saadahnews

ذروه رماداً فنبتَ منهجاً وثورة

بقلم/خــــوله العُفـــيري

نجمٌ من نجوم العترة الطاهرة وواحد من أعلامها “ابن الإمام زين العابدين وسيّد الساجدين حليـــف القرآن. البدر المنير والليث المغوار حفيد الكرار، إمام الأئمة، سيّد الثائرين، قدوة الدعاة، لسان المستضعفين منهج المؤمنين، سيف المجاهدين، سم زعاف على الطغاة والفاسقين، المقتول في الله، المصلوب في أمة جده والمظلوم من أهل بيت النبوة.

سفينة لنجاة الهالكين، منهاج للمستبصرين وقدوة قائد للأحرار من أبناء هذه الأمة. هو الذي لدين الله ثار وعلى خطى أبائه سار، لم يكذب في المقال منذُ أن عرف يمينه من شماله ، هو من قال : والله لوددت أن يدي ملصقة بالثريا ثم أقع على الأرض فأتقطع قطعة قطعة وأن يصلح بذلك الله أمر أمة محمد.

هكذا كان فيما يحمله من همّوم على دينه وفيما يستشعره من مسؤولية في أمة جَــدّه. إنسان بمثابة وطن للرحمة والشفقة. عظيم كان مبالياً ومهتماً بأمور بيئته وليس كما كان حال مجتمعه؛ بل كان يتحرّق على واقع الناس.

جاهد في الله حق جهاده، فكان يقول كلمة الحق في وجه السلطان الجائر. استمد شجاعته و قوته من كتاب الله حيث قال “لم يدعني كتاب الله أن أسكت”.
لم يدعه كتاب الله أن يسكت على ما يشاهده من ظلمٍ وجورٍ. لم تدعه تلك الآيات والنصوص أن يرى الذل والخنوع والاتسلام يسود هذه الأمة. ولكنها كانت العامل الأساسي لخروجه بثورة حق ضد الباطل. يصدع بالحق في زمن سكتت فيه الأفواه وعجمت فيها الألسن. فكان خروجه امتداداً لثورة جدّه الإمام الحسين عليه السلام. امتداد في الجوهر والمضمون. في الروح الإيمانية والهدف الديني. امتداد في موقف الحق والتوجه الصادق. امتداد للحركة الإسلامية.

حقــاً يا لـهُ من ثائر أمر بالمعروف ونهى عن المنكر. قــارع الطغاة وأوهن كيدهم.
فكلما كان يمر في مجالسهم أو يمر طيفه في مخيلاتهم كانوا يدركون بأن نسل رسول الله باقٍ لم يُبتر. فذلك الأمر أزعجهم وأقلق سكينتهم خوفاً على الخلافة والسلطة وحب المنصب. فقتلوه غلاً وحقداً ونبشوا قبره من ثم صلبوه لعدة سنوات وقطعوا رأسه الشريف ومروا به جميع البلدان. فأحرقوا جثمانه الطاهر وذروا رماده في نهر الفرات وجزء أخذته الرياح لكي لا تبقى ذكراه ولا يزار ضريحه. جهلوا بأنهم ذروه فأنبت ثورة للأجيال من بعده ومنهجاً للأمة. لقد أحيا استشهاده ما دُثِرَ من السنن. وأقام أعمدة الدين وغدت الأمة تقتبس من نوره.

التعليقات مغلقة.