saadahnews

ذوبانُ الأرّواحُ في سبيلِ اللّه

بقلم/إقبال جمال صوفان

بسم الله القائل :(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) وفعلاً كانا ذو حظٍ عظيم.

*الشّهيد/علي جمال عُشيش*
*والشّهيد/هِشام شرف نجم الدين*

استشهد الأول بتاريخ 🙁 21رمضان )
واستشهد الثاني بتاريخ :(28رمضان)

ستةُ أيام فصلت بين لحاق هشام لعلي!! ماأعظمهُ من سباق إلى الجهاد في سبيل الله!! وما أروعهُ من لقاءٍ لم يحتمل البُعد!!

عليٌ وهشام طالبان في جامعةِ اقرأ يَدرسان بكلية التجارة اختارا لأنفسهم العزّة والكرامة فتحرك علي ليدافع عن وطنه وتأثرنا كثيراً بخبر استشهاده وتمكّن منا الحُزن والألم عليه ومن ثمّ تحرك هشام ليلحق برفيقهِ الذي تعلّق به ولم يتحمّل مرارة فراقهِ له.

عُرفا بالصدق والوفاء والأخلاق الحميدة التي يتعلمُ ويقتدي بها الكثير من الزملاء الأكارم والذي تتقطع قلوبهم ألماً على فراق نجمين سطعا بالحقّ ورفعا اسم اليمن عالياً بدمائهم الزّكية وأرواحهم الطّاهرة .

تلقّى الشّهيد هشام قُبيل ذهابهِ إلى الجبهة خبر استشهاد رفيقه علي فوضع حالته الخاصة بالواتس اب صورة الشّهيد علي مرفقة ببعض سطور كتبها كرسالة له ألا وهي : *”يبكيني قلبي وجعاً وألماً شديد لا يقبل القعود حتّى ثانية بعدك يا أخي علي عشيش عهدٌ مني لك يا أخي علي لن أعود إلاّ شهيداً بإذن الله واللهُ على ما أقول شهيد “*!!

عاهد أخاه وأوفى بعهده بعد ستة أيام فقط من العهد!! ماأجمل الوفاء إن كان من صديق لصديقه!! وصدق الله القائل :(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) لقد كانوا مجاهدين صادقين متقين فـ لأرواحهم السلام سرمداً.

نعم نتألم لفقد مثل هؤلا العُظماء الذين لازالوا في ريعان شبابهم ولكن لن نستسلم مادُمنا أحياءً لن نخضع مادامت أرواحنا تتنفس ومادامت دماؤنا تجري في عروقنا كُنا ومازلنا وسنظلّ أولئك الباذلون لأغلى مانملك في سبيلِ الدفاع عن حريتنا وكرامتنا.

نعم نتوجّع ولكن هل فقدنا ثقتنا بالله؟! هل تراجعنا عن دربِ الحق؟! هل سئمنا الصبر؟! لا والله الذي أنفسنا بيدهِ مازادتنا هذهِ الجراح والآلآم إلا عزّة وإباء وفخراً ولا نقول إلا : الحمدُلله الذي وفقنا أن أصبحنا مجاهدين في سبيلهِ وشرّفنا الله بالمسيرة القرآنية وكما قال سبحانهُ وتعالى :
(ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).

عليٌ وهشام ستحِنُّ لكم قاعاتكم! ستحِنُّ عليكم كراسيّكُم ! تركتم فراغاً لن يلمؤه أحداً غيركم! أعان الله أهاليكم على فراقكم وربط على قلوبهم ولكم منّا أزّكى السلام وأطيب التحايا ..

رجالٌ صدقوا ماعاهدوا الله عليه فأختارهم إلى جواره وهُنا تتبيّنُ لنا المواقف الحقةّ التي لا يرضَ أصحابها بالذلة والهوان في زمن الحرية، علي وهشام هنيئاً هنيئاً لكم هذهِ المنزلة الرفيعة التي لا تليقُ إلا بسموّكم أيها الأعزاء الشُرفاء يامن بكم نفخر ونعتزّ ياجواهر الأرض ونجوم السماء طِبتم وطاب مقامكم ياأنبل خلق الله في أرضه يامن تعلمنا منكم معنى ذوبانُ الأرّواحُ في سبيلِ اللّه!!

*(وداعاً رفاق العلم)*

التعليقات مغلقة.