج القمح ويمكن تلخيص هذه الخطوات كتالي :
ستتولى المؤسسة زراعة جميع الأراضي الزراعية التابعة للدولة من الأراضي التي مضى عليها عامان دون زراعة ، واستصلاح وزارعة أراضي الدولة الصالحة لزراعة القمح والحبوب الأخرى ،وسوف تتبنى المؤسسة مفهوم الزراعات الواسعة باستخدام البذور المحسنة والميكنة الزراعية الحديثة ، وإتباع العمليات الزراعية الكفيلة بزيادة الإنتاج ،وتخفيض تكاليفه ،وكذلك سيتم استخدام أنظمة الري الحديثة التي سيكون لها أثر كبير في ترشيد كميات مياه الري وتخفيض تكاليف الإنتاج ،
وأضاف قائلاً: ستقوم المؤسسة بتشجيع القطاع الخاص في الدخول مع المؤسسة في مشاريع مشتركة لزراعة القمح على مساحات واسعة بالطرق الحديثة ، أو الدخول معه في مشاريع صناعية يكون القمح المدخل الرئيسي في منتجاتها ،
وكذلك ستقوم المؤسسة بتشجيع ودعم القطاع الخاص ممن يرغب في تبني إنتاج القمح بصورة مستقلة دون الشراكة مع المؤسسة ، أو إنشاء مصانع خاصة ، حيث إن الدعم الذي سيتحصل عليه القطاع الخاص وطرق الزراعة الواسعة بالطرق الحديثة ستمكنه من إنتاج القمح بتكاليف منخفضة ،
كما ستقوم المؤسسة بتشجيع الجمعيات التعاونية القائمة والعمل على إنشاء جمعيات منتجي حبوب جديدة ، ودعمها ووضع آلية لتمكين تلك الجمعيات من زراعة القمح بأقل التكاليف ،وكذلك تكثيف أعمال الإرشاد الزراعي ،
إضافة إلى هذه الإجراءات التي سيتم اتخاذها من قبل المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب ، ستقوم المؤسسات والهيئات والشركات الأخرى التابعة لوزارة الزراعة والري باتخاذ العديد من الأنشطة الداعمة لتعزيز أمننا الغذائي .
يد تقاتل ويد تزرع
•بدوره تحدث الاستاذ: محمد حمود ناجي الحباري قائلاً:
إنه وفي ظل العدوان برزت كافة الشرائح لمواجهته أهمها شريحة المزارعين حيث كان المزارع اليمني أول من لبى داعي المواجهة والجهاد إلى جانب الجيش واللجان الشعبية وبكل صمود رغم ما قام به العدوان من استهداف لهذه الشريحة من خلال استهداف المزارع والآبار الارتوازية والطرق والجسور وكل الخدمات الداعمة للجانب الزراعي بشكل مباشر وكذلك الاستهداف غير المباشر من خلال إيجاد الأزمات والحصار للمحروقات والمبيدات والأسمدة وقطع غيار المعدات الزراعية بهدف تجويع شعبنا وإركاعه ولكن المزارع واجهها بكل بسالة من خلال استمراره في الإنتاج وإيجاد الوسائل والحلول البديلة بكل تحد وثبات ولم يقتصر جهده على هذا المستوى بل ظل المزارع هو الرافد والداعم للجبهات بالقوافل الغذائية فكانت أياديهم المباركة، يد تبني ويد ترمي فما عاش شعب يأكل مما لا يزرع ويلبس مما لا يصنع وانطلاقا من إيمانه بهذا النهج فقد ظل المزارع مجاهدا بأمواله وأبنائه فأبناء المزارعين في الجبهات وفي الحقول يقاتلون وفي الحقول يزرعون وهم السباقون بالقوافل وما تلك القوافل من المنتجات الزراعية والحيوانية التي حضرت إلى ميدان السبعين في 21 من سبتمبر وما قبلها إلاَّ دليل على سخاء وعطاء شريحة المزارعين فهم محور المواجهة بعد الأبطال المجاهدين في الخطوط الأمامية وهم الجنود المجهولة التي تقاتل بصمت دون أي تذمر وذلك من نابع وعى المزارع وقناعته بمعركته جنبا إلى جنب مع أبناء شعبه وحكومته في حربهم الدفاعية والمصيرية لهذا سيظل المزارع رافدا للجبهات وداعما للاقتصاد اليمني من خلال توفير السلع الزراعية والوصول إلى مستوى الاكتفاء الذاتي والاستغناء عن كل منتج مستورد فمن ملك قوته ملك قراره وهذا ما يجب أن يسعى إلى تحقيقه شعبا وحكومة، فتحياتنا لتلك الأيادي الشريفة الصامدة وسيظل ذلك رصيدا لهم في صفحات التاريخ المشرق ولهم منا ألف تحية ولهم منا الف سلام.

التعليقات مغلقة.