saadahnews

الظلم وما يشمله ونتائجه من ما قاله السيد القائد في محاضرته الرمضانية الثانية عشر

تلخيص/ مرام صالح مرشد

الظلم يشمل دائرة واسعة، الظلم في المعاملات، المسؤولية وموقع المسؤولية، فمن العناوين الرئيسية عن الظلم: أن الله رب العالمين هو القائم بالقسط، قائماً بالقسط في خلقه وتدبيره والجزاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم، فهو لا يريد لعباده الظلم، ولا يريد ان يظلموا بعضهم بعض في واقعنا هذا الممتلئ بالظلم وأكثر ماتعانيه البشرية اليوم هو الظلم، وأكثر ماتعانيه البشرية في شتى البلدان ومعظم الأقطار.

نأتي إلى الإجراءت من الله تجاه هذا الموضوع، فهو الوعيد الشديد فقد حرم الله الظلم ولعن الظالمين في محكم كتابه قال تعالى: (الا لعنة الله على الظالمين)، الطرد من رحمته، فالشيطان عندما لعنه الله وطرده من السماء قطع عنه رحمته لا يتوقف ولا يصلح أبداً، يتمادى في طغيانه وجرمه، يتحمل المزيد من الأوزار، فالإنسان إذا لعن فقد طرده الله من ساحة الرحمة الإلهية، خرج من ألطاف الله إلى العقوبة الإلهية.

نتائج الظلم:
يدخل الظالم في إطار لعنة الله بكل ماتترتب عليها من عقوبات فقد قال الله تعالى: (انا اعتدنا للظالمين نارا احاط بهم سرادقها)، نار جهنم، سيسجنهم الله للأبد ليس لسجنهم نهاية ولا يمكنهم أن يتخلصوا منه، فالسرادق المذكور في الآية يشمل أسوار جهنم، وجدران وأماكن ضيقة وتوابيت في جهنم لا مفر ولا مهرب منها، فمن كان يحتمي بالمال في الدنيا لا ينفعه ذلك، ومن كان يستند إلى ضعف من يظلمه، فقد اوضح السيد ذلك بآية قرآنية قائلاً: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)، يجعل الله جزء من العقوبة في الدنيا ولكن الجزاء الحقيقي يكون في الآخرة فيكونوا حينها في حالة رعب وخوف منكسين برؤوسهم، حالة من الذل والرهبة الشديدة جداً، لا يرتد إليهم طرفهم ويكونوا مرعوبين ومذلولين.

فالظالمين يفتدوا بما لديهم من سوء العذاب كما قال تعالى: (ولو أن للذين ظلموا مافي الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون)، كل مافي الأرض من كل شيء سيفتدون بها من سوء عذاب الله للظالمين، وما نحن فيه هي حالة كبيرة من المظالم التي تكون نتاج لسعي الإنسان لاحصول على شيء معين، كالذي نحن فيه اليوم فكم من الناس انطلق في صف العدوان والتحق بالسعودي والإماراتي مقابل القليل من المال، فكم يحصل من ظلم؟

يجب على الإنسان الحذر من أن يكون من الظالمين فما تحدثنا عنه هو الوعيد من الله للظالمين بالذل والندم والإحتراق الدائم أمر رهيب جداً، فلننظر للقرآن كيف بين الله فيه كيف أهلك الكثير من الأمم السابقة نتيجةً لظلمهم، كنوح وعاد وثمود، وعن قرى أيضاً كيف أهلكهم الله لقوله تعالى: (فأخذهم الطوفان وهم ظالمون)، ولقوله تعالى: (وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة)، كانت لهم ضربة قاصمة وعذاب مدمر فقد ذكر الله قصص الأولين ليذكرنا عز وجل أن هذا الظلم من الممكن أن يحصل فتنزل عقوبات جماعية إذا كان واقع منحرف يسوده الظلم، كثير من القرى أهلكت وبقيت خاوية على عروشها.

الوعيد والتحذير من الله فمن يقتل ظلماً عليهم وعيدا بالنار، من يأخذ الأموال الحرام ذكر الله وعيده في القرآن الكريم، فشرع الله عقوبات على الظلم في الدنيا تتنفذ ضد الظالمين، في التشريعات والتعليمات الإلهية، فيجب علينا العمل على منع الظلم وعلى إقامة العدل، ولنحارب الطغاة والظالمين، وتشريعات الله تساعد على بناء واقعنا حتى يكون واقع منيع لدفع الظلم، ولنكون أمة قوية فاعلة في التصدي للظلم فقد ذكر الله في محكم كتابه انه علينا بالعدل والإحسان لقوله تعالى: (وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، فلا غني يجامل لغناه ولا فقير يجامل لفقره، فعلينا الحذر من الظلم والنظر إليه كجرم كبير وتحملها كمسؤولية جماعية.

هذا ونسأل من الله التوفيق والسداد.

التعليقات مغلقة.