saadahnews

في محور نجران سيول من الأسرى ، لم تستوعبهم الكشوفات ولم تقدر على نقلهم الشاصات

بقلم/مجد المداني

قد يبدو ضربا من الجنون ، لكن من يتأمل ما حصل في جبهة كتاف “قبالة نجران ” يقف مذهولا ، ويثق بأن ما حققه المجاهدين ليس من قوتهم ولا بذكائهم ، بل بقوة الله عندما يؤيد عبادة المظلومين ، الأمر اشبة بالمعجزة ، والا فكيف يمكن لثلة من المجاهدين المجهزين باابسط الإمكانات أن يسيطروا على ثلاثة الوية عسكرية بجنودها وعتادها وسلاحها .

ما حدث في كتاف أمر جلل ، يستدعي الحمد والشكر والتسبيح والاستغفار ، سيول بشرية من الأسرى ، ارقام لم تستوعبها الكشوفات فكيف بالعقول ، ولم تقدر على نقلها الشاصات المعدودة التي يمتلكها المجاهدين .

بعد الحسم العسكري اكتظت شوارع مدينة صعدة بمئات الاطقم المحملة بالاسرى والمدرعات التي تجوب شوارع المدينة في الاسواق امام المواطنين في مشهد يعيد الأذهان الى أحداث الحرب السادسة حينما خرج المجاهدين بالمعدات والاليات التي غنموها من الجيشين السعودي واليمني آنذاك امام العالم معلنين الإنتصار .

البعض قد يتسائل ، لماذا لم يتم الإعلان عن العمليه الكبرى التي قام بها الجيش واللجان الشعبية في محور نجران وكتاف الا في هذا التوقيت ، برغم اعتراف معظم وسائل إعلام العدو حينها ، ان الإعلان يأتي بعد عمليه توازن الردع الثانية والتسريب الذي نشرته احدى الصحف الأمريكية الذي يقضي بقبول السعودية مبادرة الرئيس المشاط جزيئا ، وذالك يشكل هزيمة نفسية وضربة قاصمة للعدو .

لهذا فأن تأخر القوات المسلحة في الإعلان عن العمليه في وسائل الإعلام رغم الحسم العسكري المبكر هو من قبيل الحفاظ على ارواح المجاهدين في هذه الجبهة من جهة ، ومن جهة أخرى انتظار التوقيت المناسب للإعلان عنها .

جبهة نجران وكتاف هي احدى اهم الجبهات بحكم موقعها الاستراتيجي ، واهتمام العدو بهذه الجبهة التي حشد لها مرتزقة من مختلف مناطق الجمهورية ودعمهم بضباط وخبرات سعودية واجنبية بالاضافة الى دعمهم بالعديد والعتاد من مربط البيادة الى احدث انواع الطائرات .

تعد هذه العمليه مفصلية في تغيير الكثير من قناعات المخدوعين الذين كانوا يشاركون في هذه الجبهة وغيرها من الجبهات سواء كانوا مقاتلين او غير مقاتلين ، فقد شاهدنا خلال الايام السابقة جموع غفيرة منهم يتقاطرون الى صنعاء معلنين توبتهم ورجوعهم الى جادة الصواب ، وكان في استقبالهم الاستاذ محمد البخيتي .

هذا النصر الالهي المؤزر الذي يمثل هزيمة نفسية وضربه قاصمة للعدو ، وهذه القناعة التي وصل اليها معظم الذين كانوا يقفون مع تحالف العدوان ، لابد ان يصاحبها تغطية اعلامية مناسبة في مختلف وسائل الإعلام ، ليس كما فعل بعض المفسبكين الذين لا هم لهم سوى جمع اللايكات والإعجابات ولا يدركون مجريات الأحداث في ميدان المعركة ، بنشر اخبار متضاربة وتحجيم هذا الانتصار التاريخي ، بأسر الصحفي محمد العرب .

النصر محسوم غير أن الفرق في الوقت فكلما تأخر وقته كلما قلت خسائرة ، وفي النهاية كل هذا الوقت سينتهي في ساعة واحدة هي ساعة إنهيار كل الجبهات وفي يوم واحد هو يوم النصر الذي لا هزيمة بعدة .

ان الحقيقة التي نقف عليها اليوم ان أبطال الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات يسطرون ليس فقط انتصارات عظيمة ، وانما يسطرون تاريخا عريضا من المجد والعزة والشرف ، وان كل فرد منهم هو مشروع عزة وكرامة وشموخ وعنفوان لا يعرف للذل والهوان طريقا !!

واصبحنا على يقين بأن الكلمة الفصل لن تكون للطائرات الحربية ولا للدبابات والمدرعات والأسلحة المتطورة ، بل للمواطن اليمني الذي وثق بالله وتمسك به .

التعليقات مغلقة.